القذافي: أستاذ البونجا بونجا – خالد زروان

23 أوت 2012

 

 

  

القذافي: أستاذ البونجا بونجا

كتب خالد زروان في 11/11/2010 03:30

 

ضجة إعلامية عاصفة لم تهدأ بعد في الإعلام الإيطالي والغربي والعالمي احدثتها تصريحات عاهرة مغربية الأصل على صلة برئيس المجلس الإيطالي سيلفيو برلسكوني أثناء التحقيقات معها في قضية سرقة…  مسألة صلتها ببرلسكوني، أمر قد تم التأكد منه إذ أثناء القبض عليها وقبل التحقيقات الأخيرة قد تدخل برلسكوني شخصياً من أجل الإفراج عليها موهما الشرطة بأنها قريبة الرئيس المصري حسني مبارك وبعث إليها مساعدته من أجل إصطحابها إلى خارج مخفر الشرطة… وما يشد الإنتباه في تصريحات سيئة السمعة -التي لم تبلغ العشرين من عمرها- ثلاثة أمور:

  • تأكيدها أنها كانت تحضر سهرات جنسية جماعية اسمها ال"بونجا – بونجا" قد علمها القذافي لبرلسكوني. 
  •  تناول الإعلام الناطق بالعربية لمسألة برلسكوني وفضائحه مع تعتيمه على معلومة القذافي في حين أن الإعلام الإيطالي والغربي عموماً يتناولها بإستمرار.
  •  إفتضاح مصير الضياع الذي يؤول إليه الكثير من بنات وأبناء المسلمين في الغرب.  


الواضح أن سهرات ال-"بونجا – بونجا" هي سهرات ماجنة يمارس فيها الجنس جماعياً. أستاذ ال"بونجا – بونجا" هو الزعيم الليبي، قائد الثورة الذي يقوم بتصدير زبدة ثورته إلى الغرب وبالخصوص روما وكر الدعارة العالمية. تبينوا جيداً، روما وكر الدعارة العالمية تحتاج إلى مواد دعارة وشذوذ جنسي يتم تعليبها في ليبيا عن طريق الزعيم قائد الثورة نفسه. والمصطلح لم يكن يعلمه الغرب الماجن الغارق في الشذوذ إلى حدود تصريحات سيئة السمعة ولا يدري طبيعة الممارسات اللواطية الشاذة التي ينطوي عليها. ولولا هذه التصريحات "الغير مسؤولة" لهذه المراهقة الفاسدة لما بان للعالم رأس جبل الفساد والشذوذ الشخصي للزعيم الليبي ومن خلاله جميع الحكام العرب وحاشياتهم. فإن غم على المسلمين في ليبيا أمر كفر نظام الحكم في ليبيا فهل يرتضون، كأشراف ذوو كرامة ونخوة ورجولة، أن يكون عليهم زعيم لواطي مخنث؟!

 ومما يدعو للإستغراب هو الإجماع الذي لاقاه أمر التعتيم على خبر شذوذ القذافي لدى وسائل الإعلام العربية. في حين يركز بإستمرار عند تناول الخبر على أن الفاجرة هي من أصل مغربي وكأنه النقطة الأهم في الفضيحة أو أنه يشرفهم ذكر أصلها. وقد برهن هذا الإعلام بذلك مرة أخرى أنه جزء من منظومة العهر العربية التي انصهرت في بوتقتها الأنظمة الإقليمية لتشكيل منظومة الفساد العربية الواحدة التي يلتقي عليها جميع أنظمة المنطقة ويختلفون في الباقي.

وقد جاءت تصريحات الفاجرة من أصل مغربي بعد تصريحات مماثلة بداية 2010 لفاجرة أخرى من أصل جزائري لم تبلغ العشرين كانت على علاقة داعرة مع العديد من لاعبي كرة القدم الفرنسية وبعد فضيحة إرتباط طالبة تونسية -قريبة زوجة بورقيبة وبنت طارق بن عمار وهو منتج سينمائي معروف- بوزير الهجرة في حكومة ساركوزي بعلاقة داعرة إبتداءً ثم الزواج منه -وهو لا يزال كافراً-. وتلاقي مثل هذه الأخبار حول الداعرات "العربيات" رواجاً لدى الصحف ووسائل الإعلام في المنطقة. ولا ينظر إليها من باب أنها مشكلة أو مصيبة وإنما من باب الدعاية والإشهار من طرف اعلاميين إن لم نقل ديوثين فهم غير مسؤلين. ففي عالم لا أخلاقي قد تساوت فيه الرذيلة والفضيلة يفقد الحدث فيه قيمته الحقيقية وتصبح قيمته المطلقة هي أهم ما فيه.

إن أكبر المصائب التي تنبه إليها مثل هذه الفضائح هي مسألة ضياع الهوية لدى الكثير من المغتربين وأبنائهم والكثير ممن هم قد تغربوا وهم في البلاد العربية. غسيل مخ جماعي للكثير من الشباب الذين لا يجدون من ينبههم أو يكسبهم ثوابت فكرية تمكنهم من الإبحار بسلام في محيط مائج من الفساد في البلاد الغربية والعربية. وفي الكثير من الحالات نجد أن أس الفساد ليس الأبناء وإنما الآباء الذين أرادوا ذلك لابنائهم وإنما الأبناء هم نتاج تربية الآباء. ويتناول الإعلام الغربي والعربي تلك النماذج الممقوتة بالكثير من الدعاية المركزة هدفها محو عنصر الرذيلة من أعمالهن واعتبارهن نماذج "نجاح" ومراكز جذب و"نجوم".