قيم الغرب كخيار في مواجهة أفكار الإسلام

19 أفريل 2013

قيم الغرب كخيار في مواجهة أفكار الإسلام

انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

الخميس, 01 نيسان/أبريل 2010 19:57

خالد زروان

إن “حرب الأفكار” ضد الإسلام كمبدأٍ ونظام للحياة والتي أفصح الغرب بقيادة أمريكا عنها منذ عشريات من الزمن عن طريق زعمائها ومفكريها، لم يكن لمبدأٍ مهتريء قد أسس على جفا جرف هار، الذي هو الحل الوسط، أن يقوم بها ذاتياً. فلقد سارت الرأسمالية  بقيادة أمريكا، بسبب العجز الفكري الذاتي، في احتوائها لصعود الإسلام عن طريق الاستباق السياسي- العسكري، ثم تراأى عجز ذلك الخيار خصوصاً بعد إحتلال أفغانستان ثم العراق عسكرياً، فتم تطوير خيارات جديدة أهمها “حرب القيم”. فما الفرق بين “حرب الأفكار” التي حسمت بخسارة فادحة للرأسمالية أمام أفكار الإسلام، والخيار الجديد الذي هو “حرب القيم”؟

إن المبدأ الرأسمالي قد بني على عقيدة الحل الوسط بين الكنيسة والإقطاع. فهو لم يكن نتيجة حسم عقلي في اسئلة العقدة الكبرى كما حسم الإسلام بطريقة عقلية. وإنما كان نتيجة للإلتواء أيضاً على ذلك البحث العقلي وذلك بتجاهل أي دور للخالق في الحياة -رغم إعترافه به- فصلاً للصراع بين الكنيسة والإقطاع.

فالمبدأ الرأسمالي يقول إن الخالق قد خلق ولكنه لا يدبر شؤون من خلق. ولا يهمه الآخرة بل ما يهمه هو الدنيا فقط. وليس له أي صلة بما قبل الحياة الدنيا وما بعدها وإنما يعيش على هواه ويسعد بتحصيل أكبر قسط من المتع الجسدية.

فالمبدأ الرأسمالي هو مبدأ اللامبدا. ليس له في حرب الأفكار والمبادئ رصيد. وأسلوبه الوحيد هو الإلتواء على الأفكار وإجتناب مواجهتها واجتناب محاولة حلها عقلياً، فالحلول في المبدأ الرأسمالي مبنية على أساس مهترئ لا يقوى على الصمود عقلياً أمام حلول الإسلام المبنية على عقيدة عقلية. واللافت أن حرب المبادئ والأفكار قد حسمت ضد الرأسمالية بدون المسلمين. فقد كان صراعاً بلاعب واحد يتصارع فيه اللاعب الرأسمالي فقط مع ما يتوصل إليه عقله من عجز للرأسمالية في معالجة مشاكل الواقع مقابل ما يجد لنفس تلك المشاكل من حلول في الإسلام.

كذلك فإن المبدأ الرأسمالي هو المبدأ اللاأخلاقي، تعريفاً.

وقد ظهرت منذ عشريات مضت في كبرى دول الغرب وفي مقدمتها أمريكا، مدارس التواصل التي تدعو إلى “خلقنة” المبدأ اللاأخلاقي في الأعمال والعائلة وعلى مستوى الفرد. وتلاقي تلك المدارس نجاحاً متصاعداً في المجتمعات الرأسمالية خصوصاً الغربية. وإنتهت في الإقتصاد إلى ماهو معلوم من الأزمة الأخلاقية العميقة التي تودي بالمبدإ الرأسمالي حالياً إلى الإنهيار الفعلي والشامل. وقد شكلت خلقنة المبدأ اللاأخلاقي أهم المعالجات المتخذة إبان الأزمة الإقتصادية الأخيرة، وقد تزعمها ساركوزي ثم اوباما وتم تعميمها، بتدخل الدولة في تنظيم إقتصاد السوق، وهو ما يضرب في الصميم الركائز الفكرية للمبدأ الرأسمالي، ثم بتطعيم الإقتصاد الرأسمالي بمعالجات إسلامية.  وبرهن خيار الخلقنة خصوصاً، بما لا يدعو مجالاً للشك أن الأزمة “الإقتصادية” انما هي أزمة مبدئية في حقيقتها وليست فقط أزمة إقتصادية دورية.

وقد أخذ صراع الغرب مع الإسلام بسبب هذا الفشل الفكري المبدئي للرأسمالية منحى آخر إتجه إلى “حرب القيم” تبلورت ملامحها خصوصاً بعد إحتلال أفغانستان والعراق.

والمشاهد أن الرأسمالية تخوض حرباً شاملة على مبدإ لا دولة له ولا نظام ولا جيوش ولا وسائل إعلام ولا معارف متقدمة في التواصل والإجتماع ولا إقتصاد ولا سياسة. مادياً، لم يعد للإسلام اليوم بعد زوال بيضته(1) دولة الخلافة إلا قلوب أفراد تؤمن به. أفراد مستضعفون من أمة قد استحوذ على مقدراتها وثرواتها العدو عن طريق أبناء الجلدة المنخرطين الفاعلين في الحرب الشاملة. ولما كان الأمر كذلك فمن البديهي أن تكون تلك القلوب هي مركز استهداف العدو ب”حرب القيم”. فخيار حرب القيم يقضي بإستهداف حامل المبدأ، أي المقومات الذاتية للإنسان حامل المبدأ، لا المبدأ ذاته بما فيه من أفكار ونظم. ف “حرب القيم” تهدف إلى غرس القيم الغربية داخل كل فرد مسلم وجعله يقيس بها وعليها كل ما يحوطه وينتج عن ذلك غرس أفكار المبدأ الرأسمالي ذاتياً وتبني معالجاته تلقائياً.

وحتى نفهم الفارق بين “حرب الأفكار” و”حرب القيم” لا بد من الوقوف على الألفاظ ومعانيها الإصطلاحية.

فالمعلوم أن المبدأ هو ما يصقل الشخصية -عقلية ونفسية-. وهي قوانين كلية ثابتة تنبع من خارج الإنسان.

وبالنسبة للمسلمين فإن المبدأ هو العقيدة الإسلامية والنظام المنبثق عنها أو المبني عليها. وهو نابع من خارج الإنسان حقيقة بإعتباره وحي منزل من خالق الكون والإنسان والحياة.

أما غير الإسلام من المبادئ -وهما الرأسمالية والشيوعية- فإن المبدأ صادر عن الإنسان -مفكرون وفلاسفة- يتخذه من آمن به مبدأً له بإعتباره من خارجه.

أما القيمة فهي الإنطباع الذاتي والغير موضوعي الذي ينبع من داخل الإنسان عن الشيء. وهي غير ثابتة وتختلف بين الأشخاص والشعوب وتختلف في الأزمان وفقاً لتطور الواقع ومنه العقل والعملية العقلية.

ف”حرب القيم” القائمة، ليس للأفكار فيها كبير دور بإعتبار العجز الفكري للمبدإ الرأسمالي، ولكنها تعتمد أساساً على الوسائل والأساليب الجديدة كالإعلام بشتى صنوفه والمعارف في شتى المجالات الإنسانية والإجتماعية ومنها معارف التواصل -خطاب الناس من أجل تحقيق هدف محدد مسبقاً، كالتأثير عليهم وكسب قلوبهم -دون عقولهم-، ودفعهم إلى تبني قيم غير موضوعية تنتهي بهم إلى يبني الحلول التي انتجتها ،… – من أجل التوصل في النهاية إلى فرض القيم الغربية بدءاً ليتوصل من خلال ذلك إلى تبني المسلمين لتلك القيم بغض النظر عن المبادئ والأفكار التي انبثقت منها أو بنيت عليها، وذلك قطعاً للطريق أمام الأفكار النابعة من العقيدة العقلية الصحيحة ألا وهي العقيدة الإسلامية. ثم تكون المعالجات الرأسمالية -الفاشلة- تلقائية ونابعة من دواخل الناس الذين قد تبنوا من قبل قيماً غربية. فلا يتوصل في النتيجة، إلى فرض المبدإ الراسمالي من خلال الإقتناع الفكري به وموافقته للفطرة -كما هو حال الإسلام- وإنما من خلال الإلتواء على الأفكار والمبادئ وإستهداف القيم بقلبها. ولكل ذي عقل، يقول الله جل وعلا:

{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ -109- لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ -110- } التوبة

وفي خضم هذه الحرب التي تدور رحاها الآن في كل ركن من أركان كل بيت مسلم وفي كل زاوية من زواياه، نلتفت حولنا لنتساءل عن مدى وعي الأمة على ما يحاك بها من خطط شيطانية قد رسمها ويشرف عليها اخصائيون محنكون ومراكز بحث ودراسات في فنون التواصل والمعارف الإعلامية والإنسانية ويباشر تنفيذها بنو جلدتنا ومؤسسات تنتسب إلى امتنا، وحركات تتخذ من الإسلام قناعاً، خداعاً من أجل جعل كل مسلم في بيته بل في تفكيره وعلاقته بنفسه وبمن يحيط به وحتى علاقته بخالقه وبآخرته أن يعتمد القيم الغربية.

وقد سخرت الإدارة الأمريكية كل الإمكانات المتاحة من أجل خوض “حرب القيم” المكلفة. فلا زلنا نذكر ميزانية ال 21 مليار دولار التي سخرتها الإدارة الأمريكية في 2005 على سنوات لوسائل الإعلام العربية ومؤسسات البحث. ويحيط أصحاب القرار الغربيون أنفسهم بخبراء وأفراد من أبناء الجلدة، عملهم طرق سبل إنجاح تبني التيار الرئيسي للمسلمين لقيم الغرب المخرجة في ثوب إسلامي، وقد اطلقوا على تلك المنظومة القيمية الجديدة إسم “الإسلام المعتدل”، وانصافاً لهذه التسمية يمكن إطلاق “الإسلام المعدل” عليها.

ومن أهم حلقات الوصل بين الإدارة الأمريكية و”الإسلام المعدل” حركات ومؤسسات وأفراد، نجد ما يسمى بمؤسسة البيس كوربس الفدرالية الأمريكية والتي تطور علاقات إجتماعية وإقتصادية وإنسانية مع مؤسسات وحركات سياسية وأفراد من البلاد الإسلامية ومن خلالها يتم توجيه الرأي العام بصفة غير مباشرة. ومن البيس كوربس نجد ال-“فراندس أوف…” ولكل بلد من بلاد المسلمين نجد مجموعة “فراندس أوف …” تهتم به. ك “فراندس أوف اجيبت” -أصدقاء مصر-، أو المغرب أو الجزائر…

كما نجد من أهم حلقات الوصل بين الأدارة الأمريكية و”الإسلام المعدل” حركات ومؤسسات وأفراد، شخصيات من مثل جون اسبوزيتو وهو أمريكي أستاذ في جامعة جورج تاون، عرف بتسويقه لخيار الحوار مع الإخوان المسلمين لدى الإدارة الأمريكية من أجل قطع الطريق أمام الخلافة أو ما يسمونه “الإسلام المتطرف”، وذلك قبل احداث سبتمبر 2001, وإنتكس سهمه بعد  أحداث سبتمبر، ولكنه يعود إلى دائرة الضوء مع إدارة اوباما. يرأس جون اسبوزيتو مركز الوليد بن طلال للحوار المسيحي الإسلامي بجامعة جورج تاون الأمريكية وهو صاحب مبادرة “كلمة سواء” ورئيسها، وهي مبادرة يشارك فيها أغلب الشيوخ وعلماء البلاط المعروفين ومنهم مثلاً مؤسسة آل البيت الملكية الأردنية أو شيخ الأزهر الحالي أحمد الطيب. ومن الأعمال التي تضطلع بها مؤسسة آل البيت في إطار “كلمة سواء” مشروع “المشروع الكبير لتفسير القرآن” وهو أمر مخيف مريب إن جهل الناس دور هذه المؤسسة في “حرب القيم”.

كما نجد من أبناء الجلدة، نادية مجاهد مستشارة الرئيس الأمريكي الحالي لشؤون المسلمين التي من خلال دورها يتم الحوار الغير مباشر بين المسلمين في أمريكا -والتي يراهن تقرير راند على جعلهم السهم الحاسم في “حرب القيم”- وحركات “الإسلام المعدل” في البلاد الإسلامية.

وفي نفس السياق، تتكفل الأنظمة الجاثمة على صدور المسلمين بصفتهم وكلاء للكافر الحربي بمهمة الحفاظ على قيم الغرب وإستهجان القيم التي تشكلت من خلال وجهة نظر الإسلام في كل نواحي الحياة. فتجد مدير المدرسة أو عميد الجامعة يحرم على الفتاة لبس الحجاب ويستهجنه ويسخر منه ويتهكم على مرتديته ولا يدري أحد للحجاب ذنب إلا لأنه تشريع من رب العالمين. وتجد الشرطي الذي لا يتردد في إحالة فتاة ترتدي الحجاب إلى التحقيق -إن لم يختطفها- ولا يرى مانعاً من ملامستها وتهديدها بالإغتصاب، لا لشيء إلا لأنها تتعفف وتطيع رب العالمين في لباسها. ونرى أن مغنيات فاجرات -في نظر الإسلام- يفسح لهن مجال ساعات على التلفاز الوحيد للنظام من أجل أن تحكي لشعب بعشرات الملايين عن ماكياجها وأظافرها وسهراتها وصديقها وكلبها. ونرى مسلسلات تصور المتحجبات على انهن متخلفات، ونرى كليبات تصور أشباه رجال مخنثون، يتشبهون بالمرأة في كل سلوكاتهم، ونرى الشبكات الإجتماعية على الانترنات ومن كل لون ونوع من الفساد، ونجد طبقة من الفنانين والمثقفين الذين ارتبطت مصائرهم بمصائر الأنظمة العميلة يدفعون إلى تبني قيم الغرب، من تحرر جنسي ونبذ للزواج، ونجد منهم من يدفع بكل إنفتاح إلى الإنبطاح أمام اليهود والكافر الغازي عموماً… كل ذلك، لا علاقة مباشرة له بحرب الأفكار وإنما الهدف منه هو دفع المسلم والمسلمة تحت الطرق الإعلامي الصاخب، وقمع كل مظاهر الإسلام وتشجيع مظاهر التغريب من طرف وكلاء الكافر الحربي، إلى تقبل تقييم الغرب لكل ما يمت للإسلام بصلة بأنه صنو التخلف وعدو العلم والثقافة والتقدم والنهضة والرقي.

ورغم هذا الخطر الماحق الذي يتهدد امتنا من خلال “حرب القيم”، فإننا نجد القليل من المخلصين الذين وعوا عليه. وأقل منهم من يحاول بوسائل وأساليب لا ترقى إلى مستوى التحدي القائم عمل شيء.

وما نرجو أن يعي عليه المخلصون وفي مقدمتهم كتلة ككتلة حزب التحرير مثلاً وهي تتبنى رؤية مبلورة واضحة ونقية للإسلام وتتصدر حرب الأفكار عن الإسلام أن كسب “معركة القيم” يتطلب إتقان معارف في غاية الأهمية تمهد الطريق أمام الوسائل والأساليب المناسبة. ف”حرب القيم” لا تتطلب قوة أفكار وحسب، لأن العدو ليس له في حرب الأفكار رصيد وقد خسرها فعلاً، وهو يتفاداها أينما لقيها ويلتف عليها بإستهداف حامل الأفكار لذاته من خلال الطرق الإعلامي الصاخب لقيم الغرب، ومن خلال معارف أخرى في ميادين خطيرة كميدان التواصل مع البشر وهو ما يحقق فيه العدو نجاحاً من خلال تجنيد الكثير من طاقات الأمة إلى جانبه من خلال مبادرات ومؤتمرات، جوائز خادعة وتوظيفهم في سبيل تحقيق اهدافه.

ورغم ذلك فإن المتوكلين على الله لا ينبغي أن يزيد فيهم طغيان العدو وتشبثه بالباطل إلا استبسالاً وتشبثاً بالحق والبحث الحثيث عما يبريء الذمة من اصناف الوسائل والأساليب وصنوف المعارف الموصلة إليها.

{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ -17- لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ -18-} الرعد

ولا يفوت الناظر إلى الساحة الدولية أن الإسلام قادم لا محالة، ولن يوقف قدومه خيانة عميل ولا كيد الأعداء والمتآمرين، وهو وعد رب العالمين.

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} النور 55.


توضيح هام بخصوص الوهابية

8 أفريل 2013

الوهابية

 توضيح هام بخصوص الوهابية

الوهابية، ليست لا مذهباً فقهياً جديداً، حيث لا أصول فقهية لها- ولا مذهباً جديداً في العقيدة -حيث لا أصول جديدة لها ولا تختلف عن تجسيم أبو يعلى الفراء في القرن ال-4 هجري، بل هي مذهب سياسي، يقول بتحالف سلطة دينية مع سلطة سياسية -الدولة الدينية- في حين أن الإسلام لا رهبانية فيه، والعالم المسلم يتهم في دينه عندما يتردد على الحاكم. فما بالكم وهؤلاء “العلماء” يحلون أخذ ما يسمىب”الشرهة” (عطايا مالية يمنحها آل سعود)، ويحرمون الإنكار على آل سعود علناً؟!

بل ويجعلون هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ليس لمحاسبة الحاكم وأمره ونهيه وإنما سيفاً في يد الحاكم مسلطاً على رقاب الفقراء … سلما على من يطلقون عليهم “الأمراء”…!!! الحاكم، حسب الوهابية، يحكم الرعية وينشيء جهازاً يحاسب الرعية!!! الحاكم من آل سعود، والشيخ من آل بن عبد الوهاب! شعب الحرمين نسبوه لآل سعود، بلاد الحرمين نسبوها لهم!!!!

الوهابية -وتختلف عن مجرد السلفية- هي أكبر بدعة في ألدين منذ جاء الأسلام، وهي كما هي حقيقتها منذ حياة محمد بن عبد الوهاب: تحالف شيخ بسيط التفكير مع حاكم مدعوم من الإنجليز، على المسلمين. وقتل تحالفهم بدعم الإنجليز بالمال والرأي والسلاح … من المسلمين الآلاف المؤلفة (في حياة بن عبد الوهاب نفسه) من الجزيرة والشام والعراق تحت شماعة “الإصلاح” الذي هو بالنسبة لهم نشر ضيق آفاق رؤى محمد بن عبد الوهاب … حيث كفروا المسلمين ووصموا من لم يتبعهم بالشرك استباحة لدمائهم…. وهو تحالف قائم إلى اليوم منذ ما يقرب ال-300 سنة بين آل بن عبد الوهاب (سلطة دينية) وآل سعود (سلطة سياسية)!!!

#خالد زروان

تنويه: نرجو أن يكون الأمر واضحاً ولكن حتى يرفع كل لبس، كلامنا لا نقصد به أي عالم رباني ولا أتباعهم. وأمرنا جميعاً إلى الله. وعلماء الجزيرة الذين يسجنهم آل سلول بمباركة شيوخ النظام الوهابي السلولي، هم علماؤنا. هم علماء كل المسلمين. والمجاهدون الذين هم من بلاد الحرمين هم مجاهدونا.

الإدراج هو لفك اللبس حول ما عرف ب-”الحركة الوهابية”، والتي لا أصول فقه لها ولا أصول جديدة في العقيدة، وإنما المنتمون لها هم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في كل ذلك ولكن الجديد لدى هذه الحركة والتي يجعلها لا مدرسة ولا مذهب فقهي وإنما هي مذهب سياسي تتحالف فيه السلطة السياسية مع شيخ للحكم بإسم الإسلام، دون أن يحكموا به.

فأرجو أن يكون هذا الأمر واضحاً للجميع.


الشيخ أيمن الظواهري|ينصف الخلافة من المفسدين في الأرض الخارجين عليها!

8 أفريل 2013

الشيخ أيمن الظواهري|ينصف الخلافة من المفسدين في الأرض الخارجين عليها!

“توحيد الكلمة على كلمة التوحيد” فيها الكثير من الخير ومن الوعي على جروح تاريخية لم تندمل وهي سبب مآسينا اليوم: المفسدون في الأرض الذين خرجوا على دولة الخلافة منذ أواسط القرن 18, تحت ذريعة الإصلاح الديني!
ومنهم الحركة الوهابية (1). وهذا ليس إتهاماً للأعيان، فالأموات حسابهم على الله، والأحياء نرجو منهم تأمل حقيقة هذه الحركة وما صنعت، وهذا ليس قدحاً في نيات ولا بواطن الناس وإنما حكم المسلم كما علمنا الله، يكون على الظاهر من الأعمال والأقوال.

هذا التشخيص الدقيق من الشيخ أيمن الظواهري، فيه مفاصلة تاريخية بين الوهابية (1) وبين الإسلام ودولته، دولة الخلافة على منهاج النبوة.

هذه المفاصلة التاريخية في أحداث تاريخية تم التضليل عليها لعقود بل لقرون، وتفعل فعلها في التفريق بين المسلمين، هي بشرى خير كبير، وهي، مع كلمة الدستور (الجديدة) التي ترد في النشيد المصاحب، إشارات قوية على التقدم نحو “توحيد الكلمة على كلمة التوحيد”، وإقامة دولة الحق، دولة الخلافة على منهاج النبوة وليست دولة دينية كتلك الدولة التي خرجت على دولة الخلافة وقتلت المسلمين ومكنت الغرب الكافر من دولتهم فهدمها، بمعونة المفسدين في الأرض الخارجين عليها.

(1) توضيح هام بخصوص الوهابية:
الوهابية، ليست لا مذهباً فقهياً جديداً، حيث لا أصول فقهية لها- ولا مذهباً جديداً في العقيدة -حيث لا أصول جديدة لها ولا تختلف عن تجسيم أبو يعلى الفراء في القرن ال-4 هجري، بل هي مذهب سياسي، يقول بتحالف سلطة دينية مع سلطة سياسية -الدولة الدينية- في حين أن الإسلام لا رهبانية فيه، والعالم المسلم يتهم في دينه عندما يتردد على الحاكم. فما بالكم وهؤلاء “العلماء” يحلون أخذ ما يسمىب”الشرهة” (عطايا مالية يمنحها آل سعود)، ويحرمون الإنكار على آل سعود علناً؟!

بل ويجعلون هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ليس لمحاسبة الحاكم وأمره ونهيه وإنما سيفاً في يد الحاكم مسلطاً على رقاب الفقراء … سلما على من يطلقون عليهم “الأمراء”…!!! الحاكم، حسب الوهابية، يحكم الرعية وينشيء جهازاً يحاسب الرعية!!! الحاكم من آل سعود، والشيخ من آل بن عبد الوهاب! شعب الحرمين نسبوه لآل سعود، بلاد الحرمين نسبوها لهم!!!!

الوهابية -وتختلف عن مجرد السلفية- هي أكبر بدعة في ألدين منذ جاء الأسلام، وهي كما هي حقيقتها منذ حياة محمد بن عبد الوهاب: تحالف شيخ بسيط التفكير مع حاكم مدعوم من الإنجليز، على المسلمين. وقتل تحالفهم بدعم الإنجليز بالمال والرأي والسلاح … من المسلمين الآلاف المؤلفة (في حياة بن عبد الوهاب نفسه) من الجزيرة والشام والعراق تحت شماعة “الإصلاح” الذي هو بالنسبة لهم نشر ضيق آفاق رؤى محمد بن عبد الوهاب … حيث كفروا المسلمين ووصموا من لم يتبعهم بالشرك استباحة لدمائهم…. وهو تحالف قائم إلى اليوم منذ ما يقرب ال-300 سنة بين آل بن عبد الوهاب (سلطة دينية) وآل سعود (سلطة سياسية)!!!

#خالد زروان

تنويه: نرجو أن يكون الأمر واضحاً ولكن حتى يرفع كل لبس، كلامنا لا نقصد به أي عالم رباني ولا أتباعهم. وأمرنا جميعاً إلى الله. وعلماء الجزيرة الذين يسجنهم آل سلول بمباركة شيوخ النظام الوهابي السلولي، هم علماؤنا. هم علماء كل المسلمين. والمجاهدون الذين هم من بلاد الحرمين هم مجاهدونا.

الإدراج هو لفك اللبس حول ما عرف ب-“الحركة الوهابية”، والتي لا أصول فقه لها ولا أصول جديدة في العقيدة، وإنما المنتمون لها هم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في كل ذلك ولكن الجديد لدى هذه الحركة والتي يجعلها لا مدرسة ولا مذهب فقهي وإنما هي مذهب سياسي تتحالف فيه السلطة السياسية مع شيخ للحكم بإسم الإسلام، دون أن يحكموا به.

فأرجو أن يكون هذا الأمر واضحاً للجميع.

توضيح هام بخصوص الوهابية

توضيح هام بخصوص الوهابية


الحداد على دستور مركز “مضاد”* خالد زروان

6 جانفي 2013

 

 

الحداد على دستور مركز "مضاد"* 

خالد زروان

 

 

للشباب  الذين يحضرون في اجتماعات الأمم المتحدة الإستخابرية لمسح الأراء حول المولود الميت للمجلس التأسيسي، مسودة الدستور، ألف تحية. إذ ورغم إعتراض غالبية الشعب على المحتوى الهزيل والذي كان نتاجاً لعمل مراكز المخابرات في تونس كمركز دراسة الإسلام والديمقراطية الأمريكي (1) الذي كان له الدور الأساسي في تمرير الصيغة النهائية للنقاط الرئيسية، كنظام الحكم والشريعة، … فإننا لا نجد إلا القليل من الذين يمكنهم صياغة ذلك الإعتراض فكرياً. وفاقد الشيء لا يعطيه. فغالبية الشعب لا يريد الدستور ولكن لا يستطيع الرد عليه فكرياً لافتقاده إلى نظرة مبلورة حول البديل الذي يريده. في الوقت الذي يتوافر فيه خصوصاً شباب حزب التحرير على البديل الذي يطرحونه (نظام الإسلام) … كمنطلق لنقد بل نقض مواده بل وفلسفته. فجازاهم عن الأمة خير الجزاء.

 

ونود التنبيه في معارض الردود إن نقطة هامة كانت تتردد إما منطوقاً أو مفهوماً في مداخلات الشباب ألا وهي:"شرعية المجلس التأسيسي"! فهي نقطة أساسية ومفصلية في النقض.

 

المجلس التأسيسي غير شرعي وباطل، ويجب حله لثلاثة أسباب:

 

1- مهمة التشريع من دون الله التي هي سبب كل المصائب التي تحل بالبشرية وتونس منها! فلا كان جائزاً إنتخاب مشرعين من دون الله ولا هو جائز وسوف لن يجوز.

 

2- المجلس التأسيسي التونسي لا يمثل الشعب. فالإنتخابات ليست بطاقات مع أفراد يضعونها في الصناديق. بل هي النظام الذي من خلاله يتم تنظيم الإنتخابات واحتساب النتائج. ولذلك نجد الترتيبات وتدخل المنظمات الدولية … من أجل القيام بإنتخابات بسيطة. وقد تم إعتماد نظام يسمح بإظهار خبث المجتمع (2) من أجل تفعيل التناقضات وتمثيلهم في المجلس التأسيسي. فهناك من هو في المجلس التاسيسي بقدرة قادر … لا يمثل إلا صوته، أي لم يصوت له أحد، وإنما الذي اسعفه هو نظام الإنتخابات (الإقتراع المتعدد الأسماء التناسبي ذو الباقي الأكبر). نائب لا يمثل إلا نفسه، نجده يحتل كرسياً في المجلس التأسيسي تماماً كالذي يمثل 8000 صوت مثلاً! وهذا وضحناه على صفحتنا في وقته حتى لا نسقط في فخ الشرعية.

 

3-طبيعة "الإنتخابات الديمقراطية" التي هي نتاج تحالف رأسالمال مع السياسيين (وإذا اضفنا عليها عنصراً رئيساً في بلادنا ألا وهو الهيمنة الخارجية)، على "منفعة" التشريع، فإنه يجب حتماً عدم الإعتراف بها لأنها إختطاف لإرادة الناس وتقاسم للغنائم بين المنتفعين من التشريع من دون الله (رؤوس الأموال، السياسيون، الجهات الأجنبية). فالإنتخابات الوحيدة الجائزة والتي يمكننا الإعتراف بها ممثلاً لسلطة الشعب هي الإنتخابات الإسلامية وهي الإنتخابات التي ينزع منها الجانب التشريعي، وبطبيعة الحال الهيمنة الخارجية في أول مقام.

 

تنويه: لا يجوز الدعوة إلى الإستفتاء على الدستور. فالأحكام الشرعية تؤخذ عن قوة الدليل الشرعي (قرآن، سنة) وليس عن غلبة عدد الأصوات. إذ السيادة في الإسلام وعند المسلمين هي للشرع وليست للشعب.  والدعوة إلى الإستفتاء هو خطأ منهجي مؤداه الإقرار بدونية سيادة الإسلام وإعلاء سيادة الشعب، وهذا كفر وشرك بالله في التشريع "إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ". "وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ".

 

(1) 

 https://www.facebook.com/photo.php?fbid=483445518367116

(2) نظام المحاصصة الإنتخابي وتزوير إرادة الشعب بقلم خالد زروان

http://almostanear.maktoobblog.com/951/scrutin/

 

*مركز "مداد" مركز مضاد للثورة 


الاسقاطات السيمانطيقية لخلخلة بنية ثورة الشام الفكرية ! خالد زروان

4 جانفي 2013

 

 

الاسقاطات السيمانطيقية لخلخلة بنية ثورة الشام الفكرية !

خالد زروان 

 

 

خلال الاسابيع القليلة الأخيرة، تخترق تراكيب بنيوية لغوية (سيمانطيق) خطرة جديدة الخطاب الإعلامي، بدأ يتسرب مع الأسف حتى إلى ألسن الثوار … بصفة مباشرة أو غير مباشرة، ألا وهو إعتبار الثورة: "أزمة" و-"مشكل"، وبالتالي يجب إيجاد "حل" لها… أو من خلال الحديث عن "حل"، يفهم منه أن الثورة مشكل وأزمة!

 

وهذا من أخطر الإسقاطات ومضارها عظيمة لأنه يحول الحل الذي ارتآه الشعب السوري للتخلص من النظام المدني العلماني وإرساء دعائم نظام الإسلام، ألا وهو "عرس الثورة" و-"الشهادة" و-"الجنة" إلى "مشكل" و-"أزمة" و"مأتم" و-"موت" و"خشية عاقبة"، … وهذا نفسه، أحد أهداف العسكرة التي سلكها النظام مع الثورة … حتى يشعر الثوار يوماً بالندم على الثورة على أنها "أزمة" هم الذين خلقوها… فيتهافتون بعدها إلى "حل"!!!!

 

تبني مصطلحات الإعلام (الذي لا يخفى عليكم تنسيقه -بمختلف أنواعه- بل وتسييره من فوق من طرف أعداء ثورة أهل الشام الإسلامية) هو خطر كبير على الثورة لأن هذه التراكيب البنيوية والمصطلحات المسقطة، تتفاعل فكرياً في داخل الإنسان حتى يصل بصورة تدريجية إلى الإقتناع بها والبناء عليها، والإلتقاء في النهاية مع صيغة النظام أن الثورة "مشكل" و-"أزمة"… وليست الحل الذي ارتآه الشعب السوري للتخلص من المشكل: النظام العماني المدني الذي يسومهم الذل والهوان والعذاب والتدمير والخراب …!

 

لا سؤال عن قنوات مثل الجزيرة والعربية وغيرهما كثير، بل جميع القنوات هم على نفس النسق … ولكن سؤالنا هنا هو حول قناة يعتبرها الثوار أنها في جانبهم، ألا وهي قناة "سوريا الشعب"! هل قناة "سوريا الشعب" غير واعية بهذا حينما تنعت الثورة ب-"هذه الأزمة"،… في حين أن الثوار كانوا قد اعترضوا من قبل وأغضبهم إستعمال الإبراهيمي لنفس اللفظ في هدية العيد لنظام بشار؟!!! هل هي ضحية أيضاً لهذه الدمغجة الغربية التي تصور أن "الثورة" "أزمة"؟

 

فالحذر لكل الثوار من الإسقاطات الفكرية، مهما كان مصدرها، التي هدفها تغيير ما بأنفسكم … وفي النهاية خذلانكم من الله!

 

تذكروا بإستمرار أن: الثورة هي الحل./ 

الثورة ليست "مشكلاً" أو "أزمة" وجب إيجاد حل لها. بل الثورة هي بنفسها بذاتها الحل لمشكلة أهل الشام الوحيدة: النظام المدني العلماني الذي يسومهم الذل والهوان والعذاب والتدمير والخراب …!

 

خالد زروان