تصفية حسابات: تسبيح بحمد الدّيموقراطيّة ولعن للخلافة وأهلها!

7 ماي 2008

 تصفية حسابات: تسبيح بحمد الدّيموقراطيّة ولعن للخلافة وأهلها!

 

 الحملة على الأحزاب الإسلامية
لماذا كلما فاز حزب إسلامي في الانتخابات انقلبوا عليه؟ أين أميركا راعية الديمقراطية من الحملة المسعورة على حزب العدالة والتنمية التركي؟

عنوان حلقة جذّاب، ينتظر منه المشاهد تسليط الضّوء على القمع بل والحرب التي تشنّها الأنظمة العميلة الذّليلة بتدخّل مباشر من أمريكا الكافرة على حملة الدّعوة الصّادقين: عسكريّا وإقتصاديّا وإعلاميّا… ولكن لا تفرحوا كثيرا فعنوان البرنامج هو الإتّجاه المعاكس ومقدّمه هو فيصل القاسم وهدفه هو الإنتقام الشّخصي ممّن سبّب له ضغط الدّم وأقضّ مضجعه هذه الأيّام الأخيرة ومنذ أهريق ماء الحياء من على وجهه وسقطت آخر أقنعته. تصفية حساب مع حملة مشروع الخلافة، لا أكثر ولا أقل وذلك بالتّحريض عليهم من خلال إستخلاص مرادفات مقزّزة لنظام الخلافة ك”الفاشيّة” “الدكتاتوريّة” … ونعت أصحابها بالمتطرّفين ثمّ تبرئة الدّيموقراطيّة الكافرة ممّا يجري في بلاد الإسلام من جرّائها وتبرير تسلّطها على رقاب المسلمين ومصادرة سلطانهم أوحقّ إختيار من يحكمهم وبما يحكمهم ثمّ تبريرالتّدخّل العسكري لمنع قيام حكم إسلامي وهذا كلّه يمثّل الجانب الإعلامي من هذه الحرب الشّعواء على حملة هذا الدّين ودعاة الحكم بما أنزل الله وإستئناف الحياة الإسلاميّة بإقامة الخلافة الرّاشدة.

ويظهر كلّ هذا من خلال ومضات كلمات تقديم الحلقة ومن خلال إختيار ضيفيها.
فمن خلال تقديم الحلقة حرص فيصل القاسم إلى الإشارة إلى حزب هايدر العنصري الفاشي النّمساوي وكيف منعته “الدّيموقراطيّة” من إستلام الحكم كونه فاشيّ بعد أن أشار إلى إعتراض أمريكا “الدّيموقراطيّة” والغرب عموما على فوز الأحزاب “الإسلاميّة” ليقول أنّ السّبب في الإعتراض هو نفسه: الفاشيّة. وقد إتّخذ ضيفا للدّفاع عن هذا الرّأي وهو مجدي الخليل قبطي مصري متورّط في مشروع الأمْركة. مدير منتدى الشّرق الأوسط للحرّيّات المشبوه وهو معتاد على لعب الأدوار القذرة في برنامج فيصل القاسم فقد إستضافه سابقا في فصل من مسرحيّة الإتّجاه المعاكس أسماه “الكونغرس يتهم الأتراك بإداة الأرمن“. وحول منتداه وأهدافه ـ على وضوحها ـ هذا مقال لزيادة توضيحها :

لهذا تم تأسيس منتدى الشرق الأوسط للحريات …..
ثارت الأقاويل والشائعات وذلك عقب تأسيس منتدى حريات الشرق الأوسط، وذلك نتيجة البداية القوية التي بدأ بها المركز عمله الحقوقي.
والبداية كانت قوية من عدة نواحي، أولاً: إمكانيات المركز المادية من حيث التأسيس، فمكان المركز في أرقى أحياء القاهرة وهو حي مصر الجديدة.
ثانياً: البداية الموفقة بالمؤتمر الافتتاحي الذي تم عقده بمناسبة افتتاح المركز، وكان على يومين وضم نخبة من المثقفين لم ترى مصر تجمع بهذا الشكل منذ عشر سنوات من حيث المتكلمين لأنهم يمثلون النخبة المحترمة في جيل المثقفين في هذا الزمان وبعدها بدأ المركز في إقامة ندوات على مختلف الأصعدة الثقافية وشملت سهرة فنية ثم تلاها ندوة كانت عن كيفية إيقاف العنف ضد الأقباط وها هو بصدد إقامة ندوة عن واجبات الصحافة وكل المتحدثين كانوا من خيرة رجال مصر الشرفاء كل هذا النشاط كان في مده وجيزة أقل من شهرين منذ الإعلان افتتاح المركز، ولكن قوة هذا المركز من وجهة نظري كانت في نقطتين.
أولاً: الجراءة الواضحة واللغة القوية التي تمت إدارة المؤتمر بها.
ثانياً: الفكر الذي يعمل به هذا المركز فالقائمون على إدارة هذا المركز اثنين من الناشطين الأقباط وهم المفكر والمحلل السياسي مجدي خليل والكاتب الأستاذ عادل الجندي، والاثنين لهم قوة وحجة منطق صنعت لهم شعبية كنت أظن أنها عند الأقباط فقط، ولكن من خلال مشاركتي في المؤتمر وجدت أنها امتدت لتشمل المصريين مسلمين وأقباط، وذلك نتيجة الحس الوطني القوي الذي يمثل الدافع الرئيسي وراء هذا العمل، ولكن من أين أتت الأقاويل والشائعات؟
أُثيرت الأقاويل نتيجة حالة التعنت والتشدد التي ينتهجها النظام مع منظمات حقوق الإنسان في مصر، فالبعض يقول كيف تم السماح بإنشاء هذا المركز في ظل أن مَن يفكر في إنشاء جمعية أهلية أمامه سنوات من الإجراءات وبعدها يتم الرفض عن طريق الجهات الأمنية فما بالك بمركز بهذا الحجم وبهذا الفكر؟!! مما دعىَ البعض إلى أن يقول أن مجدي خليل أصبح واحد من رجال النظام وهذا القول متأثر بنظرية المؤامرة التي لها أشكال كثيرة عند المقتنعين بها.
إذاً كيف تم السماح بإنشاء هذا المركز؟ والإجابة من وجهة نظري فيما يلي:
نظراً للمتغيرات الدولية والإقليمية ومعطيات كل فترة زمنية جعلت النظام يحاول صنع توازن سياسي، وبخاصة بعد أن شعر النظام بخطورة نشاط أقباط المهجر في الخارج وبعد أن أقتنع بأن حركة الإخوان المسلمين أصبحت تمثل خطر حقيقي بعد أن استطاعت أن تستقطب رجل الشارع العادي حتى استحوزت على أغلب المثقفين في مصر،،، هذا طبعاً بعد سيطرتها على أغلب النقابات وتوغلها في كل المجالات، فالنظام اختار أن يستريح من دوشة أقباط الخارج، ورغماً عن أنفه اضطر آسفاً أن يتحمل مطالبهم ونشاطهم في الداخل بدلاً من أن يكونوا سبباً في صنع أزمات دبلوماسية مع الغرب بعد أن اقتربوا من دوائر صنع القرار هناك، وفي نفس الوقت يقوموا بمواجهة تيار الإخوان مع الحكومة
هذا بالاضافة إلى أنه سيكون واجهة للحرية يتشدق بها النظام أمام الغرب البعض قد يقول الموضوع ليس كبيراً بهذا الحجم ولكني أقول لهم قد يكون ليس الآن ولكني أتوقع شأن كبير لهذا المركز في صنع مستقبل أفضل لمصر، وكلمتي إلى القائمين على هذا المركز الوصول إلى القمة سهل ولكن الحفاظ عليها في غاية الصعوبة، ومَن وُلِدَ في القمة لا يستطيع أن يعيش بعيداً عنها، فأمامكم الكثير من الصعوبات التي ستواجهكم، ولكن مَن يضع يده على المحراث لا يعود ينظر إلى الوراء.

فهذا هو الضّيف الأوّل الذي إختاره فيصل القام بعناية وهو كافر بالإسلام ساعي في إيذاء أهله منخرط في العمالة تتطاير شرارات الحقد من فيه على الإسلام وأهله ونظامه، فما فتئ يستشهد بكون الخلافة صنو للتّخلّف وكون كلّ “الإسلاميّين” يريدون إعادتها وأنّ العالم يصبح أفضل من دونهم.
أمّا الضّيف الثّاني فهو الدكتور محسن حسين العواجي ـ مؤسس موقع الوسطية. من مواليد مدينة الرس بمنطقة القصيم عام 1381هـ. كان إماماً وخطيباً لجامع سعد بن معاذ بالرياض. حصل على الدكتوراة عام 1410هـ من المملكة المتحدة و هناك رئس الجمعية الإسلامية ثلاث سنوات متتالية في جامعة ويلز/ابريستويث . وقد اعتقل العواجي لمدة تتراوح بين الأربع سنوات إثر توقيعه على عريضة وقع عليها مجموعة من الأكاديميين السعوديين تطالب الحكومة السعودية بالإصلاح ولكنّه إثر خروجه من السّجن كتب مقالا انتقد فيه سياسات وزير العمل السعودي ـ غازي القصيبي ـ وجاء فيه الآتي:

{…فنحن لم نعرف عن والدنا خادم الحرمين الشريفين إلا خيرا ويكاد يجمع الناس بأنه من أفضل ملوك ورؤساء العرب قلبا وأكثرهم نخوة ورجولة عندما يطلع مباشرة على تفاصيل الأمور بنفسه، ويقيه الله شركم، وليس عليه خوف إلا من أريحيته وتواضعه وكرم نفسه وحسن ظنه بالآخرين، وتلك شهامة لا يقدرها إلا الرجال الصادقين المخلصين. فيا خادم الحرمين نحن والله نحبكم والدا وحاكما ونحن جنودكم في الحق ولكن الله ورسوله والإسلام والحق أحب إلينا من كل شيء، ولا أظنكم تخالفوننا في هذا، وسنصدقكم فيما نعلم أنه الحق، على يقين أنكم خير من يشجع على قول الحق والنصح والأمانة و الشفافية و لهذا تذكروا وفقكم الله للهدى:

أولا: إن لكم يا والدنا مكانة في قلوب الناس ومحبة خاصة ما كانت لتكون لولا فضل الله عليكم أولاً ثم ما تتمتعون به ومن رحابة صدر وحسن إنصات وتحمل لمن لا يوافقكم الرأي، وتقديركم لأهل العلم، ونشهد بالله أن خطابكم عندما توليتم كان لنا وعداً وعهداً بيننا وبينكم، وأملاً اشرأبت له أعناقنا المتعطشة، فمن حقكم أن نستجيب لما طلبتموه ومن حقنا أن نطالب بتطبيق ذلك الخطاب الذي هو بمثابة العقد بين الشعب وقيادته.

ثانيا: إن قربكم من أهل الخير الذين يخافون الله فيكم، ولا يخافون في الله لومة لائم خير من تقريب الآخرين الذين يخافونكم في الله ولا يحسبون حساب خطوات محرجة إسلاميا بدأت تحسب عليكم وهم من يتولى كبرها دون معرفة البعض بحبكم للخير وتعظيمكم لشعائر الدين وغيرتكم على الحشمة والمحارم، إن أهل الخير والفضلاء صمان الأمان لكم في الدنيا والآخرة بحول الله وقوته، وهم سندكم الأقوى بعد الله، وأغلبيتكم في كل ميدان من أمة اختارت الدين منهاجاً وضحت من أجله وتبناه والدكم المؤسس وسار عليه إخوانكم من قبل رحمهم الله جميعا.

ثالثا: في بلاطكم يا والدنا من بلغت به الجرأة باسمكم أن يزج مجتمعنا المحافظ بمتاهات فكرية وسلوكية مخالفة لصريح القران والسنة، يزينون أعمالاً ليست مقبولة عند مجتمع قدره أن يكون محافظاً، والأمر في عنقكم يوم القيامة، والناس يتساءلون عمن يتبنى باسمكم تفاصيل ترتيب هذه المؤتمرات الاقتصادية المختلطة مثلا، وكذا معرض الكتاب الأخير، سواء من ناحية الكتب المسموح ببيعها، أو طريقة تنظيم الزوار من الجنسين، ولسنا ضد الانفتاح وحرية النشر ولكن لا بد من تقييدها بضوابط الشرع إذ كيف نصدق أننا في المملكة عرضنا كتبا تسب الله ورسوله للبيع وتصف الرب جل وعلا بما لم يجرؤا عليه إبليس لعنه الله واتباعه!!

رابعا: ياخادم الحرمين نحن لا نستعدي على أحد، وليس بيننا وبين القوم خصومة ولكنه محض النصح في حق الأمة ومستقبل الأجيال الذي يعبث به من وثقتم بهم وفق أهوائهم، ونحن و إن كنا لا نزكي أنفسنا فإننا لن نتفرج عليهم يفترسون الحشمة والعفاف باسم الانفتاح ومجاملة الغربيين، إنا نرى القوم يتجرأوون تدريجياً، كلما انتهو من طامة بدأوا بالأخرى وكأنهم يجسون نبض الشارع لكن يعز علينا أن يتحصنوا بالمقام السامي لينسبوا إليه ما لا يليق بمقامه، وهذا الكلام ليس مبالغة، وهناك تفاصيل سأتركها لوقتها، لكن على سبيل المثال لا الحصر: انظروا كيف ألفوا ونشروا وتبنوا وفسحوا لرواية الافتراء المسماة (بنات الرياض) (لرجاء الصانع) وبتقديم ومباركة غازي القصيبي نفسه، تصف بنات الرياض بما لايصدقه عاقل من الفحش والمجون والخيانة الزوجية والشراب! عليها من الله ما تستحق جراء هذا البهتان العظيم، أتمنى أن تتفضلوا بالاطلاع بأنفسكم لتحاسبوا من أظهروا بنات الرياض بتلك الصورة المخزية التي لا يرضاها الله ولا رسوله ولا المؤمنين، أنسكت؟ لا ورب السماء والأرض !ولمصلحة من نسكت على قوم وصفوا بناتكم المسلمات القانتات العابدات السائحات بتلك الأوصاف المشينة، وحتى لو وجدت حالات فردية وكلنا خطاء فكيف نقبل بهذا التعميم الفاحش الظالم على المحصنات الغافلات المؤمنات،؟ وكيف تكون صورتهن عند من يقرأها من الخارج؟ ولمصلحة مَن يفسح بيع مثل هذه الهرطقة الساقطة في معرض الكتاب الذي أعلن تحت رعايتكم؟ و الذي هو واجهتكم الفكرية والثقافية ونحن نجزم أنكم لا ترضون بهذا لو علمتموه، ولكن لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.

أخيراً: لقد حدد القران الكريم مؤهلات الموظف على لسان بنت شعيب لما قالت (ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) وياخادم الحرمين كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، ولقد جعل الله لكم فيما (ذكر اسم الله عليه) خير بديل عن (المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع) إلا ما ذكيتم!

اللهم من أرادنا وأرد بلادنا بسوء فرد كيده في نحره ،اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين لما تحبه وترضاه، اللهم ارزقه البطانة الصالحه واصرف عنه بطانة السوء وخذ بناصيته للبر والتقوى أنك سمع الدعاء.

محسن العواجي 4/2/1427هـ

الوسطية -الحلقة الفكرية}

فماذا كان ردّ سيّد ووالد وحبيب ووليّ نعمة محسن العواجي صاحب منتدى “الوسطيّة” يا ترى؟!

تم أعتقاله من قبل السلطات السعودية! كالكلب في نهره وكان كالكلب في إنسلاخه عمّا حُمّل من الأمانة: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ)175( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)176( سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ)177( مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)178(} الأعراف

وخلافا للظّاهر فقد جمع بين العوّاجي والخليل دين. هذا الدّين وأعطوه صفة الإلاه ـ دونما مبالغة ـ هو “الدّيموقراطيّة”. وقد يستكثر البعض هذه الكلمة في حقّ العوّاجي ولكن إن سمعتم رجلا يقول ملأ شدقيه وفي كامل وعيه “الأمّة تضع دستورها وفق أيّ مبدإٍ وسأقبله” مشيرا إلى ترك الحرّيّة للنّاس لإختيار أيّ شيء وكأنّه لم يقرأ “مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ” [ يوسف الآية 40].
وكان قد صنّف في بداية مداخلته الإسلاميّين إلى صنفين:
قسم قبل الدّيموقراطيّة وهو راض عنهم وأسماهم معتدلون وقسم رفض الدّيموقراطيّة وهو يلحظهم بعين من الغضب وأسماهم “متطرّفون” وغاب عن ذهنه معنى “التّطرّف والإعتدال” لغة وشرعا. وبدا حانقا من عدم تمكين “معتدليه” من إستلام الحكم ويحذّر من مغبّة إستمرار الغرب في إنتهاج هذا المنهج لأنّه كما يقول حاثّا إيّاهم “إقبلوا الدّيموقراطيّة وإلاّ فإنّ الذين رفضوا الدّيموقراطيّة ـ أي دعاة الخلافة ـ ستكون لهم الرّيادة”.

وستكون إن شاء الله وعسى ذلك أن يكون قريبا.

وبذلك تمكّن فيصل القاسم من طرح موضوع يهمّ كلّ المسلمين مدّعيا نقاشه من وجهتي نظر مختلفتين  تضليلا. فإختيار ضيفيه المدروس بعناية مكّنه من التوجيه الخفيّ لدفّة النّقاش وتحديد نقاط الإهتمام التي تقصي بطبيعتها وجهة النّظر الإسلاميّة.
وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [ النمل الآية 50]


شهادة محمّد عبد المجيد بخصوص قناة الجزيرة بعد مشاركته في الإتّجاه المعاكس: {فيصل القاسم يعلن وفاتي في الثلاثاء الأسود}

1 ماي 2008

شهادة محمّد عبد المجيد بخصوص قناة الجزيرة بعد مشاركته في الإتّجاه المعاكس:

نصّ شهادته كما وردت إلى : مبادرة المستنير الإعلاميّة

 فيصل القاسم يعلن وفاتي في الثلاثاء الأسود

أوسلو في الأول من مايو 2008

 

كل الذين يحبونني قاموا بتحذيري، فالمشهد أكثر وضوحا من أنياب أي سجّان عربي، والايقاع بي على الهواء مباشرة وأمام الملايين أمر في غاية الأهمية للذئاب التي تنهش في لحم المواطن العربي.

لكنني لم أستجب، وظننت أن ثلاثين عاما من عمر مناهضتي العلنية لأنظمة البؤس والفساد والطغيان كانت كافية لجعل لساني ينطلق في الشاشة الصغيرة، وتغضب معه الجماهير.

بكيت عدة مرات وأنا أقرأ، وأكتب، وأعدّ وثائق تدين كلاب البشر التي تفترسنا، لكن المسرحية كانت مُعَدّة بحِرَفيّة شديدة بدت فيها مهارة معظم أجهزة الاستخبارات مشتركة بنسب متفاوتة.

قيل لي في مطار الدوحة بأن الدكتور فيصل القاسم ينتظرك على أحرّ من الجمر، وقيل لي بأنهم لن يبُلغوا الضيف الآخر، مساعد وزير الداخلية المصري بشخصيتي قبل مساء الاثنين، ولكن هذا لم يكن صحيحا.

في غرفة الانتظار وقبل وصول اللواء مجدي البسيوني كنت فعلا قد وقعت في المصيدة قبل الخروج على الهواء.

انتحى بي المذيع الأكثر شهرة في عالم الإعلام وطلب مني أن أهاجم منذ اللحظة الأولى، وأنه يتعاطف معي من أجل الأبرياء الذين أهينت آدميتهم على أيدي الجلاوزة والسفاحين، وسيعطيني الكلمة، وسيمنحني الوقت، وسأقرأ أسماء المعتقلات والسجون وطرق وأساليب التعذيب، وسيسمع مني الملايين حكايات موثّقة عن منهجية التعذيب وأنها توجيهات دولة ورغبة سلطة.

وطلب أيضا التركيز على المعتقلات السورية، وتعجبت كثيرا فهو سوري لا يقترب قليلا أو كثيرا من عش الدبابير في دمشق، لكنني كنت قد انتهيت باعطاء التحليل العقلي عطلة صغيرة رغم أن الدلائل كلها تشير بمؤامرة محبوكة.

لم تكن تلك المرّة التى التي يطلبني فيها ( الاتجاه المعاكس )، وكنا نختلف فلا يقومون بدعوتي، وفي احدى المرات اختلفنا فقد تم الطلب مني أن أتحدث عن التآمر العربي ، خاصة من الكويت، واستوعبت آنئذ التحذير الذاتي من المصيدة فقد كان المطلوب رأس الكويت، لكن بصمات أكثر وزراء الداخلية العرب كانت هذه المرة تعتمد الحلقة، وتعد آلات الجلد على الهواء مباشرة، وفيصل القاسم يقوم بدوره الذي سيجعل اسمه خالدا ومرسوما على سياط الجلادين في التاريخ العربي المعاصر.

جاء اللواء مجدي البسيوني، وأعطى فيصل القاسم كيسا صغيرا فيه بعض الأدوية التي طلب منه شراءها من القاهرة قبل الوصول.

لم أكن مضطربا بالمرة في غرفة الاستقبال، فلقد ذاكرت كثيرا، وعملت مذيعا لأربع سنوات، وألقيت مرة كلمة في بغداد أمام مئات من قياديي الفكر في العالم العربي عن السلطة والصحافة، وقيل لي آنئذ بأنها أخطر كلمة استمع إليها الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وجعلتني لا أسافر إلى العراق بعدها أبدا.

 

قبل بدء البرنامج بدا لي الدكتور فيصل القاسم كأنه سيفتح لي الشاشة الصغيرة على مصراعيها، ويمنحني الفرصة، ويزيل أي وقفات غير متوقعة يتردد أمامها لساني لثانية أو أقل.

في مثل هذا الوقت، أي في 26 ابريل 2005 كان فيصل القاسم يعتذر عن استضافتي في برنامجه وكان عن العصيان المدني في مصر بعدما تم الاستعداد الكامل له، وقال لي بعدها بأن أوامر وصلته فجأة من كبير الكبار أن لا يثير حاكم مصر فهو خط أحمر لا يقترب منه أحد.

الرابع من مايو يقترب، وإسراء عبد الفتاح تعلمت الدرس، ومناهضو الطاغية منهم من حكم القضاء العسكري عليه، ومنهم من تم التنكيل به في الشارع، ومنهم من ينتظر …

أجهزة الأمن في العالم تنتظر هي أيضا بصبر نافد جلدي وتحجيمي وتقزيمي في خمس وخمسين دقيقة على مشهد من الملايين، أما الاتفاق مع الضيف الآخر فلم يكن له أن يظهر إلا بعد بدء البرنامج. كان الرجل هادئا ويبدو كأنه لا يستطيع أن يؤذي عصفورا، وما عليه إلا أن ينفي وجود التعذيب، والمعتقلات، ومركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب، وعلى فيصل القاسم أن يقوم بالمهمة كاملة.

قال لي قبلها بأنه رفض مئات العروض لمكالمات هاتفية مباشرة، لكن شخصا واحدا فقط سيتحدث، وتعجبت، وسألني عقلني إن كان المتحدث سيشير فقط إلى الكويت حتى أخوض أنا أيضا في هذا الموضوع، ولكنني كنت قد سقطت تماما في المصيدة، وأحاطت بي حسن النية كأنني لم أختبر الحياة من قبل، وأنا الذي أعيش في خطر، ولا أستطيع أن أسافر إلى ثلثي العالم العربي، وروحي أحملها أينما حللت.

سيعاتبني أحبابي ويسألون بدهشة: ما الذي ألجمك وقد بدأتَ بداية موفّقة، وكنتَ مستعدا، وأمامك ما لو أشرت إلى بعضه لأهتزت الملايين بكاء؟

تحوّل فيصل القاسم في دقائق قليلة إلى الجانب الآخر، واستبدل دكتور جيكل ومستر هايد مكانيهما، ووجدت نفسي أمام ضابطي شرطة وليس ضابطا واحدا.

كان فيصل القاسم قد استخرج شراسة لم أتبينها من قبل، وأعطاني ظهره، ومنح أذنيه للآخر، ولم أعد قادرا على تكملة جملة واحدة، وتهكم على ما أمامي، فالبرنامج ليس حوارا ولكنه صياح، والذي يديره لا مانع لديه أن يحوله إلى سلخانة شرطة، فالأسياد ينتظرون على الباب، و( الاتجاه المعاكس ) يمكن أن يراه كل السجناء في أقبية السجون العربية ، وربما بطلب مباشر من سجّانيهم.

كيف وقعت في المصيدة؟

كان هذا السؤال مطروحا من الذين يعرفون قدرتي على التعبير، وسهولة استدعاء الكلمات، وعدم رهبتي من الميكرفون، وكَمّ المعلومات المخلوطة بقناعة عقلية ووجدانية بالقضية التي أدافع فيها عن المساكين والمظلومين.

فيصل القاسم يتعجل نهاية البرنامج، ليرفع يَدَ السجّان في نهاية المباراة ويعلن فوز السجن وحبل المشنقة وكلاب الافتراس ورغبات الطغاة.

يأخذ نهاية الكلمة من أي جملة أبدأ بها ثم يجعلها موضع سخرية، فأي شخص وفقا لرأيه يستطيع ان يقول في الشارع أن السجون مليئة بالمعتقلين.

تحوّل الحَمَل الوديع قبل البرنامج إلى ذئب مفترس، وأخلف فيصل القاسم تعهده معي، وجعل يعطي أذنيه لضابط امن يحدثه عن أنواع المجرمين في السجون.

لم يبلغوا اللواء مجدي البسيوني أن الحلقة عن العالم العربي فقد جاء باتفاق مسبق بينهم وبين أجهزة القمع في مصر، وفيصل القاسم يطلب مني أن أتحدث عن السجون السورية، فإذا تم تقزيمي فقد رضوا عنه في دمشق، وفتحت له أجهزة الاستخبارات القاعة الذهبية لكبار الزوار.

حتى الأطفال الصغار الذين شاهدوا البرنامج فهموا على قدر عقولهم أنني أمام مذيع غير مهذّب على الاطلاق، ومحترف شتائم مبطنة، ومهيّجا للجماهير، وسوطا للاستبداد يجلد به على العلن من يناهض الطغاة.

نجح السجّانان نجاحا باهرا، وأعلن القاسم في نهاية البرنامج على غير العادة طوال سنوات بأن مبعوث الطاغية كسب كل الجولات، وكاد يرفع علامة النصر ويبصق في وجوه كل أحبابي والمتعاطفين والمؤمنين باخلاص وعودي تجاه السجناء والمغيبّين في عالم النسيان .. جحيم السلطات العربية.

أحاول أن أجلد ذاتي منذ مساء الثلاثاء الأسود،وأحلل كل كلمة، وأعود بأثر رجعي إلى بداية المؤامرة، ويا لغبائي فقد كانت كل الطرق تشير بوضوح إلى المسرحية، وأن فيصل القاسم لعب أهم أدواره على الشاشة في أقل من ساعة.

ماذا حدث لي؟

أين ذهب لساني وغضبي؟

لماذا لم أغادر الاستديو، أو أطلب منه أن يسمعني ولا يقاطعني؟

كان شرسا، وفظا غليظا بعد البرنامج، وخرجت منه كمية هائلة من الكراهية، واتهمني في تكملة مسرحيته بأنني قمت بتخريب برنامجه، وطلب مني، كأن الطلب ليس بلسانه، أن لا أقبل دعوة أيّ فضائية عربية للحديث.

انكشفت الأنياب، وقام بتهنئة اللواء مجدي البسيوني أمامي في الغرفة التي شهدته قبل ساعة ملاكا طيبا ووديعا، وباكيا على سجناء الضمير، وقال له: لقد كنت رائعا سواء اختلفت معك أمْ اتفقت.

لماذا لم أعلن على ملايين المشاهدين أنني وقعت في المصيدة، وأنْسَحب حفاظا على صورتي في أذهان الذين دافعت عن حرياتهم لأكثر من ثلاثة عقود؟

كان المطلوب أن لا تهتز صورتي أمام الناس فقط ولكن أمام نفسي وقناعاتي ونداءاتي المتكررة للعصيان المدني والانتفاضة ضد الطغاة،

طلب مني قبلها أن لا أكون مثل الدكتور منصف المرزوقي ، قلت له ولكنه رجل رائع وأعرفه شخصيا، وشاهدته بطلا في مؤتمر ( الكراهية )، ولم أعرض الأمر على عقلي الذي كان غائبا آنئذ في رحلة الفرح بأنني سأعرض هموم وأوجاع وعذابات المواطن العربي الذي تعتبره السلطة ممن يمشي على بطنه أو على أربع.

أعيد المشهد في ذهني فلا أرى نفسي فيه، وأعيده على ملايين المشاهدين فيرون صديقهم ممزقا على الهواء، وضابطا الشرطة، ممثل السلطة في مصر، وممثل الطغاة في الجزيرة، يضحكان حتى الثمالة، فقد نجحت المسرحية أكثر مما نجحوا في 18 يوما مع إسراء عبد الفتاح.

لكنني عاهدت نفسي أمام الله أن أقف مرة ثانية وعاشرة ولآخر رمق في عمري فأنا صاحب قضية وهم أصحاب السلطة، وسنرى من الذي يضحك في النهاية، ومن الذي ستعرف الجماهير بحدسها أنه الأقرب إليها.

أعتذر لكل الذين صدمهم ثلاثائي الأسود، وكانوا يتوقعون مني خيرا وصياحا وزعيقا ومقاطعة المتحدث الآخر لأشرح وأعرض عذابات وأوجاع ودموع السجناء وأهلهم في أقل من عشرين دقيقة هي عمر لساني خلال الدقائق المحسوبة متقاسمة معنا نحن الثلاثة.

هل أجلد نفسي أكثر من هذا، أم أستمر في جلدهم؟

هل يحتفلون بخسارتي وانكساري وهزيمتي وموتي، أم أقف من جديد فالجولة النهائية لم تحسم بعد؟

لم يجبرونني على الوقوع في المصيدة، لكنني ذهبت إليها بنفسي، وضربت بعُرض الحائط كل خبراتي السابقة، وأنحيت التحليل العقلاني والمنطقي جانبا، وغضضت الطرف عما كتبه الآخرون عن ( الاتجاه المعاكس)، ولكن الأحرار لم يصفقوا لفيصل القاسم وضيفه ضابط الأمن والسجان، إنما أحزنهم مَنْ لعب الدور الذي لعبته أنا دون أن أسأل عن مخرج المسرحية !

هي الضربة القاضية كما يظنون، وهو الدرس الأغلى سعرا في حياتي كما أراه.

مرة أخرى، أقدم اعتذاري الصادق والعميق لكل أحبابي والمؤمنين بقلمي، فقد خذلتهم، فجلدت نفسي بعدها بما فيه الكفاية.

إنهم يعلنون وفاتي، وأنا أعلن مولدي الجديد.

 

محمد عبد المجيد

رئيس تحرير طائر الشمال

أوسلو   النرويج

Taeralshmal@gmail.com

 

تعليق مبادرة المستنير الإعلاميّة:

ألم تعلم سيّد عبد المجيد حقيقة قناة الجزيرة قبل قرارك المشاركة في أخبث برنامج قد رافق ميلاد هذا المشروع الإستخباري عن جدارة؟ إن لم تعلم من قبل فقد جائك النّبأ اليقين ونهديك تحليل نصّ قانون إنشاء شبكة الجزيرة الفضائية ( 1/ 1996) في مقال ظهر هنا على موقع المبدرة: إدّعاء إستقلاليّة شبكة الجزيرة الفضائية تحت المجهر.

نرجو أن تكون شهادتك دافعا لمن أراد الإخلاص لأمّته ودينه أن يراجع حسابات المراهنة على العمل من داخل أيّ مؤسّسة أو حزب أو حركة معترف به أو بها وأن يتبصّر العمل المنتج ألا وهو العمل على إقامة الخلافة الرّاشدة وأن يحذر من المؤسّسات ـ خاصّة الإعلاميّة ـ التي إستولت على عقول لم تعد تستطيع تمييز العدوّ من الصّديق. وأعلم أنّ الضّربة التي لا تقتلُك تقوّيك فأنت الآن أكثر مناعة ودور كلّ مسلم تعرية هذه المؤسّسات الإستخباريّة فأعمل مع العاملين وأجرك على ربّ العالمين.


الجزيرة {الأميريّة} تتنكّر لسجناء الرأي والسّياسة

30 أفريل 2008

يتواصل مسلسل إستحمار المشاهد على قناة الجزيرة الأميريّة العميلة والذي يقوم ببطولته العديد من المقّدّمين المُستَحمَرين وأبرزهم المخادع فيصل القاسم الذي أسقط قناع الحياء من على وجهه وأوغل في إستحمار المسلمين والمتاجرة بقضاياهم وخدمة أنظمة الذلّ والنّذالة.
وهذا كلّه يظهر من خلال إختياره لمواضيع حلقات برنامجه الأزمة والإختيار الدّقيق لضيفيه حرصا على الإتّجاه الذي يريد أن يأخذ إليه النّقاش وحرصا على نتيجة النّقاش والأثر الذي يريد طبعه في أذهان المتابعين لحلقات برنامجه.
الموضوع يتعلّق بأوضاع السّجون في المنطقة العربيّة وهو موضوع على أشدّ ما يكون من الأهمّيّة نظرا لما يتعرّض له المسلمون في هذه المنطقة من قمع فاحش وتسلّط وحكم جبري وخاصّة الدّعاة منهم والمجاهدون وسجناء الرّأي وخصوصا من ذوي الميول الإسلاميّة. وخبثُ فيصل القاسم يتجلّى في إختياره لضيفيه ومنه يُدرك في أيّ إتّجاه معاكس يختطف النّقاش وإلى أيّ وجهة.
الضّيف الأوّل: اللواء «مجدى البسيونى» مساعد وزير الداخلية المصري السابق وهو خبير في شؤون الإعتقال والإختطاف والتّعذيب والقتل، مجرم من الصّنف الأوّل، من الذين يحادّون الله ورسوله ويقتلون ويدعون لقتل من قال ربّيَ الله. ومهمّته الدّفاع عن سمعته في المقام الأوّل ذلك لأنّ الموضوع يتعلّق بعمله السابق مباشرة.
الضّيف الثاني: محمد عبد المجيد: تائه مظلوم، مشرّد مغمور في بلاد الغرب ـ النّرويج ـ من سوء حظّه أن كان له مدوّنة على الأنترنات أسماها “طائر الشّمال” فكان صيدا ثمينا للسّمسار فيصل القاسم في معرض بحثه عن مُنَاظِرٍ صوريّ لضيفه المرموق المْعلّم البسيوني خدمة لهدف الحلقة ألا وهو تلميع صورة السّجون في المنطقة العربيّة بعد كلّ فضائح الخدمات الإستشاريّة المجّانيّة التي قدّمها خبراء التّعذيب المصريّين والمغاربة والسّوريّين والأردنّيّين وغيرهم للإستخبارات الأمريكيّة والبنتاغون في طُرُق التّحقيق “المُجدية” مع المجاهدين والدّعاة من أجل إنتزاع الإعترافات منهم تحت التّعذيب الوحشي وبعد كلّ ما قام ويقوم به الشّرطة والإستخبارات من خطف وقتل أو خطف وتعذيب لأيّ مسلمٍ يجرؤ على قول كلمة حقّ أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو لمجرّد أن يتخلّق أو يتصرّف خُلُق أو تصرّف الرّجال … المناظر المثالي هو مهاجر قد هجر وطنه ولُغته وتعوّد على “الكورتوازي” في بلاد تحترم مواطنيها وأظنّه لم ير من قبلُ حلبة صراع الثّيران للتّورّيرو فيصل القاسم فكان مبهورا بمحاوره  الذي لم يتوانى في رمقه بنظرات ترمي بشرر كالقصر فإخترقت فؤاده وأبكمته فكان مبهوتا مشلول اللّسان والعقل وكأنّه قد أصابته دعوة شرّ !

فكان ما خطّط له المخادع فيصل القاسم وصار النّقاش إلى دعوة ضدّ “أعداء الوطن” الذين يشوّهون صورة الوطن بإفتعال القضايا وتصنيف المسجونين إلى ثلاثة أصناف: أصحاب جنحات مخطئين و بريئين ولكنّهم يريدون تمضية فترات سجنهم متتبّعين لظلّ الحائط وهناك مجرمون محترفون وخطيرون يسعون جاهدين بدون إنقطاع إلى تشويه صورة “الوطن” وهم سجناء الرّأي والمجاهدون والدّعاة … بل قد حصل فيصل القاسم في سبق صحفي على إعتراف المْعلّم بسيوني أنّ السّجون فعلا مكتظّة وهي غير كافية وكان لبرنامج الإتّجاه المعاكس دنسُ نقل بشرى المْعلّم بسيوني للمسلمين في مصر بالمشاريع العديدة لإنشاء سجون جديدة في كبريات مدن مصر فهنيئا لشعب مصر وللمسلمين بهذا الكسب والذي يدلّ على وعي نظام طاغوت مصر على حاجة المواطن للتّمتّع بحقّه في سجنٍ وخاصّة مع إرتفاع الأسعار وإطلالة مواسم المجاعة.

ومنتهى خسّة ونذالة فيصل القاسم كانت حين إعلانه إنتهاء الحلقة وتَهلُّلِ أساريرِ وجه المْعلّم بسيوني المُظلم ثمّ تعذّره للمساجين برميه لضيفه الدّمية ـ والذي إختاره بعنايةـ بالتّقصير في الدّفاع عنهم ليمسح فيه يديه كالمنديل ويظهر للمشاهد وكأنّه قد تفاجأ فيه مثلهم.

ولكن يا لخيبة المسعى!

فالمسلمون فردا فردا قد إكتووا بنار حكم جبريّ وذاقوا ويذوقوا الأمرّين منه ولن يغيّر نظراتهم عنه ألفٌ من الجزيرة العميلة وصحفيّيها الذين مردوا على النّفاق. فمن لم يسمع بفضائح وفضائع التّحقيق لصالح السي آي إي؟ ومن لم ير على يوتيوب مواطنين قد أنتُزعت إنسانيّتهم وأغتصبوا وعذّبوا وقُتِّلوا؟ من لم ير من قبلُ فليَقُم بعمليّة بحث بسيطة على يوتيوب حول كلمة “تعذيب”.
وهذه مستجدّات مثال أحد حالات التّعذيب والقتل ولا نشكّ في إصطناع محاكمة المحقّقين المجرمين لإمتصاص غضب وحنق النّاس:

تنظر محكمة جنايات القاهرة يوم 11 مايو المقبل فى القضية المتهم فيها 3 ضباط وأمين شرطة بتعذيب محتجز داخل قسم شرطة شبرا حتي الموت عام 2002، هم العقيد فرج غريب محمود مفتش فرقة غرب القاهرة والمقدم خالد موسى وكيل مباحث فرقة غرب القاهرة, والرائد عبد العزيز محمد الصيرفى بمديرية امن اسيوط، وامين الشرطة انور سعد داوود من مباحث قسم شبرا. 

وتعود وقائع القضية الى يوم 2 يوليو  2002 اثناء احتجاز المجنى عليه فى حجز قسم شبرا على ذمة ترحيله الى السجن، لتنفي عقوبة الحبس عام لاتهامه فى قضية سلاح بدون ترخيص، وفى يوم الحادث اثار حمدان هياجا بالحجز، وسب مأمور القسم، وبعدها تم تقييده وتعليقه والتعدى عليه بالضرب المبرح وصعقه بالكهرباء، مما ادى الى وفاته.

ويفسر مرور اكثر من 5 سنوات على وقوع الحادث، انتماء رجال الشرطة المتهمين الى اكثر من جهة عمل! 

ومن المنتظر ان تستمتع المحكمة خلال الجلسة المقبلة الى اقوال كبير الأطباء الشرعيين والطبيبة المختصة بتشريح جثة المجنى عليه.
وعقدت اخر جلسات هذه القضية يةم 17 ابريل الجارى، وفوجئ الحضور بأن المتهمين جالسون خارج قفص الاتهام، واعترض الضباط المتهمون علي وجود الصحفيين وكاميرات التليفزيون داخل القاعة، إلا أن محمد عبدالوهاب، محامي الضحية، أكد أن المحكمة علنية وحق للجميع، وسمح رئيس المحكمة بحضور الصحفيين.

التّعذيب في مصر 2008/04/19 – 16:08

 اللّهمّ فرّج كُربتنا وأزح عنّا همّ هؤلاء الرّويبضات وأبدلناهم خليفة مسلما يحكم بكتابك ويهتدي بسنّة رسولك صلّى الله عليه وسلّم ويخافك فينا ونحبّه ويحبّنا.


قدر المسلمين عند فيصل القاسم: إمّا رأسماليّة أو إشتراكيّة، فماذا تختارون؟

22 أفريل 2008

قدر المسلمين عند فيصل القاسم: إمّا رأسماليّة أو إشتراكيّة، فماذا تختارون؟

في منبر الضّرار الجزيرة يغيب الإسلام كنظام ويُغيَّب من كلّ نواحي الحياة. وقد شهدنا اليوم حلقة من حلقات التّعتيم الإعلامي عليه وذلك بإقصائه من حوار برنامج الإتّجاه المعاكس الذي دار حول النّظام الإقتصادي.

إنّ المتتبّع لحلقة اليوم من برنامج الإتّجاه المعاكس يدرك حجم صعوبة إدراك عامّة النّاس للتّضليل الذي تمارسه هذه القناة الخبيثة عليهم. وهذا ما يحفزنا لمضاعفة جهودنا من أجل إبراز ذلك لهم بالأدلّة وبالقراءَات المستنيرة لكلّ محتوى تبثّه هذه القناة الخبيثة.
يبدأ فيصل القاسم في نظم الشّعر وإستثارة العاطفة والتذكير بغضب الشّعوب من حكوماتها “منطقة على كفّ عفريت”، “ثورة الخبز”، “الشّعوب تغلي” “دعه يسرق دعه يمرّ” كناية على التّواطؤ والفساد و”جوّع كلبك يتبعك”…  وإمعانا في التّضليل يرمق العولمة منذ البداية بجملة ناقمة “سياسة كارثيّة نتيجة مواكبة السّوق العالميّة” ويظنّ متابعه أنّه ضدّ العولمة وضدّ سياسات السّوق وربّما إرتاح له.
وفي مقابل ال”سياسة كارثيّة نتيجة مواكبة السّوق العالميّة” يورد مقدّم البرنامج أمثلة السّودان، إيران، كوريا الشّماليّة وسوريا ليبعث في المشاهد فكرة أنّ الحلّ الآخر المقابل لخيار سياسات السّوق والعولمة هو العزلة والتّخلّف عن ركب الأمم المتقدّمة.
ويستضيف في حلقته محمّد مقدادي ـ الذي قُدّم على أنّه كاتب وأستاذ جامعي ـ وهو شاعر وأكاديمي أردني حاصل على الماجستير في الاقتصاد الدولي من الولايات المتحدة الأمريكية 1993 وهو إشتراكي التّوجّه مقابل رشاد عبده ـ الذي قُدّم على أنّه خبير إقتصادي ـ وهو استاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ومدير البنك العربى الافريقى وهو رأسمالي التّوجّه.

وقد إنهال مقدادي شتما لسياسات السّوق والعولمة وإتّهمها بزيف الشّعارات من ديموقراطيّة وحرّيّات  وإتّهم أمريكا بشنّ الحروب تحت ذريعة الإرهاب للسيطرة عليه وإنتقد بيع الحكومات أوطانها للبنك الدّولي وأنّ سبب المصائب هو رضوخ الحكومات لإملاءَات صندوق النّقد الدّولي وأنّ الخصخصة لا تناسب إلا أوربا بتفاوت بين بلدانها.
وكانت ردود د. رشاد عبده أنّ المشكلة تتلخّص في البطالة وفي مجتمع لا يعمل وإمتدح العولمة والخصخصة وإعتبر أنّ العولمة بمثابة الإنفتاح على كلّ الخيارات وأنتَ وما تريد عمل ومشاريع أو أفلام إباحيّة… كلّ شيء ممكن والأمر يتعلّق بك أنت. وإعتبر أنّ في الخصخصة تطويرٌ للإنتاج والأرباح وأنّ الخصخصة لا تعني تنقّل رؤوس الأموال أوهجرتها ـ وهذا الأمر وإن كان يقصد به الشركات المصريّة فهو غير صحيح لأنّ من مقتضيات العولمة ضمان حريّة تنقّل رؤوس الأموال ـ. وإعتبر أنّ العولمة بريئة من أحداث الخبز ودفع عن محكومة مصر كونها تقدّم دعما فاق الحدود للخبز قدّره ب 8 مليارات جنيه مصري وأرجع أزمة الخبز في مصر إلى مشكل أخلاقي.وأرجع أزمة إرتفاع أسعار المواد الغذائيّة إلى خلل في قاعدة العرض والطّلب “البديهيّة” جفاف أستراليا وإرتفاع إستهلاك الهند والصّين وإستعمال الدّول المصدّرة للحبوبِ الحبوبَ في تصنيع وقود بديل للبترول نظرا لأسعاره الملتهبة. ودعما لنظريّته إستشهد بدول أوروبّا الشرقيّة وكيف تقدّمت منذ إستغناءها عن الإشتراكية وتبنّيها للرّأسماليّة.

ويرى محمّد مقدادي أنّ المشكلة ليست في النّظام الإشتراكي وأنّه ليس ضدّ الدّخول في السّوق الحرّة ولكن قبل دخولها وجب تأمين الحرّيّة وأنّ الحلّ يكمن في توفير الدّعم للحاجات الأساسيّة وضمانها بالكامل لكلّ المواطنين.

ويدور الحوار وكأنّنا في سبعينات القرن الماضي والذي تغيّر فقط هو الألفاظ فقد غابت كلمات مثل البروليتاريا أو الإمبرياليّة أستُبدلت بكلمات تائهة تبحث عن سند لها بالنّسبة للمقدادي وأمّا بالنّسبة لعبده فهو يصول ويجول منتشيا بالرّأسماليّة الكافرة ويجد لكلّ ضيق مخرج في حضور مقدّم جاهل بالإسلام ـ وفاقد الشّيء لا يعطيه ـ متواطئ معه ومحاور يمثّل مذهبا إقتصاديّا إنهزم ولن يعود.
وأمّا النّظام الإقتصادي الإسلامي فلا نسمع عنه كلمة واحدة وهو مغيّب ولا وجود له في ظلّ أحداثٍ حلُّها في تبنّيه وتطبيقه. ويبرهن فيصل القاسم أنّه فعلا مخدّر من أخطر المخدّرات للمسلمين وخاصّة في المنطقة العربيّة ومضلّل للشّعوب عن تحسّسها للطّريق الصّحيح للنّهضة. فماذا تختارون الرّأسماليّة أم الإشتراكيّة؟ هذا هو هدف الحلقة. ورجاء القاسم وترتيبه للحلقة يؤدّي إلى إجابة تلقائيّة ألا وهو: الرّأسماليّة. أمّا الجواب عندنا فهو لا هذه ولا تلك ولا مسجد الضّرار وعرّاب الغرب الكافر الجزيرة وصحفيّيها وإنّما خلافة وجهاد وإستشهاد.

اللهمّ أرزقنا خلافة راشدة على منهاج النّبوّة تعزّ بها الإسلام وأهله وتُذلّ بها الكفر والنّفاق وأهله وتجعلنا فيها من الصّالحين المصلحين


فيصل القاسم ـ الجزيرة: بوق للعولمة وللرّأسماليّة الكافرة!

21 أفريل 2008

يا للمكر!

مع إحتداد الأزمة الغذائيّة وسقوط عشرات الموتى في طوابير الفضيحة طوابير الخبز في بلاد الخير أرض الكنانة مصر أمّ الدّنيا مجرى أعظم نهر في العالم ومع إرتفاع أسعار الموادّ الغذائيّة ومع إنتظار إعلان المجاعة إضافة إلى البطالة والفقر في معظم البلاد العربيّة، يُطلّ علينا بوق من أبواق التّسويق للرّأسماليّة الكافرة ـ وعلى رأسها أمريكا ـ وهو مقدّم البرامج فيصل القاسم من خلال منبر الضّرار الجزيرة ليطرح على ضيفيه نقاش الموضوع التّالي:

{الدول العربية واقتصاد السوق  : تناقش الحلقة موضوع الدول العربية واقتصاد السوق، ولماذا ينتقلون إلى اقتصاد السوق بشكل أعمى؟ أليست حياة الملايين من العرب في خطر بسبب السياسات الاقتصادية الخرقاء؟}

ومن خلال الفكرة الرّئيسيّة التّوجيهيّة للبرنامج فإنّ الرّبط بين التّطوّرات الإقتصاديّة الأخيرة في المنطقة وحالة الفاقة التي يوجد فيها سكّانها تجعل المشاهد يربط ربطا مباشرا بينها وبين موضوع الحلقة الذي يأخذ على أنظمة المنطقة عدم إسراعها في إجراء الإصلاحات الإقتصاديّة والتي تتلخّص حسب ف. القاسم إجمالا في إعتماد إقتصاد السّوق والإندماج في السّوق العالميّة وبصفة أعمّ العولمة.
وهذا الرّبط يجعل المشاهد ـ مع الصّورة التي تكوّنت لديه حول ثراء الغرب ورفاهيّة عيش مواطنيه ـ يرى أنّ الحلّ للبؤس الذي يعيشه يكمن في إعتماد إقتصاد السّوق والعولمة.

فهل يمكن أن يتصوّر أحدكم أنّ إختيار هذا الموضوع كان بمحض الصّدفة؟ إنّني لا أكاد أشكّ أنّ الموضوع وتوقيته مدروسان بعناية من أجل توجيه الرّأي العام ومغنطته وتلقينه حلولا مغلوطة لواقعه.
إنّ كلّ جملةٍ تُنطق في هذه القناة الخبيثة هي محسوبة من أجل تضليل المسلمين عن الحلّ الصّحيح ألا وهو إستئناف الحياة الإسلاميّة بإقامة الخلافة الرّاشدة. وتعمل هذه القناة في تناسق تام مع مفكّرة النّظام الرّأسمالي ـ وعلى رأسه أمريكا ـ من أجل ترسيخ سياسة السّوق والعولمة.
وحتى ندرك مدى إرتباط هذين المصطلحين برأس الكفر أمريكا، هذا ما يذكره منتدى السّياسة الشّموليّة “Global Policy Forum” عن السّوق الحرّة والعولمة:

Advances in communication and transportation technology, combined with free-market ideology, have given goods, services, and capital unprecedented mobility. Northern countries want to open world markets to their goods and take advantage of abundant, cheap labor in the South, policies often supported by Southern elites. They use international financial institutions and regional trade agreements to compel poor countries to “integrate” by reducing tariffs, privatizing state enterprises, and relaxing environmental and labor standards. The results have enlarged profits for investors but offered pittances to laborers, provoking a strong backlash from civil society.

ترجمة: التقدم في تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات ، بالاضافة الى ايديولوجيه السوق الحرة ، اعطت السلع ، والخدمات ، و رؤوس الأموال تنقلا لم يسبق له مثيل. البلدان الشمالية تريد فتح الاسواق العالمية امام سلعها والاستفادة من وفرة ، ورخيص اليد العاملة في الجنوب ، وغالبا ما تدعمه سياسات النخب الجنوبيه. وهي استخدام المؤسسات المالية الدولية واتفاقات التجارة الاقليمية لارغام البلدان الفقيره الى “دمج” عن طريق تخفيض التعريفات الجمركيه ، وخصخصه مؤسسات الدولة ، وتخفيف معايير البيئة و العمل. من نتائجها أنّها وسعت الارباح للمستثمرين ولكن عرضت العمال الى الاجور الزهيده ، واثارة رد فعل قوي من المجتمع المدني.

 

 إنّ هذه القناة الضّرار قد أوغلت في تضليل المسلمين والتّلاعب بعقولهم وإنّا نسأل الله العليّ القدير أن يعقد عقدة من لسانها فلا يفقهوا قولها وأن ينصر بتأييده من عمل على فضح عملاء الغرب الكافر المستعمر وسعى في إقامة الخلافة على منهاج النّبوّة.

وسوف نوفيكم بتحليل الحلقة التي ستُبثّ مباشرة يوم غد الساعة 19:00 غرينويش.