ماهو سر سكوت مرسي عن الحد من صلاحياته الرئاسية؟ بقلم خالد زروان

24 جوان 2012

تØت الوصاية

 Ù…اهو سر سكوت مرسي عن الحد من صلاحياته الرئاسية؟

خالد زروان 
 
كما كان لتونس، الباجي قائد السبسي هو من قام بمهمة رهن تونس وسياساتها للغرب لمدة لا تقل عن 5 سنوات، في شكل قروض مشروطة ببرامج، هي عبارة عن ضمانة للغرب على أن لا تحيد تونس بأي من سياساتها -ما يسميه الأمريكان "الحسابات الخاطئة"  (1) أو miscalculations – عن الاجندات الغربية، وخصوصاً منها الأمريكية، فإن لمصر المجلس العسكري هو الذي يقوم مقام الوصي على مصر لصالح السياسة الأمريكية وتأمين مصر من "الحسابات الخاطئة" كما يسميها الأمريكان.
 
إقدام المجلس العسكري بكل وقاحة على تزوير إرادة الشعب، قبل الإعلان عن النتائج، وتحويره للدستور تقليماً لصلاحيات الرئيس والحد منها، يشير بوضوح إلى وجود صفقة بين المجلس العسكري، الوصي الأمريكي على مصر، وبين مرسي من أجل الإعلان عن النتائج، كما هي. لأنه من غير المعقول أن يقدم المجلس العسكري على تحوير دستوري منفرداً، يعلم جيداً أن الرئيس، إن لم يكن في وفاق معهم، يمكنه تحويره خصوصاً وأن الشعب ضد ما قام به المجلس العسكري!
 
فسكوت مرسي، هو المنتظر، ولن تنتظروا منه غير السكوت وتهدئة الشعب الذي يتظاهر من أجل منح الرئيس المنتخب الصلاحيات الكاملة. وسكوته هذا هو من ضمن إستراتيجية الخوان في كل مكان حتى يحققوا شروط الأمريكان لإشراكهم في السلطة: أن يرفضوا الحصول على الأغلبية حتى وإن منحها الشعب لهم وأن يشركوا العلمانيين في السلطة وأن لا يهيمنوا على الحكم. فكان من النهضة في تونس أن تواطأت في قانون الإنتخابات حتى لا تحصل على الأغلبية -بإعتراف دلوتلي عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة في تونس- (2) ، حتى يشهر ذلك الغنوشي في وجه الشعب عند مطالبته بتحكيم الإسلام وكان أن تذرع بأن ليس لحركته الأغلبية تهرباً من الإحتكام إلى ما أنزل الله (3)، والحال أنه تآمر حتى لا يحصل عليها (2). وكان من الخوان في مصر أن خانوا الأمانة التي حملها اياهم الشعب، ومنحوا 43 مقعداً للعلمانيين في لجنة صياغة الدستور بعد أن إشتكى العلمانيون من هيمنة الإسلاميين عليها… كما صرح العريان أن الإخوان سوف يخوضون الإنتخابات البرلمانية المقبلة بعدد لا يسمح لهم بتحقيق الأغلبية (4)! وقد سبق كل ذلك نذر منذ الأشهر الأولى للثورة، إذ أعلن الغنوشي في مجلس العموم البريطاني أن الإسلاميين لا يستطيعون الحكم بمفردهم (5)، وكان من عصام العريان أن أجاب في ذلك الوقت صحيفة التايم على استفهامها حول استنحار الخوان السياسي والحال أنه بإمكانهم الحصول على الأغلبية المطلقة، بأن ذلك من شأنه أن يذهب الخوف -أي تخوف الغربيين والعلمانيين- من الإسلاميين (5) !
 
ولذلك فإن تقييد صلاحيات الرئيس، هو في نفس هذا السياق. وهذا التقييد سوف لن يكون له أدنى إعتبار، إن تم بدون إتفاق مسبق في شكل صفقة بين مرسي ووكيل الأمريكان على مصر: المجلس العسكري. 
 
فهذا سيناريو يحاكي السيناريو الأمريكي في تركيا في تجربته النموذجية للإسلاميين المعتدلين منذ سنة 2005… وأترك لأهل مصر ولكل حر تأمل نظام الإسلاميين المعتدلين في تركيا بعد 10 سنوات وبعد أن آلت لهم كل مؤسسات الدولة في تركيا ولم يبق فيها مؤسسة واحدة خارجة عن سيطرتهم:
– أكبر حليف لكيان يهود الغاصب هي تركيا تحت نظام الإسلاميين المعتدلين !
– عضو فاعل في حلف الناتو الذي يقتل المسلمين شرقاً وغرباً 
– يحكمون بالكفر لحدود هذا اليوم، بل ويدعون له أينما حلوا، كما أريد لهم. وتذكرون جولة اردوغان في المنطقة العربية الثائرة ليعرض عليهم العلمانية كبديل، في حين أن الثائرين في غالبتهم الساحقة ينادون بالإسلام ويسعون له …
-…
 
هل مرسي رئيس أم رئيس تحت الوصاية؟
بهذه البنود التقييدية التقليمية، فإن مرسي هو رئيس تحت الوصاية الأمريكية. هو أشبه بالديكور. رئيس صوري، مجرد من الصلاحيات السيادية التي تتحكم في السياسات الإستراتيجية المصرية.
والمخزي أن يحصل ذلك في إطار إتفاق، يوافق عليه، بل يسعى إليه، من إنخدع الناس بصفته الإسلامية. 
 
لم يفعل الخوان ذلك؟ 
حتى يتعذرون بإنعدام الأغلبية -كما فعل الغنوشي- أو الصلاحية -كما سيفعل مرسي-، حتى لا يتخذوا إجراءات مصيرية يمكن أن تحرر الأمة من قيدها واستعبادها للغرب، بحت أصوات الناس منادية بها: الحكم بما أنزل الله في كل نواحي الحياة، فيحصل تطبيق نظام إقتصادي عادل يقطع دابر الرأسمالية الجشعة، ونظام إجتماعي مستنير فتحصل السعادة ويحصل توازن المجتمع ويحصن، ويتم إلغاء كامب ديفد، ويرفع الحصار على أهل فلسطين، ويتم تحرير القدس، وتكسر الحدود، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم عن طريق الجهاد،… ولكن، إن لم يتحقق هذا عن طريق رئيس غير مقيد الصلاحيات، فهل يتحقق كل هذا برئيس مقيد الصلاحيات؟! 
 
إن مصر اليوم قد باتت تحت إحتلال متجدد الدماء، فلم يسقط النظام وإنما تم تجديده وتشديده. وكل مصري وكل مسلم معني اليوم بتحرير أرض الكنانة وكوامنها ومقوماتها من سطوة الأمريكان الحاكمين الفعليين عن طريق العسكر. 
 
خالد زروان 
 
 
(1) الفايسبوك، الثورة، سوريا والخلافة
https://www.facebook.com/photo.php?v=314820668607019
(2) النهضة تؤكد تواطئها في تزوير إرادة الشعب 
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=404992566212412&set=a.178095738902097.40912.178095025568835
 
(3) الغنوشي خائن الأمانة
http://youtu.be/qlrBF5oHXV4
 
(4) العريان لا يريد الأغلبية … حتى يجد عذراً لعدم تطبيق الإسلام! 
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=370242286354107&set=a.178095738902097.40912.178095025568835
 
(5) مأزق الإسلاميين المعتدلين في التغيير من داخل الأنظمة بقلم خالد زروان
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=233796876665316&set=a.178095738902097.40912.178095025568835