قيم الغرب كخيار في مواجهة أفكار الإسلام

19 أفريل 2013

قيم الغرب كخيار في مواجهة أفكار الإسلام

انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

الخميس, 01 نيسان/أبريل 2010 19:57

خالد زروان

إن “حرب الأفكار” ضد الإسلام كمبدأٍ ونظام للحياة والتي أفصح الغرب بقيادة أمريكا عنها منذ عشريات من الزمن عن طريق زعمائها ومفكريها، لم يكن لمبدأٍ مهتريء قد أسس على جفا جرف هار، الذي هو الحل الوسط، أن يقوم بها ذاتياً. فلقد سارت الرأسمالية  بقيادة أمريكا، بسبب العجز الفكري الذاتي، في احتوائها لصعود الإسلام عن طريق الاستباق السياسي- العسكري، ثم تراأى عجز ذلك الخيار خصوصاً بعد إحتلال أفغانستان ثم العراق عسكرياً، فتم تطوير خيارات جديدة أهمها “حرب القيم”. فما الفرق بين “حرب الأفكار” التي حسمت بخسارة فادحة للرأسمالية أمام أفكار الإسلام، والخيار الجديد الذي هو “حرب القيم”؟

إن المبدأ الرأسمالي قد بني على عقيدة الحل الوسط بين الكنيسة والإقطاع. فهو لم يكن نتيجة حسم عقلي في اسئلة العقدة الكبرى كما حسم الإسلام بطريقة عقلية. وإنما كان نتيجة للإلتواء أيضاً على ذلك البحث العقلي وذلك بتجاهل أي دور للخالق في الحياة -رغم إعترافه به- فصلاً للصراع بين الكنيسة والإقطاع.

فالمبدأ الرأسمالي يقول إن الخالق قد خلق ولكنه لا يدبر شؤون من خلق. ولا يهمه الآخرة بل ما يهمه هو الدنيا فقط. وليس له أي صلة بما قبل الحياة الدنيا وما بعدها وإنما يعيش على هواه ويسعد بتحصيل أكبر قسط من المتع الجسدية.

فالمبدأ الرأسمالي هو مبدأ اللامبدا. ليس له في حرب الأفكار والمبادئ رصيد. وأسلوبه الوحيد هو الإلتواء على الأفكار وإجتناب مواجهتها واجتناب محاولة حلها عقلياً، فالحلول في المبدأ الرأسمالي مبنية على أساس مهترئ لا يقوى على الصمود عقلياً أمام حلول الإسلام المبنية على عقيدة عقلية. واللافت أن حرب المبادئ والأفكار قد حسمت ضد الرأسمالية بدون المسلمين. فقد كان صراعاً بلاعب واحد يتصارع فيه اللاعب الرأسمالي فقط مع ما يتوصل إليه عقله من عجز للرأسمالية في معالجة مشاكل الواقع مقابل ما يجد لنفس تلك المشاكل من حلول في الإسلام.

كذلك فإن المبدأ الرأسمالي هو المبدأ اللاأخلاقي، تعريفاً.

وقد ظهرت منذ عشريات مضت في كبرى دول الغرب وفي مقدمتها أمريكا، مدارس التواصل التي تدعو إلى “خلقنة” المبدأ اللاأخلاقي في الأعمال والعائلة وعلى مستوى الفرد. وتلاقي تلك المدارس نجاحاً متصاعداً في المجتمعات الرأسمالية خصوصاً الغربية. وإنتهت في الإقتصاد إلى ماهو معلوم من الأزمة الأخلاقية العميقة التي تودي بالمبدإ الرأسمالي حالياً إلى الإنهيار الفعلي والشامل. وقد شكلت خلقنة المبدأ اللاأخلاقي أهم المعالجات المتخذة إبان الأزمة الإقتصادية الأخيرة، وقد تزعمها ساركوزي ثم اوباما وتم تعميمها، بتدخل الدولة في تنظيم إقتصاد السوق، وهو ما يضرب في الصميم الركائز الفكرية للمبدأ الرأسمالي، ثم بتطعيم الإقتصاد الرأسمالي بمعالجات إسلامية.  وبرهن خيار الخلقنة خصوصاً، بما لا يدعو مجالاً للشك أن الأزمة “الإقتصادية” انما هي أزمة مبدئية في حقيقتها وليست فقط أزمة إقتصادية دورية.

وقد أخذ صراع الغرب مع الإسلام بسبب هذا الفشل الفكري المبدئي للرأسمالية منحى آخر إتجه إلى “حرب القيم” تبلورت ملامحها خصوصاً بعد إحتلال أفغانستان والعراق.

والمشاهد أن الرأسمالية تخوض حرباً شاملة على مبدإ لا دولة له ولا نظام ولا جيوش ولا وسائل إعلام ولا معارف متقدمة في التواصل والإجتماع ولا إقتصاد ولا سياسة. مادياً، لم يعد للإسلام اليوم بعد زوال بيضته(1) دولة الخلافة إلا قلوب أفراد تؤمن به. أفراد مستضعفون من أمة قد استحوذ على مقدراتها وثرواتها العدو عن طريق أبناء الجلدة المنخرطين الفاعلين في الحرب الشاملة. ولما كان الأمر كذلك فمن البديهي أن تكون تلك القلوب هي مركز استهداف العدو ب”حرب القيم”. فخيار حرب القيم يقضي بإستهداف حامل المبدأ، أي المقومات الذاتية للإنسان حامل المبدأ، لا المبدأ ذاته بما فيه من أفكار ونظم. ف “حرب القيم” تهدف إلى غرس القيم الغربية داخل كل فرد مسلم وجعله يقيس بها وعليها كل ما يحوطه وينتج عن ذلك غرس أفكار المبدأ الرأسمالي ذاتياً وتبني معالجاته تلقائياً.

وحتى نفهم الفارق بين “حرب الأفكار” و”حرب القيم” لا بد من الوقوف على الألفاظ ومعانيها الإصطلاحية.

فالمعلوم أن المبدأ هو ما يصقل الشخصية -عقلية ونفسية-. وهي قوانين كلية ثابتة تنبع من خارج الإنسان.

وبالنسبة للمسلمين فإن المبدأ هو العقيدة الإسلامية والنظام المنبثق عنها أو المبني عليها. وهو نابع من خارج الإنسان حقيقة بإعتباره وحي منزل من خالق الكون والإنسان والحياة.

أما غير الإسلام من المبادئ -وهما الرأسمالية والشيوعية- فإن المبدأ صادر عن الإنسان -مفكرون وفلاسفة- يتخذه من آمن به مبدأً له بإعتباره من خارجه.

أما القيمة فهي الإنطباع الذاتي والغير موضوعي الذي ينبع من داخل الإنسان عن الشيء. وهي غير ثابتة وتختلف بين الأشخاص والشعوب وتختلف في الأزمان وفقاً لتطور الواقع ومنه العقل والعملية العقلية.

ف”حرب القيم” القائمة، ليس للأفكار فيها كبير دور بإعتبار العجز الفكري للمبدإ الرأسمالي، ولكنها تعتمد أساساً على الوسائل والأساليب الجديدة كالإعلام بشتى صنوفه والمعارف في شتى المجالات الإنسانية والإجتماعية ومنها معارف التواصل -خطاب الناس من أجل تحقيق هدف محدد مسبقاً، كالتأثير عليهم وكسب قلوبهم -دون عقولهم-، ودفعهم إلى تبني قيم غير موضوعية تنتهي بهم إلى يبني الحلول التي انتجتها ،… – من أجل التوصل في النهاية إلى فرض القيم الغربية بدءاً ليتوصل من خلال ذلك إلى تبني المسلمين لتلك القيم بغض النظر عن المبادئ والأفكار التي انبثقت منها أو بنيت عليها، وذلك قطعاً للطريق أمام الأفكار النابعة من العقيدة العقلية الصحيحة ألا وهي العقيدة الإسلامية. ثم تكون المعالجات الرأسمالية -الفاشلة- تلقائية ونابعة من دواخل الناس الذين قد تبنوا من قبل قيماً غربية. فلا يتوصل في النتيجة، إلى فرض المبدإ الراسمالي من خلال الإقتناع الفكري به وموافقته للفطرة -كما هو حال الإسلام- وإنما من خلال الإلتواء على الأفكار والمبادئ وإستهداف القيم بقلبها. ولكل ذي عقل، يقول الله جل وعلا:

{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ -109- لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ -110- } التوبة

وفي خضم هذه الحرب التي تدور رحاها الآن في كل ركن من أركان كل بيت مسلم وفي كل زاوية من زواياه، نلتفت حولنا لنتساءل عن مدى وعي الأمة على ما يحاك بها من خطط شيطانية قد رسمها ويشرف عليها اخصائيون محنكون ومراكز بحث ودراسات في فنون التواصل والمعارف الإعلامية والإنسانية ويباشر تنفيذها بنو جلدتنا ومؤسسات تنتسب إلى امتنا، وحركات تتخذ من الإسلام قناعاً، خداعاً من أجل جعل كل مسلم في بيته بل في تفكيره وعلاقته بنفسه وبمن يحيط به وحتى علاقته بخالقه وبآخرته أن يعتمد القيم الغربية.

وقد سخرت الإدارة الأمريكية كل الإمكانات المتاحة من أجل خوض “حرب القيم” المكلفة. فلا زلنا نذكر ميزانية ال 21 مليار دولار التي سخرتها الإدارة الأمريكية في 2005 على سنوات لوسائل الإعلام العربية ومؤسسات البحث. ويحيط أصحاب القرار الغربيون أنفسهم بخبراء وأفراد من أبناء الجلدة، عملهم طرق سبل إنجاح تبني التيار الرئيسي للمسلمين لقيم الغرب المخرجة في ثوب إسلامي، وقد اطلقوا على تلك المنظومة القيمية الجديدة إسم “الإسلام المعتدل”، وانصافاً لهذه التسمية يمكن إطلاق “الإسلام المعدل” عليها.

ومن أهم حلقات الوصل بين الإدارة الأمريكية و”الإسلام المعدل” حركات ومؤسسات وأفراد، نجد ما يسمى بمؤسسة البيس كوربس الفدرالية الأمريكية والتي تطور علاقات إجتماعية وإقتصادية وإنسانية مع مؤسسات وحركات سياسية وأفراد من البلاد الإسلامية ومن خلالها يتم توجيه الرأي العام بصفة غير مباشرة. ومن البيس كوربس نجد ال-“فراندس أوف…” ولكل بلد من بلاد المسلمين نجد مجموعة “فراندس أوف …” تهتم به. ك “فراندس أوف اجيبت” -أصدقاء مصر-، أو المغرب أو الجزائر…

كما نجد من أهم حلقات الوصل بين الأدارة الأمريكية و”الإسلام المعدل” حركات ومؤسسات وأفراد، شخصيات من مثل جون اسبوزيتو وهو أمريكي أستاذ في جامعة جورج تاون، عرف بتسويقه لخيار الحوار مع الإخوان المسلمين لدى الإدارة الأمريكية من أجل قطع الطريق أمام الخلافة أو ما يسمونه “الإسلام المتطرف”، وذلك قبل احداث سبتمبر 2001, وإنتكس سهمه بعد  أحداث سبتمبر، ولكنه يعود إلى دائرة الضوء مع إدارة اوباما. يرأس جون اسبوزيتو مركز الوليد بن طلال للحوار المسيحي الإسلامي بجامعة جورج تاون الأمريكية وهو صاحب مبادرة “كلمة سواء” ورئيسها، وهي مبادرة يشارك فيها أغلب الشيوخ وعلماء البلاط المعروفين ومنهم مثلاً مؤسسة آل البيت الملكية الأردنية أو شيخ الأزهر الحالي أحمد الطيب. ومن الأعمال التي تضطلع بها مؤسسة آل البيت في إطار “كلمة سواء” مشروع “المشروع الكبير لتفسير القرآن” وهو أمر مخيف مريب إن جهل الناس دور هذه المؤسسة في “حرب القيم”.

كما نجد من أبناء الجلدة، نادية مجاهد مستشارة الرئيس الأمريكي الحالي لشؤون المسلمين التي من خلال دورها يتم الحوار الغير مباشر بين المسلمين في أمريكا -والتي يراهن تقرير راند على جعلهم السهم الحاسم في “حرب القيم”- وحركات “الإسلام المعدل” في البلاد الإسلامية.

وفي نفس السياق، تتكفل الأنظمة الجاثمة على صدور المسلمين بصفتهم وكلاء للكافر الحربي بمهمة الحفاظ على قيم الغرب وإستهجان القيم التي تشكلت من خلال وجهة نظر الإسلام في كل نواحي الحياة. فتجد مدير المدرسة أو عميد الجامعة يحرم على الفتاة لبس الحجاب ويستهجنه ويسخر منه ويتهكم على مرتديته ولا يدري أحد للحجاب ذنب إلا لأنه تشريع من رب العالمين. وتجد الشرطي الذي لا يتردد في إحالة فتاة ترتدي الحجاب إلى التحقيق -إن لم يختطفها- ولا يرى مانعاً من ملامستها وتهديدها بالإغتصاب، لا لشيء إلا لأنها تتعفف وتطيع رب العالمين في لباسها. ونرى أن مغنيات فاجرات -في نظر الإسلام- يفسح لهن مجال ساعات على التلفاز الوحيد للنظام من أجل أن تحكي لشعب بعشرات الملايين عن ماكياجها وأظافرها وسهراتها وصديقها وكلبها. ونرى مسلسلات تصور المتحجبات على انهن متخلفات، ونرى كليبات تصور أشباه رجال مخنثون، يتشبهون بالمرأة في كل سلوكاتهم، ونرى الشبكات الإجتماعية على الانترنات ومن كل لون ونوع من الفساد، ونجد طبقة من الفنانين والمثقفين الذين ارتبطت مصائرهم بمصائر الأنظمة العميلة يدفعون إلى تبني قيم الغرب، من تحرر جنسي ونبذ للزواج، ونجد منهم من يدفع بكل إنفتاح إلى الإنبطاح أمام اليهود والكافر الغازي عموماً… كل ذلك، لا علاقة مباشرة له بحرب الأفكار وإنما الهدف منه هو دفع المسلم والمسلمة تحت الطرق الإعلامي الصاخب، وقمع كل مظاهر الإسلام وتشجيع مظاهر التغريب من طرف وكلاء الكافر الحربي، إلى تقبل تقييم الغرب لكل ما يمت للإسلام بصلة بأنه صنو التخلف وعدو العلم والثقافة والتقدم والنهضة والرقي.

ورغم هذا الخطر الماحق الذي يتهدد امتنا من خلال “حرب القيم”، فإننا نجد القليل من المخلصين الذين وعوا عليه. وأقل منهم من يحاول بوسائل وأساليب لا ترقى إلى مستوى التحدي القائم عمل شيء.

وما نرجو أن يعي عليه المخلصون وفي مقدمتهم كتلة ككتلة حزب التحرير مثلاً وهي تتبنى رؤية مبلورة واضحة ونقية للإسلام وتتصدر حرب الأفكار عن الإسلام أن كسب “معركة القيم” يتطلب إتقان معارف في غاية الأهمية تمهد الطريق أمام الوسائل والأساليب المناسبة. ف”حرب القيم” لا تتطلب قوة أفكار وحسب، لأن العدو ليس له في حرب الأفكار رصيد وقد خسرها فعلاً، وهو يتفاداها أينما لقيها ويلتف عليها بإستهداف حامل الأفكار لذاته من خلال الطرق الإعلامي الصاخب لقيم الغرب، ومن خلال معارف أخرى في ميادين خطيرة كميدان التواصل مع البشر وهو ما يحقق فيه العدو نجاحاً من خلال تجنيد الكثير من طاقات الأمة إلى جانبه من خلال مبادرات ومؤتمرات، جوائز خادعة وتوظيفهم في سبيل تحقيق اهدافه.

ورغم ذلك فإن المتوكلين على الله لا ينبغي أن يزيد فيهم طغيان العدو وتشبثه بالباطل إلا استبسالاً وتشبثاً بالحق والبحث الحثيث عما يبريء الذمة من اصناف الوسائل والأساليب وصنوف المعارف الموصلة إليها.

{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ -17- لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ -18-} الرعد

ولا يفوت الناظر إلى الساحة الدولية أن الإسلام قادم لا محالة، ولن يوقف قدومه خيانة عميل ولا كيد الأعداء والمتآمرين، وهو وعد رب العالمين.

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} النور 55.


الشيخ أيمن الظواهري|ينصف الخلافة من المفسدين في الأرض الخارجين عليها!

8 أفريل 2013

الشيخ أيمن الظواهري|ينصف الخلافة من المفسدين في الأرض الخارجين عليها!

“توحيد الكلمة على كلمة التوحيد” فيها الكثير من الخير ومن الوعي على جروح تاريخية لم تندمل وهي سبب مآسينا اليوم: المفسدون في الأرض الذين خرجوا على دولة الخلافة منذ أواسط القرن 18, تحت ذريعة الإصلاح الديني!
ومنهم الحركة الوهابية (1). وهذا ليس إتهاماً للأعيان، فالأموات حسابهم على الله، والأحياء نرجو منهم تأمل حقيقة هذه الحركة وما صنعت، وهذا ليس قدحاً في نيات ولا بواطن الناس وإنما حكم المسلم كما علمنا الله، يكون على الظاهر من الأعمال والأقوال.

هذا التشخيص الدقيق من الشيخ أيمن الظواهري، فيه مفاصلة تاريخية بين الوهابية (1) وبين الإسلام ودولته، دولة الخلافة على منهاج النبوة.

هذه المفاصلة التاريخية في أحداث تاريخية تم التضليل عليها لعقود بل لقرون، وتفعل فعلها في التفريق بين المسلمين، هي بشرى خير كبير، وهي، مع كلمة الدستور (الجديدة) التي ترد في النشيد المصاحب، إشارات قوية على التقدم نحو “توحيد الكلمة على كلمة التوحيد”، وإقامة دولة الحق، دولة الخلافة على منهاج النبوة وليست دولة دينية كتلك الدولة التي خرجت على دولة الخلافة وقتلت المسلمين ومكنت الغرب الكافر من دولتهم فهدمها، بمعونة المفسدين في الأرض الخارجين عليها.

(1) توضيح هام بخصوص الوهابية:
الوهابية، ليست لا مذهباً فقهياً جديداً، حيث لا أصول فقهية لها- ولا مذهباً جديداً في العقيدة -حيث لا أصول جديدة لها ولا تختلف عن تجسيم أبو يعلى الفراء في القرن ال-4 هجري، بل هي مذهب سياسي، يقول بتحالف سلطة دينية مع سلطة سياسية -الدولة الدينية- في حين أن الإسلام لا رهبانية فيه، والعالم المسلم يتهم في دينه عندما يتردد على الحاكم. فما بالكم وهؤلاء “العلماء” يحلون أخذ ما يسمىب”الشرهة” (عطايا مالية يمنحها آل سعود)، ويحرمون الإنكار على آل سعود علناً؟!

بل ويجعلون هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ليس لمحاسبة الحاكم وأمره ونهيه وإنما سيفاً في يد الحاكم مسلطاً على رقاب الفقراء … سلما على من يطلقون عليهم “الأمراء”…!!! الحاكم، حسب الوهابية، يحكم الرعية وينشيء جهازاً يحاسب الرعية!!! الحاكم من آل سعود، والشيخ من آل بن عبد الوهاب! شعب الحرمين نسبوه لآل سعود، بلاد الحرمين نسبوها لهم!!!!

الوهابية -وتختلف عن مجرد السلفية- هي أكبر بدعة في ألدين منذ جاء الأسلام، وهي كما هي حقيقتها منذ حياة محمد بن عبد الوهاب: تحالف شيخ بسيط التفكير مع حاكم مدعوم من الإنجليز، على المسلمين. وقتل تحالفهم بدعم الإنجليز بالمال والرأي والسلاح … من المسلمين الآلاف المؤلفة (في حياة بن عبد الوهاب نفسه) من الجزيرة والشام والعراق تحت شماعة “الإصلاح” الذي هو بالنسبة لهم نشر ضيق آفاق رؤى محمد بن عبد الوهاب … حيث كفروا المسلمين ووصموا من لم يتبعهم بالشرك استباحة لدمائهم…. وهو تحالف قائم إلى اليوم منذ ما يقرب ال-300 سنة بين آل بن عبد الوهاب (سلطة دينية) وآل سعود (سلطة سياسية)!!!

#خالد زروان

تنويه: نرجو أن يكون الأمر واضحاً ولكن حتى يرفع كل لبس، كلامنا لا نقصد به أي عالم رباني ولا أتباعهم. وأمرنا جميعاً إلى الله. وعلماء الجزيرة الذين يسجنهم آل سلول بمباركة شيوخ النظام الوهابي السلولي، هم علماؤنا. هم علماء كل المسلمين. والمجاهدون الذين هم من بلاد الحرمين هم مجاهدونا.

الإدراج هو لفك اللبس حول ما عرف ب-“الحركة الوهابية”، والتي لا أصول فقه لها ولا أصول جديدة في العقيدة، وإنما المنتمون لها هم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في كل ذلك ولكن الجديد لدى هذه الحركة والتي يجعلها لا مدرسة ولا مذهب فقهي وإنما هي مذهب سياسي تتحالف فيه السلطة السياسية مع شيخ للحكم بإسم الإسلام، دون أن يحكموا به.

فأرجو أن يكون هذا الأمر واضحاً للجميع.

توضيح هام بخصوص الوهابية

توضيح هام بخصوص الوهابية


عضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة وثورة بلاد الشام خالد زروان

4 جانفي 2013

 

 

 عضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة وثورة بلاد الشام 

خالد زروان 


 

في تصريح على قناة الجزيرة، لعضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة حول ثورة بلاد الشام والمخاطر المحدقة بها، يطلق عِرِّيفُ مقدمي قناة الجزيرة كلاماً متخبطاً مشحوناً متفرقاً متأففاً … نعم فهو عند الجزيرة "المفكر" "العربي" "العظيم"، وهو للعلم من حرصه على هذا اللقب وخاصة "العربي" صار يقيم مآتم في قناة الجزيرة إن ذكر أحد تلامذته من مقدمي قناة الجزيرة على الهواء لقبه الأصلي "عضو الكنيست الإسرائيلي"… فهو في مهمة لا يتماشى معها هذا اللقب …!


التقطنا الفكرة إذاً ورتبنا الكلمات المبعثرة ليخرج لنا هذا التصريح الذي يعبر بلغة سليمة عن روح الفكرة التي يريد عضو الكنيست الإسرائيلي تبليغها عبر قناة الجزيرة، أمام مقدمة مشدوهة من إحدى تلميذاته:


{المجموعات الجهادية في سوريا (التي ينسبها إلى القاعدة)، نقية لا يحسب عليها الجرائم الجنائية (حسب شهادات الأهالي) وأفرادها بواسل في القتال …ولكنها مخيفة فعلاً (وليس فقط لأن الغرب يخوفنا منها) ويجب التصدي لها لأنها تريد إقامة الدين في بلاد الشام، وهي غير ديمقراطية وغير واعية وغير مثقفة وغير عارفة بأهداف الثورة…} 


ما نستخلصه من تصريح بشارة الإجرامي فعلاً في حق الثورة من خلال نعت أهلها بالإرهاب، بل والتخويف منهم، بل والتحريض على التصدي لهم،  هو التالي: 


1- من يريدون إقامة دولة الإسلام (جرم عظيم عند بشارة) هم نظيفون انقياء لا يسرقون ولا يرتكبون الجرائم وبواسل في الحرب… ولكنهم مخيفون فعلاً، ونتسائل ونسأل بشارة: مما الخوف وهم تتوفر فيهم كل هذه الخصال؟ طبعاً سؤالنا استنكاري لأن بشارة قد أجاب عليه، فهو يراهم مخيفون لأنهم "يريدون إقامة الدين"، فقط، لأنهم يريدون إقامة دولة الإسلام! ومن يريد ذلك يصبح بالنسبة لعضو برلمان العدو المفرمت على الحضارة الغربية: مخيف! طبعاً مخيف يا بشارة! مخيف لأعداء الله وليهود الغاصبين وللاعقي أحذيتهم … فقيام دولة الإسلام نهايتهم!

2- في المقابل نفهم من مفهوم المخالفة لما صرح به بشارة وهو أن المنادين بالديمقراطية (وهم شبه منعدمين في ثورة الشام الإسلامية) أي كفر "إن الحكم إلا للشعب" التي تعقب على حكم الله الذي يقول "إن الحكم إلا لله" "والله يحكم لا معقب لحكمه") أي المحاربين ضد إقامة دولة الإسلام، فهم بالنسبة لبشارة متحضرون، واعون، مسالمون (كبشار مثلاً)، عارفون بأهداف الثورة،… ولكنهم سراق مجرمون يرتكبون الجرائم الجنائية وجبناء … وهذا صحيح تماماً والدليل قائم في بشار مثلاً وفي نزلاء الفنادق تجار الدماء الذين ينتسبون إلى الثورة إنتهازية ووصولية وتآمراً في ائتلاف مع الأعداء…! فهم مجرمون (بشار مثلاً)، وهم سراق وجبناء (بشار مثلاً ولكن بالخصوص نزلاء الفنادق الذين ينتظرون أن تضع الثورة أوزارها ليقفزوا عليها …) 


صدقت يا عزمي في كل شيء، حتى في تخوفك الذي نفهم منه أنك تضع نفسك في خندق أعداء دولة الإسلام وبالتالي نتفهمه ولكنك كذبت في أمرين:

1- وصفك للثورة بأنها ديمقراطية، وهذا كذب صارخ بل بهتان لها، إذ إنها لم تخل ساحة ولا مظاهرة من المناداة بالإسلام والخلافة، ولم تظهر ولو مظاهرة واحدة تنادي بالديمقراطية أو بالعلمانية، بل إن المظاهرات تلعنهما وتنادي بالخلافة بإستمرار، وبدون توقف !

2- تخويفك من الإسلام ودولته، فالإسلام عدل ورحمة على كل البشرية بمختلف دياناتها وأفرادها … إلا من أبى، ومن يأبى غير الذين يناصبون الإسلام ودولته العداء؟!ومن أبى فله العصا، من بشار إلى انثاه بشارة مروراً بأعداء البشرية والحضارة!


وبعد أن كشفنا روح فكرتك فخنقت الفضاء نتانة سريرتك … نبشرك ونحملك بشارة لأولياء أمرك من بني يهود أن اولياءنا هم بالضبط الذين بارزتهم بالعداء ونأيت عنهم وصديت لطهارتهم ونقاوتهم { وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وحتماً لن يكونوا غيرهم، وكل هذا إستجابة للحق سبحانه وتعالي: { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ} وقوله { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً}.


للبيب يفهم./


خالد زروان 

 


أيها الثوار: ثورتنا ليست للبيع – خالد زروان

29 أكتوبر 2012

ثورتنا ليست للبيع 

 

أيها الثوار: ثورتنا ليست للبيع 
2012/10/25
خالد زروان 

تقارير إعلامية وميدانية تشير إلى توزيع رواتب على الثوار عن طريق ممثلي المجالس العسكرية التي تم انشاؤها مؤخراً …!!!

أول سؤال يجب أن يتم سؤاله لموزع المال: من أين لكم هذا؟
والمتأمل في تكوين المجالس العسكرية الأخيرة -دون إتهام لأشخاص، لأن واجهة الإتصال بهم قد تكون خادعة لهم- أنه يتم على أعين أنظمة المنطقة وتخصيصاً أنظمة الخليج … ونعلم من وراءهم (المخابرات الأجنبية. فهم لا يرفعون إصبعاً دون إذنهم). والإجابة تلقائية، أن هذا المال إما أنه من أنظمة الخليج أو من المال الأمريكي المرصود لغرض حرف الثورة عن اسلاميتها والتوجه بها إلى الديمقراطية والأمركة!

ثاني سؤال: مقابل ماذا؟
والإجابة ظاهرياً معلومة وهي أن هذا المال المحصور توزيعه في المجالس العسكرية فحسب مقابل فقط تسجيل إسم الثائر… ولكن ما خفي من اهدافه هو المستهدف، ومنها:
– كسب ولاء الثوار لهذه المجالس العسكرية: وهذا الهدف، إن تم، فهو من أخطر الأهداف فهو تقعيد لسلطة المال … وهو دليل أن المجالس العسكرية أصلاً قد تم شراؤها … أي أنه بالمال يمكن اشتراء الثورة ومبادئها التي قامت من أجلها ألا وهي هدم النظام العلماني المدني الذي يذبحنا الآن وتطبيق الإسلام كاملاً وذلك من خلال اشتراء الثوار وإغرائهم بحفنة من الدولارات يقبضونها كل شهر!

– تكوين قاعدة بيانات لتسهيل العمل المخابراتي لأنظمة المنطقة ومن ورائها من الأجهزة المخابراتية العالمية.

– استحداث دورات دمغجة فكرية سياسية بالنظام الديمقراطي والعمل المدني العلماني للمسجلين منهم.

– دعم المسجلين الموثوق من ولائهم ومن إفتتاتنهم بفكرة الديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية أو المدنية ذات مرجعية إسلامية … بالسلاح وكل أشكال الدعم.

– عزل من يسميهم الغرب المتطرفون وهم بكل بساطة السوريون الذين نادوا لأكثر من 12 شهراً في الساحات ولا زالوا ينادون بعودة الخلافة الإسلامية، وإضعافهم من أجل افشال تحقيق هدف الإحتكام بالإسلام الذي نادت به الثورة السورية.

إلى غير ذلك من الأهداف … فهذا المال السياسي القذر، هو أخطر إختراق للثورة السورية إلى حد اليوم !

ومن أخطر نتائج هذا المال السياسي أن ينتسب للثوار النطيحة والمتردية والمقوذة وما أكل السبع الذين يقاتلون فقط من أجل الدولار … يعني مرتزقة أو شبيحة … وإذا سال لعاب الثوار، فعلى الثورة السلام !!!
جاء في البخاري عن أبي موسى الأشعري:
{قال أعرابيٌّ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : الرجلُ يُقاتلُ للمغنمِ ، والرجلُ يقاتلُ ليُذْكَرَ ، ويُقاتِلُ ليُرَى مكانُهُ ، من في سبيلِ اللهِ ؟ فقال : من قاتلَ ، لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا ، فهوَ في سبيلِ اللهِ .}

ففيم قتالكم أيها الثوار؟
الثورة المبدئية لا تشترى … الثوريون المبدئيون لا يمكن اغراؤهم بمال، ولقد أظهرتم من الفطنة ما أظهرتم إلى حد الآن … فلا تؤتوا من بين جنباتكم…! الحذر الحذر!

أهل الشام قلتم "هي لله" و-"إن تنصروا الله ينصركم"… و"الشعب يريد خلافة إسلامية"… وهذا الهدف لزمته قيادة سياسية تحمل برنامجاً وبديلاً لتحقيقه… وليس قيادة عسكرية مغامرة في السياسة! 

الحل؟

– لا نمد يداً أبداً لمال سياسي قذر. الثورة قامت لتحقيق أهداف سياسية بالأساس … ومن يريد تحقيق أهداف سياسية لزمه التضحية من أجل تحقيقها. وهدم نظام الكفر العلماني المدني الذي يقتلنا وبناء دولة الإسلام العالمية مكانه … ما أرخص التضحيات في سبيله، فالشهادة نصر والنصر نصر {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ}
– العسكريون غير مؤهلين للقيادة السياسية، والذي يحصل من عدم النباهة لتبعات تتبعهم خطوات شياطين الخليج أكبر دليل. والحل يكمن في أن تكون للثوار قيادة سياسية من رحم الثورة مخلصة لله تعبر عن اهدافها وتحفظها … والمقصود ليس شخصاً بعينه وإنما حزب قد تكتل على أساس الإسلام … وهو موجود بينكم ويكافح النظام منذ عشرات السنين إنه حزب التحرير الذي لا مصالح شخصية له وإنما هدف الحزب العالمي هو إعادة الخلافة الإسلامية ولا يرتبط بأي نظام من هذه الأنظمة المتعفنة ولا بأي مصلحة معها وصراعه معها ومع النظام الرأسمالي هو صراع وجود! فكونوا أنصاراً للحق الذي يدعو له، تفلحوا في الدارين… وتأمنوا تآمر المتآمرين وخداع المستغفلين!

خالد زروان

 


أولى الانتصارات السياسية الدولية للثورة الإسلامية دفع الولايات المتحدة على تراجع إستراتيجي – خالد زروان

28 أكتوبر 2012

 أولى الإنتصارات السياسية الدولية للثورة الإسلامية

أولى الانتصارات السياسية الدولية للثورة الإسلامية
دفع الولايات المتحدة على تراجع إستراتيجي

2012/10/13
خالد زروان 

"أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة 2012/10/12 في المؤتمر الصحفي الذي عقد في واشنطن بشأن الديمقراطية في العالم العربي أن: "دعم الولايات المتحدة لعملية التحول الديمقراطي في الدول العربية أصبح يمثل "ضرورة إستراتيجية" بالنسبة لواشنطن."

امممم … ضرورة إستراتيجية لواشنطن… "ضرورة إستراتيجية" و-"لواشنطن"… طيب هناك من سيقول لأن واشنطن تبحث عن "إستقرار" المنط

قة من أجل تمادي الحفاظ على نفوذها ومصالحها ولكن: 
1- كلينتون صرحت كذلك خلال نفس المؤتمر الصحفي بأن بلادها تعد أن لن تقوم مجددا بمثل هذا "الخيار السيئ بين الحرية والاستقرار"!

2- كلينتون أكدت كذلك حول دعم أمريكا للديكتاتوريات التي ثارت عليها الشعوب، أن "العودة إلى الوراء.. إلى ما كانت عليه الأمور قبل ديسمبر/كانون الأول 2010 ليس فقط أمرا غير مرغوب فيه.. إنه أمر مستحيل"، مضيفة "سيكون ذلك خطأ إستراتيجيا يكلفنا غاليا ويقوض مصالحنا وقيمنا"

3- كما أشارت إلى أن أعمال العنف الأخيرة المعادية للولايات المتحدة في ليبيا ومصر وتونس والسودان واليمن، "كشفت توترات متطرفة تهدد هذه البلدان والمنطقة بشكل أوسع والولايات المتحدة".

إذاً "الضرورة الإستراتيجية بالنسبة لواشنطن" ليست "تحقيق الإستقرار" بل "تفادي تقويض مصالحها" بعد ادراكها أن "تحقيق الإستقرار" أصبح أمراً مستحيلاً بعد إنطلاق الثورة. وهو ما يدل أن أمريكا تحولت من إستراتيجية "هجومية" بدعم الديكتاتوريات لقمع وإضطهاد الشعوب من أجل "تحقيق الإستقرار" إلى إستراتيجية "دفاعية" بنشر ودعم الديمقراطية، بإعتبار أن الديمقراطية هي حكم الأثرياء، من أجل "تفادي تقويض مصالحها" فقط. وهو تراجع إستراتيجي كبير… لم تكن أمريكا لتقدم عليه لو لم تكن مصالحها مهددة بما هو أخطر ألا وهو المشروع الذي تشيطنه أمريكا ويشيطنه الإعلام والذي تسميه أعلى "توترات متطرفة" وهو تطلع المسلمين إلى إعادة دولة الخلافة الإسلامية والحكم بالإسلام في كل نواحي الحياة.

أما عن هذه الإستراتيجية الجديدة "تفادي تقويض مصالح الولايات المتحدة في المنطقة" فهي تقوم على:
1- دعم المسارات الديمقراطية وإعتبارها مسارات إستراتيجية بالنسبة لها. والمعلوم أن الديمقراطية هي حكم الأغلبية وهي التي يدعمها ويحققها الأثرياء من رؤوس الأموال.

2- إعتبار أن المؤهل السياسي الوحيد لقيادة الشعوب هو "التعبير الديمقراطي" وفي المقابل تقوم بشيطنة "إرادة الشعوب" وإعتبارها إستبداداً فكررت جملة قالتها أثناء أحداث السفارات أنها "مقتنعة بأن شعوب العالم العربي لم تستبدل استبداد دكتاتور باستبداد الجماهير". وهو أمر سخيف مضحك، إذ كيف ل"الديمقراطية" التي هي "إستبداد الأغلبية" أن تنتقد الثورة "إستبداد الجماهير" أي فرض كل الشعب ارادته؟! وما تقول ذلك إلا لأن الشعوب تنتهج مساراً ثورياً لفرض ارادة مناقضة لمصالح أمريكا!

3- وتنوي أمريكا "التكفير" عن اجرامها التاريخي في دعم إستبداد الديكتاتورية من خلال مقاومة "إستبداد الجماهير" :-) فقالت: "من المبكر جدا التكهن بما سينتج عن عمليات الانتقال الديمقراطي هذه، لكن الأمر المؤكد هو أن الولايات المتحدة سيكون لها دور كبير تقوم به." ويعتبر هذا التصريح تأكيداً رسمياً للدور الكبير الذي تمارسه أمريكا في قمع إرادة الشعوب وإعتبارها "إستبداداً"… التي ينكرها وكلاؤها الجلادون الجدد!

خالد زروان 

مصدر التصريحات:
http://www.aljazeera.net/news/pages/cd27148a-3c81-4ae0-a5d9-1bd900655676