تصفية حسابات: تسبيح بحمد الدّيموقراطيّة ولعن للخلافة وأهلها!
الحملة على الأحزاب الإسلامية
لماذا كلما فاز حزب إسلامي في الانتخابات انقلبوا عليه؟ أين أميركا راعية الديمقراطية من الحملة المسعورة على حزب العدالة والتنمية التركي؟
عنوان حلقة جذّاب، ينتظر منه المشاهد تسليط الضّوء على القمع بل والحرب التي تشنّها الأنظمة العميلة الذّليلة بتدخّل مباشر من أمريكا الكافرة على حملة الدّعوة الصّادقين: عسكريّا وإقتصاديّا وإعلاميّا… ولكن لا تفرحوا كثيرا فعنوان البرنامج هو الإتّجاه المعاكس ومقدّمه هو فيصل القاسم وهدفه هو الإنتقام الشّخصي ممّن سبّب له ضغط الدّم وأقضّ مضجعه هذه الأيّام الأخيرة ومنذ أهريق ماء الحياء من على وجهه وسقطت آخر أقنعته. تصفية حساب مع حملة مشروع الخلافة، لا أكثر ولا أقل وذلك بالتّحريض عليهم من خلال إستخلاص مرادفات مقزّزة لنظام الخلافة ك”الفاشيّة” “الدكتاتوريّة” … ونعت أصحابها بالمتطرّفين ثمّ تبرئة الدّيموقراطيّة الكافرة ممّا يجري في بلاد الإسلام من جرّائها وتبرير تسلّطها على رقاب المسلمين ومصادرة سلطانهم أوحقّ إختيار من يحكمهم وبما يحكمهم ثمّ تبريرالتّدخّل العسكري لمنع قيام حكم إسلامي وهذا كلّه يمثّل الجانب الإعلامي من هذه الحرب الشّعواء على حملة هذا الدّين ودعاة الحكم بما أنزل الله وإستئناف الحياة الإسلاميّة بإقامة الخلافة الرّاشدة.
ويظهر كلّ هذا من خلال ومضات كلمات تقديم الحلقة ومن خلال إختيار ضيفيها.
فمن خلال تقديم الحلقة حرص فيصل القاسم إلى الإشارة إلى حزب هايدر العنصري الفاشي النّمساوي وكيف منعته “الدّيموقراطيّة” من إستلام الحكم كونه فاشيّ بعد أن أشار إلى إعتراض أمريكا “الدّيموقراطيّة” والغرب عموما على فوز الأحزاب “الإسلاميّة” ليقول أنّ السّبب في الإعتراض هو نفسه: الفاشيّة. وقد إتّخذ ضيفا للدّفاع عن هذا الرّأي وهو مجدي الخليل قبطي مصري متورّط في مشروع الأمْركة. مدير منتدى الشّرق الأوسط للحرّيّات المشبوه وهو معتاد على لعب الأدوار القذرة في برنامج فيصل القاسم فقد إستضافه سابقا في فصل من مسرحيّة الإتّجاه المعاكس أسماه “الكونغرس يتهم الأتراك بإداة الأرمن“. وحول منتداه وأهدافه ـ على وضوحها ـ هذا مقال لزيادة توضيحها :
لهذا تم تأسيس منتدى الشرق الأوسط للحريات …..
ثارت الأقاويل والشائعات وذلك عقب تأسيس منتدى حريات الشرق الأوسط، وذلك نتيجة البداية القوية التي بدأ بها المركز عمله الحقوقي.
والبداية كانت قوية من عدة نواحي، أولاً: إمكانيات المركز المادية من حيث التأسيس، فمكان المركز في أرقى أحياء القاهرة وهو حي مصر الجديدة.
ثانياً: البداية الموفقة بالمؤتمر الافتتاحي الذي تم عقده بمناسبة افتتاح المركز، وكان على يومين وضم نخبة من المثقفين لم ترى مصر تجمع بهذا الشكل منذ عشر سنوات من حيث المتكلمين لأنهم يمثلون النخبة المحترمة في جيل المثقفين في هذا الزمان وبعدها بدأ المركز في إقامة ندوات على مختلف الأصعدة الثقافية وشملت سهرة فنية ثم تلاها ندوة كانت عن كيفية إيقاف العنف ضد الأقباط وها هو بصدد إقامة ندوة عن واجبات الصحافة وكل المتحدثين كانوا من خيرة رجال مصر الشرفاء كل هذا النشاط كان في مده وجيزة أقل من شهرين منذ الإعلان افتتاح المركز، ولكن قوة هذا المركز من وجهة نظري كانت في نقطتين.
أولاً: الجراءة الواضحة واللغة القوية التي تمت إدارة المؤتمر بها.
ثانياً: الفكر الذي يعمل به هذا المركز فالقائمون على إدارة هذا المركز اثنين من الناشطين الأقباط وهم المفكر والمحلل السياسي مجدي خليل والكاتب الأستاذ عادل الجندي، والاثنين لهم قوة وحجة منطق صنعت لهم شعبية كنت أظن أنها عند الأقباط فقط، ولكن من خلال مشاركتي في المؤتمر وجدت أنها امتدت لتشمل المصريين مسلمين وأقباط، وذلك نتيجة الحس الوطني القوي الذي يمثل الدافع الرئيسي وراء هذا العمل، ولكن من أين أتت الأقاويل والشائعات؟
أُثيرت الأقاويل نتيجة حالة التعنت والتشدد التي ينتهجها النظام مع منظمات حقوق الإنسان في مصر، فالبعض يقول كيف تم السماح بإنشاء هذا المركز في ظل أن مَن يفكر في إنشاء جمعية أهلية أمامه سنوات من الإجراءات وبعدها يتم الرفض عن طريق الجهات الأمنية فما بالك بمركز بهذا الحجم وبهذا الفكر؟!! مما دعىَ البعض إلى أن يقول أن مجدي خليل أصبح واحد من رجال النظام وهذا القول متأثر بنظرية المؤامرة التي لها أشكال كثيرة عند المقتنعين بها.
إذاً كيف تم السماح بإنشاء هذا المركز؟ والإجابة من وجهة نظري فيما يلي:
نظراً للمتغيرات الدولية والإقليمية ومعطيات كل فترة زمنية جعلت النظام يحاول صنع توازن سياسي، وبخاصة بعد أن شعر النظام بخطورة نشاط أقباط المهجر في الخارج وبعد أن أقتنع بأن حركة الإخوان المسلمين أصبحت تمثل خطر حقيقي بعد أن استطاعت أن تستقطب رجل الشارع العادي حتى استحوزت على أغلب المثقفين في مصر،،، هذا طبعاً بعد سيطرتها على أغلب النقابات وتوغلها في كل المجالات، فالنظام اختار أن يستريح من دوشة أقباط الخارج، ورغماً عن أنفه اضطر آسفاً أن يتحمل مطالبهم ونشاطهم في الداخل بدلاً من أن يكونوا سبباً في صنع أزمات دبلوماسية مع الغرب بعد أن اقتربوا من دوائر صنع القرار هناك، وفي نفس الوقت يقوموا بمواجهة تيار الإخوان مع الحكومة
هذا بالاضافة إلى أنه سيكون واجهة للحرية يتشدق بها النظام أمام الغرب البعض قد يقول الموضوع ليس كبيراً بهذا الحجم ولكني أقول لهم قد يكون ليس الآن ولكني أتوقع شأن كبير لهذا المركز في صنع مستقبل أفضل لمصر، وكلمتي إلى القائمين على هذا المركز الوصول إلى القمة سهل ولكن الحفاظ عليها في غاية الصعوبة، ومَن وُلِدَ في القمة لا يستطيع أن يعيش بعيداً عنها، فأمامكم الكثير من الصعوبات التي ستواجهكم، ولكن مَن يضع يده على المحراث لا يعود ينظر إلى الوراء.
فهذا هو الضّيف الأوّل الذي إختاره فيصل القام بعناية وهو كافر بالإسلام ساعي في إيذاء أهله منخرط في العمالة تتطاير شرارات الحقد من فيه على الإسلام وأهله ونظامه، فما فتئ يستشهد بكون الخلافة صنو للتّخلّف وكون كلّ “الإسلاميّين” يريدون إعادتها وأنّ العالم يصبح أفضل من دونهم.
أمّا الضّيف الثّاني فهو الدكتور محسن حسين العواجي ـ مؤسس موقع الوسطية. من مواليد مدينة الرس بمنطقة القصيم عام 1381هـ. كان إماماً وخطيباً لجامع سعد بن معاذ بالرياض. حصل على الدكتوراة عام 1410هـ من المملكة المتحدة و هناك رئس الجمعية الإسلامية ثلاث سنوات متتالية في جامعة ويلز/ابريستويث . وقد اعتقل العواجي لمدة تتراوح بين الأربع سنوات إثر توقيعه على عريضة وقع عليها مجموعة من الأكاديميين السعوديين تطالب الحكومة السعودية بالإصلاح ولكنّه إثر خروجه من السّجن كتب مقالا انتقد فيه سياسات وزير العمل السعودي ـ غازي القصيبي ـ وجاء فيه الآتي:
{…فنحن لم نعرف عن والدنا خادم الحرمين الشريفين إلا خيرا ويكاد يجمع الناس بأنه من أفضل ملوك ورؤساء العرب قلبا وأكثرهم نخوة ورجولة عندما يطلع مباشرة على تفاصيل الأمور بنفسه، ويقيه الله شركم، وليس عليه خوف إلا من أريحيته وتواضعه وكرم نفسه وحسن ظنه بالآخرين، وتلك شهامة لا يقدرها إلا الرجال الصادقين المخلصين. فيا خادم الحرمين نحن والله نحبكم والدا وحاكما ونحن جنودكم في الحق ولكن الله ورسوله والإسلام والحق أحب إلينا من كل شيء، ولا أظنكم تخالفوننا في هذا، وسنصدقكم فيما نعلم أنه الحق، على يقين أنكم خير من يشجع على قول الحق والنصح والأمانة و الشفافية و لهذا تذكروا وفقكم الله للهدى:
أولا: إن لكم يا والدنا مكانة في قلوب الناس ومحبة خاصة ما كانت لتكون لولا فضل الله عليكم أولاً ثم ما تتمتعون به ومن رحابة صدر وحسن إنصات وتحمل لمن لا يوافقكم الرأي، وتقديركم لأهل العلم، ونشهد بالله أن خطابكم عندما توليتم كان لنا وعداً وعهداً بيننا وبينكم، وأملاً اشرأبت له أعناقنا المتعطشة، فمن حقكم أن نستجيب لما طلبتموه ومن حقنا أن نطالب بتطبيق ذلك الخطاب الذي هو بمثابة العقد بين الشعب وقيادته.
ثانيا: إن قربكم من أهل الخير الذين يخافون الله فيكم، ولا يخافون في الله لومة لائم خير من تقريب الآخرين الذين يخافونكم في الله ولا يحسبون حساب خطوات محرجة إسلاميا بدأت تحسب عليكم وهم من يتولى كبرها دون معرفة البعض بحبكم للخير وتعظيمكم لشعائر الدين وغيرتكم على الحشمة والمحارم، إن أهل الخير والفضلاء صمان الأمان لكم في الدنيا والآخرة بحول الله وقوته، وهم سندكم الأقوى بعد الله، وأغلبيتكم في كل ميدان من أمة اختارت الدين منهاجاً وضحت من أجله وتبناه والدكم المؤسس وسار عليه إخوانكم من قبل رحمهم الله جميعا.
ثالثا: في بلاطكم يا والدنا من بلغت به الجرأة باسمكم أن يزج مجتمعنا المحافظ بمتاهات فكرية وسلوكية مخالفة لصريح القران والسنة، يزينون أعمالاً ليست مقبولة عند مجتمع قدره أن يكون محافظاً، والأمر في عنقكم يوم القيامة، والناس يتساءلون عمن يتبنى باسمكم تفاصيل ترتيب هذه المؤتمرات الاقتصادية المختلطة مثلا، وكذا معرض الكتاب الأخير، سواء من ناحية الكتب المسموح ببيعها، أو طريقة تنظيم الزوار من الجنسين، ولسنا ضد الانفتاح وحرية النشر ولكن لا بد من تقييدها بضوابط الشرع إذ كيف نصدق أننا في المملكة عرضنا كتبا تسب الله ورسوله للبيع وتصف الرب جل وعلا بما لم يجرؤا عليه إبليس لعنه الله واتباعه!!
رابعا: ياخادم الحرمين نحن لا نستعدي على أحد، وليس بيننا وبين القوم خصومة ولكنه محض النصح في حق الأمة ومستقبل الأجيال الذي يعبث به من وثقتم بهم وفق أهوائهم، ونحن و إن كنا لا نزكي أنفسنا فإننا لن نتفرج عليهم يفترسون الحشمة والعفاف باسم الانفتاح ومجاملة الغربيين، إنا نرى القوم يتجرأوون تدريجياً، كلما انتهو من طامة بدأوا بالأخرى وكأنهم يجسون نبض الشارع لكن يعز علينا أن يتحصنوا بالمقام السامي لينسبوا إليه ما لا يليق بمقامه، وهذا الكلام ليس مبالغة، وهناك تفاصيل سأتركها لوقتها، لكن على سبيل المثال لا الحصر: انظروا كيف ألفوا ونشروا وتبنوا وفسحوا لرواية الافتراء المسماة (بنات الرياض) (لرجاء الصانع) وبتقديم ومباركة غازي القصيبي نفسه، تصف بنات الرياض بما لايصدقه عاقل من الفحش والمجون والخيانة الزوجية والشراب! عليها من الله ما تستحق جراء هذا البهتان العظيم، أتمنى أن تتفضلوا بالاطلاع بأنفسكم لتحاسبوا من أظهروا بنات الرياض بتلك الصورة المخزية التي لا يرضاها الله ولا رسوله ولا المؤمنين، أنسكت؟ لا ورب السماء والأرض !ولمصلحة من نسكت على قوم وصفوا بناتكم المسلمات القانتات العابدات السائحات بتلك الأوصاف المشينة، وحتى لو وجدت حالات فردية وكلنا خطاء فكيف نقبل بهذا التعميم الفاحش الظالم على المحصنات الغافلات المؤمنات،؟ وكيف تكون صورتهن عند من يقرأها من الخارج؟ ولمصلحة مَن يفسح بيع مثل هذه الهرطقة الساقطة في معرض الكتاب الذي أعلن تحت رعايتكم؟ و الذي هو واجهتكم الفكرية والثقافية ونحن نجزم أنكم لا ترضون بهذا لو علمتموه، ولكن لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
أخيراً: لقد حدد القران الكريم مؤهلات الموظف على لسان بنت شعيب لما قالت (ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) وياخادم الحرمين كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، ولقد جعل الله لكم فيما (ذكر اسم الله عليه) خير بديل عن (المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع) إلا ما ذكيتم!
اللهم من أرادنا وأرد بلادنا بسوء فرد كيده في نحره ،اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين لما تحبه وترضاه، اللهم ارزقه البطانة الصالحه واصرف عنه بطانة السوء وخذ بناصيته للبر والتقوى أنك سمع الدعاء.
محسن العواجي 4/2/1427هـ
الوسطية -الحلقة الفكرية}
فماذا كان ردّ سيّد ووالد وحبيب ووليّ نعمة محسن العواجي صاحب منتدى “الوسطيّة” يا ترى؟!
تم أعتقاله من قبل السلطات السعودية! كالكلب في نهره وكان كالكلب في إنسلاخه عمّا حُمّل من الأمانة: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ)175( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)176( سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ)177( مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)178(} الأعراف
وخلافا للظّاهر فقد جمع بين العوّاجي والخليل دين. هذا الدّين وأعطوه صفة الإلاه ـ دونما مبالغة ـ هو “الدّيموقراطيّة”. وقد يستكثر البعض هذه الكلمة في حقّ العوّاجي ولكن إن سمعتم رجلا يقول ملأ شدقيه وفي كامل وعيه “الأمّة تضع دستورها وفق أيّ مبدإٍ وسأقبله” مشيرا إلى ترك الحرّيّة للنّاس لإختيار أيّ شيء وكأنّه لم يقرأ “مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ” [ يوسف الآية 40].
وكان قد صنّف في بداية مداخلته الإسلاميّين إلى صنفين:
قسم قبل الدّيموقراطيّة وهو راض عنهم وأسماهم معتدلون وقسم رفض الدّيموقراطيّة وهو يلحظهم بعين من الغضب وأسماهم “متطرّفون” وغاب عن ذهنه معنى “التّطرّف والإعتدال” لغة وشرعا. وبدا حانقا من عدم تمكين “معتدليه” من إستلام الحكم ويحذّر من مغبّة إستمرار الغرب في إنتهاج هذا المنهج لأنّه كما يقول حاثّا إيّاهم “إقبلوا الدّيموقراطيّة وإلاّ فإنّ الذين رفضوا الدّيموقراطيّة ـ أي دعاة الخلافة ـ ستكون لهم الرّيادة”.
وستكون إن شاء الله وعسى ذلك أن يكون قريبا.
وبذلك تمكّن فيصل القاسم من طرح موضوع يهمّ كلّ المسلمين مدّعيا نقاشه من وجهتي نظر مختلفتين تضليلا. فإختيار ضيفيه المدروس بعناية مكّنه من التوجيه الخفيّ لدفّة النّقاش وتحديد نقاط الإهتمام التي تقصي بطبيعتها وجهة النّظر الإسلاميّة.
وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [ النمل الآية 50]