قيم الغرب كخيار في مواجهة أفكار الإسلام

19 أفريل 2013

قيم الغرب كخيار في مواجهة أفكار الإسلام

انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

الخميس, 01 نيسان/أبريل 2010 19:57

خالد زروان

إن “حرب الأفكار” ضد الإسلام كمبدأٍ ونظام للحياة والتي أفصح الغرب بقيادة أمريكا عنها منذ عشريات من الزمن عن طريق زعمائها ومفكريها، لم يكن لمبدأٍ مهتريء قد أسس على جفا جرف هار، الذي هو الحل الوسط، أن يقوم بها ذاتياً. فلقد سارت الرأسمالية  بقيادة أمريكا، بسبب العجز الفكري الذاتي، في احتوائها لصعود الإسلام عن طريق الاستباق السياسي- العسكري، ثم تراأى عجز ذلك الخيار خصوصاً بعد إحتلال أفغانستان ثم العراق عسكرياً، فتم تطوير خيارات جديدة أهمها “حرب القيم”. فما الفرق بين “حرب الأفكار” التي حسمت بخسارة فادحة للرأسمالية أمام أفكار الإسلام، والخيار الجديد الذي هو “حرب القيم”؟

إن المبدأ الرأسمالي قد بني على عقيدة الحل الوسط بين الكنيسة والإقطاع. فهو لم يكن نتيجة حسم عقلي في اسئلة العقدة الكبرى كما حسم الإسلام بطريقة عقلية. وإنما كان نتيجة للإلتواء أيضاً على ذلك البحث العقلي وذلك بتجاهل أي دور للخالق في الحياة -رغم إعترافه به- فصلاً للصراع بين الكنيسة والإقطاع.

فالمبدأ الرأسمالي يقول إن الخالق قد خلق ولكنه لا يدبر شؤون من خلق. ولا يهمه الآخرة بل ما يهمه هو الدنيا فقط. وليس له أي صلة بما قبل الحياة الدنيا وما بعدها وإنما يعيش على هواه ويسعد بتحصيل أكبر قسط من المتع الجسدية.

فالمبدأ الرأسمالي هو مبدأ اللامبدا. ليس له في حرب الأفكار والمبادئ رصيد. وأسلوبه الوحيد هو الإلتواء على الأفكار وإجتناب مواجهتها واجتناب محاولة حلها عقلياً، فالحلول في المبدأ الرأسمالي مبنية على أساس مهترئ لا يقوى على الصمود عقلياً أمام حلول الإسلام المبنية على عقيدة عقلية. واللافت أن حرب المبادئ والأفكار قد حسمت ضد الرأسمالية بدون المسلمين. فقد كان صراعاً بلاعب واحد يتصارع فيه اللاعب الرأسمالي فقط مع ما يتوصل إليه عقله من عجز للرأسمالية في معالجة مشاكل الواقع مقابل ما يجد لنفس تلك المشاكل من حلول في الإسلام.

كذلك فإن المبدأ الرأسمالي هو المبدأ اللاأخلاقي، تعريفاً.

وقد ظهرت منذ عشريات مضت في كبرى دول الغرب وفي مقدمتها أمريكا، مدارس التواصل التي تدعو إلى “خلقنة” المبدأ اللاأخلاقي في الأعمال والعائلة وعلى مستوى الفرد. وتلاقي تلك المدارس نجاحاً متصاعداً في المجتمعات الرأسمالية خصوصاً الغربية. وإنتهت في الإقتصاد إلى ماهو معلوم من الأزمة الأخلاقية العميقة التي تودي بالمبدإ الرأسمالي حالياً إلى الإنهيار الفعلي والشامل. وقد شكلت خلقنة المبدأ اللاأخلاقي أهم المعالجات المتخذة إبان الأزمة الإقتصادية الأخيرة، وقد تزعمها ساركوزي ثم اوباما وتم تعميمها، بتدخل الدولة في تنظيم إقتصاد السوق، وهو ما يضرب في الصميم الركائز الفكرية للمبدأ الرأسمالي، ثم بتطعيم الإقتصاد الرأسمالي بمعالجات إسلامية.  وبرهن خيار الخلقنة خصوصاً، بما لا يدعو مجالاً للشك أن الأزمة “الإقتصادية” انما هي أزمة مبدئية في حقيقتها وليست فقط أزمة إقتصادية دورية.

وقد أخذ صراع الغرب مع الإسلام بسبب هذا الفشل الفكري المبدئي للرأسمالية منحى آخر إتجه إلى “حرب القيم” تبلورت ملامحها خصوصاً بعد إحتلال أفغانستان والعراق.

والمشاهد أن الرأسمالية تخوض حرباً شاملة على مبدإ لا دولة له ولا نظام ولا جيوش ولا وسائل إعلام ولا معارف متقدمة في التواصل والإجتماع ولا إقتصاد ولا سياسة. مادياً، لم يعد للإسلام اليوم بعد زوال بيضته(1) دولة الخلافة إلا قلوب أفراد تؤمن به. أفراد مستضعفون من أمة قد استحوذ على مقدراتها وثرواتها العدو عن طريق أبناء الجلدة المنخرطين الفاعلين في الحرب الشاملة. ولما كان الأمر كذلك فمن البديهي أن تكون تلك القلوب هي مركز استهداف العدو ب”حرب القيم”. فخيار حرب القيم يقضي بإستهداف حامل المبدأ، أي المقومات الذاتية للإنسان حامل المبدأ، لا المبدأ ذاته بما فيه من أفكار ونظم. ف “حرب القيم” تهدف إلى غرس القيم الغربية داخل كل فرد مسلم وجعله يقيس بها وعليها كل ما يحوطه وينتج عن ذلك غرس أفكار المبدأ الرأسمالي ذاتياً وتبني معالجاته تلقائياً.

وحتى نفهم الفارق بين “حرب الأفكار” و”حرب القيم” لا بد من الوقوف على الألفاظ ومعانيها الإصطلاحية.

فالمعلوم أن المبدأ هو ما يصقل الشخصية -عقلية ونفسية-. وهي قوانين كلية ثابتة تنبع من خارج الإنسان.

وبالنسبة للمسلمين فإن المبدأ هو العقيدة الإسلامية والنظام المنبثق عنها أو المبني عليها. وهو نابع من خارج الإنسان حقيقة بإعتباره وحي منزل من خالق الكون والإنسان والحياة.

أما غير الإسلام من المبادئ -وهما الرأسمالية والشيوعية- فإن المبدأ صادر عن الإنسان -مفكرون وفلاسفة- يتخذه من آمن به مبدأً له بإعتباره من خارجه.

أما القيمة فهي الإنطباع الذاتي والغير موضوعي الذي ينبع من داخل الإنسان عن الشيء. وهي غير ثابتة وتختلف بين الأشخاص والشعوب وتختلف في الأزمان وفقاً لتطور الواقع ومنه العقل والعملية العقلية.

ف”حرب القيم” القائمة، ليس للأفكار فيها كبير دور بإعتبار العجز الفكري للمبدإ الرأسمالي، ولكنها تعتمد أساساً على الوسائل والأساليب الجديدة كالإعلام بشتى صنوفه والمعارف في شتى المجالات الإنسانية والإجتماعية ومنها معارف التواصل -خطاب الناس من أجل تحقيق هدف محدد مسبقاً، كالتأثير عليهم وكسب قلوبهم -دون عقولهم-، ودفعهم إلى تبني قيم غير موضوعية تنتهي بهم إلى يبني الحلول التي انتجتها ،… – من أجل التوصل في النهاية إلى فرض القيم الغربية بدءاً ليتوصل من خلال ذلك إلى تبني المسلمين لتلك القيم بغض النظر عن المبادئ والأفكار التي انبثقت منها أو بنيت عليها، وذلك قطعاً للطريق أمام الأفكار النابعة من العقيدة العقلية الصحيحة ألا وهي العقيدة الإسلامية. ثم تكون المعالجات الرأسمالية -الفاشلة- تلقائية ونابعة من دواخل الناس الذين قد تبنوا من قبل قيماً غربية. فلا يتوصل في النتيجة، إلى فرض المبدإ الراسمالي من خلال الإقتناع الفكري به وموافقته للفطرة -كما هو حال الإسلام- وإنما من خلال الإلتواء على الأفكار والمبادئ وإستهداف القيم بقلبها. ولكل ذي عقل، يقول الله جل وعلا:

{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ -109- لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ -110- } التوبة

وفي خضم هذه الحرب التي تدور رحاها الآن في كل ركن من أركان كل بيت مسلم وفي كل زاوية من زواياه، نلتفت حولنا لنتساءل عن مدى وعي الأمة على ما يحاك بها من خطط شيطانية قد رسمها ويشرف عليها اخصائيون محنكون ومراكز بحث ودراسات في فنون التواصل والمعارف الإعلامية والإنسانية ويباشر تنفيذها بنو جلدتنا ومؤسسات تنتسب إلى امتنا، وحركات تتخذ من الإسلام قناعاً، خداعاً من أجل جعل كل مسلم في بيته بل في تفكيره وعلاقته بنفسه وبمن يحيط به وحتى علاقته بخالقه وبآخرته أن يعتمد القيم الغربية.

وقد سخرت الإدارة الأمريكية كل الإمكانات المتاحة من أجل خوض “حرب القيم” المكلفة. فلا زلنا نذكر ميزانية ال 21 مليار دولار التي سخرتها الإدارة الأمريكية في 2005 على سنوات لوسائل الإعلام العربية ومؤسسات البحث. ويحيط أصحاب القرار الغربيون أنفسهم بخبراء وأفراد من أبناء الجلدة، عملهم طرق سبل إنجاح تبني التيار الرئيسي للمسلمين لقيم الغرب المخرجة في ثوب إسلامي، وقد اطلقوا على تلك المنظومة القيمية الجديدة إسم “الإسلام المعتدل”، وانصافاً لهذه التسمية يمكن إطلاق “الإسلام المعدل” عليها.

ومن أهم حلقات الوصل بين الإدارة الأمريكية و”الإسلام المعدل” حركات ومؤسسات وأفراد، نجد ما يسمى بمؤسسة البيس كوربس الفدرالية الأمريكية والتي تطور علاقات إجتماعية وإقتصادية وإنسانية مع مؤسسات وحركات سياسية وأفراد من البلاد الإسلامية ومن خلالها يتم توجيه الرأي العام بصفة غير مباشرة. ومن البيس كوربس نجد ال-“فراندس أوف…” ولكل بلد من بلاد المسلمين نجد مجموعة “فراندس أوف …” تهتم به. ك “فراندس أوف اجيبت” -أصدقاء مصر-، أو المغرب أو الجزائر…

كما نجد من أهم حلقات الوصل بين الأدارة الأمريكية و”الإسلام المعدل” حركات ومؤسسات وأفراد، شخصيات من مثل جون اسبوزيتو وهو أمريكي أستاذ في جامعة جورج تاون، عرف بتسويقه لخيار الحوار مع الإخوان المسلمين لدى الإدارة الأمريكية من أجل قطع الطريق أمام الخلافة أو ما يسمونه “الإسلام المتطرف”، وذلك قبل احداث سبتمبر 2001, وإنتكس سهمه بعد  أحداث سبتمبر، ولكنه يعود إلى دائرة الضوء مع إدارة اوباما. يرأس جون اسبوزيتو مركز الوليد بن طلال للحوار المسيحي الإسلامي بجامعة جورج تاون الأمريكية وهو صاحب مبادرة “كلمة سواء” ورئيسها، وهي مبادرة يشارك فيها أغلب الشيوخ وعلماء البلاط المعروفين ومنهم مثلاً مؤسسة آل البيت الملكية الأردنية أو شيخ الأزهر الحالي أحمد الطيب. ومن الأعمال التي تضطلع بها مؤسسة آل البيت في إطار “كلمة سواء” مشروع “المشروع الكبير لتفسير القرآن” وهو أمر مخيف مريب إن جهل الناس دور هذه المؤسسة في “حرب القيم”.

كما نجد من أبناء الجلدة، نادية مجاهد مستشارة الرئيس الأمريكي الحالي لشؤون المسلمين التي من خلال دورها يتم الحوار الغير مباشر بين المسلمين في أمريكا -والتي يراهن تقرير راند على جعلهم السهم الحاسم في “حرب القيم”- وحركات “الإسلام المعدل” في البلاد الإسلامية.

وفي نفس السياق، تتكفل الأنظمة الجاثمة على صدور المسلمين بصفتهم وكلاء للكافر الحربي بمهمة الحفاظ على قيم الغرب وإستهجان القيم التي تشكلت من خلال وجهة نظر الإسلام في كل نواحي الحياة. فتجد مدير المدرسة أو عميد الجامعة يحرم على الفتاة لبس الحجاب ويستهجنه ويسخر منه ويتهكم على مرتديته ولا يدري أحد للحجاب ذنب إلا لأنه تشريع من رب العالمين. وتجد الشرطي الذي لا يتردد في إحالة فتاة ترتدي الحجاب إلى التحقيق -إن لم يختطفها- ولا يرى مانعاً من ملامستها وتهديدها بالإغتصاب، لا لشيء إلا لأنها تتعفف وتطيع رب العالمين في لباسها. ونرى أن مغنيات فاجرات -في نظر الإسلام- يفسح لهن مجال ساعات على التلفاز الوحيد للنظام من أجل أن تحكي لشعب بعشرات الملايين عن ماكياجها وأظافرها وسهراتها وصديقها وكلبها. ونرى مسلسلات تصور المتحجبات على انهن متخلفات، ونرى كليبات تصور أشباه رجال مخنثون، يتشبهون بالمرأة في كل سلوكاتهم، ونرى الشبكات الإجتماعية على الانترنات ومن كل لون ونوع من الفساد، ونجد طبقة من الفنانين والمثقفين الذين ارتبطت مصائرهم بمصائر الأنظمة العميلة يدفعون إلى تبني قيم الغرب، من تحرر جنسي ونبذ للزواج، ونجد منهم من يدفع بكل إنفتاح إلى الإنبطاح أمام اليهود والكافر الغازي عموماً… كل ذلك، لا علاقة مباشرة له بحرب الأفكار وإنما الهدف منه هو دفع المسلم والمسلمة تحت الطرق الإعلامي الصاخب، وقمع كل مظاهر الإسلام وتشجيع مظاهر التغريب من طرف وكلاء الكافر الحربي، إلى تقبل تقييم الغرب لكل ما يمت للإسلام بصلة بأنه صنو التخلف وعدو العلم والثقافة والتقدم والنهضة والرقي.

ورغم هذا الخطر الماحق الذي يتهدد امتنا من خلال “حرب القيم”، فإننا نجد القليل من المخلصين الذين وعوا عليه. وأقل منهم من يحاول بوسائل وأساليب لا ترقى إلى مستوى التحدي القائم عمل شيء.

وما نرجو أن يعي عليه المخلصون وفي مقدمتهم كتلة ككتلة حزب التحرير مثلاً وهي تتبنى رؤية مبلورة واضحة ونقية للإسلام وتتصدر حرب الأفكار عن الإسلام أن كسب “معركة القيم” يتطلب إتقان معارف في غاية الأهمية تمهد الطريق أمام الوسائل والأساليب المناسبة. ف”حرب القيم” لا تتطلب قوة أفكار وحسب، لأن العدو ليس له في حرب الأفكار رصيد وقد خسرها فعلاً، وهو يتفاداها أينما لقيها ويلتف عليها بإستهداف حامل الأفكار لذاته من خلال الطرق الإعلامي الصاخب لقيم الغرب، ومن خلال معارف أخرى في ميادين خطيرة كميدان التواصل مع البشر وهو ما يحقق فيه العدو نجاحاً من خلال تجنيد الكثير من طاقات الأمة إلى جانبه من خلال مبادرات ومؤتمرات، جوائز خادعة وتوظيفهم في سبيل تحقيق اهدافه.

ورغم ذلك فإن المتوكلين على الله لا ينبغي أن يزيد فيهم طغيان العدو وتشبثه بالباطل إلا استبسالاً وتشبثاً بالحق والبحث الحثيث عما يبريء الذمة من اصناف الوسائل والأساليب وصنوف المعارف الموصلة إليها.

{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ -17- لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ -18-} الرعد

ولا يفوت الناظر إلى الساحة الدولية أن الإسلام قادم لا محالة، ولن يوقف قدومه خيانة عميل ولا كيد الأعداء والمتآمرين، وهو وعد رب العالمين.

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} النور 55.


ماهو سر سكوت مرسي عن الحد من صلاحياته الرئاسية؟ بقلم خالد زروان

24 جوان 2012

تØت الوصاية

 Ù…اهو سر سكوت مرسي عن الحد من صلاحياته الرئاسية؟

خالد زروان 
 
كما كان لتونس، الباجي قائد السبسي هو من قام بمهمة رهن تونس وسياساتها للغرب لمدة لا تقل عن 5 سنوات، في شكل قروض مشروطة ببرامج، هي عبارة عن ضمانة للغرب على أن لا تحيد تونس بأي من سياساتها -ما يسميه الأمريكان "الحسابات الخاطئة"  (1) أو miscalculations – عن الاجندات الغربية، وخصوصاً منها الأمريكية، فإن لمصر المجلس العسكري هو الذي يقوم مقام الوصي على مصر لصالح السياسة الأمريكية وتأمين مصر من "الحسابات الخاطئة" كما يسميها الأمريكان.
 
إقدام المجلس العسكري بكل وقاحة على تزوير إرادة الشعب، قبل الإعلان عن النتائج، وتحويره للدستور تقليماً لصلاحيات الرئيس والحد منها، يشير بوضوح إلى وجود صفقة بين المجلس العسكري، الوصي الأمريكي على مصر، وبين مرسي من أجل الإعلان عن النتائج، كما هي. لأنه من غير المعقول أن يقدم المجلس العسكري على تحوير دستوري منفرداً، يعلم جيداً أن الرئيس، إن لم يكن في وفاق معهم، يمكنه تحويره خصوصاً وأن الشعب ضد ما قام به المجلس العسكري!
 
فسكوت مرسي، هو المنتظر، ولن تنتظروا منه غير السكوت وتهدئة الشعب الذي يتظاهر من أجل منح الرئيس المنتخب الصلاحيات الكاملة. وسكوته هذا هو من ضمن إستراتيجية الخوان في كل مكان حتى يحققوا شروط الأمريكان لإشراكهم في السلطة: أن يرفضوا الحصول على الأغلبية حتى وإن منحها الشعب لهم وأن يشركوا العلمانيين في السلطة وأن لا يهيمنوا على الحكم. فكان من النهضة في تونس أن تواطأت في قانون الإنتخابات حتى لا تحصل على الأغلبية -بإعتراف دلوتلي عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة في تونس- (2) ، حتى يشهر ذلك الغنوشي في وجه الشعب عند مطالبته بتحكيم الإسلام وكان أن تذرع بأن ليس لحركته الأغلبية تهرباً من الإحتكام إلى ما أنزل الله (3)، والحال أنه تآمر حتى لا يحصل عليها (2). وكان من الخوان في مصر أن خانوا الأمانة التي حملها اياهم الشعب، ومنحوا 43 مقعداً للعلمانيين في لجنة صياغة الدستور بعد أن إشتكى العلمانيون من هيمنة الإسلاميين عليها… كما صرح العريان أن الإخوان سوف يخوضون الإنتخابات البرلمانية المقبلة بعدد لا يسمح لهم بتحقيق الأغلبية (4)! وقد سبق كل ذلك نذر منذ الأشهر الأولى للثورة، إذ أعلن الغنوشي في مجلس العموم البريطاني أن الإسلاميين لا يستطيعون الحكم بمفردهم (5)، وكان من عصام العريان أن أجاب في ذلك الوقت صحيفة التايم على استفهامها حول استنحار الخوان السياسي والحال أنه بإمكانهم الحصول على الأغلبية المطلقة، بأن ذلك من شأنه أن يذهب الخوف -أي تخوف الغربيين والعلمانيين- من الإسلاميين (5) !
 
ولذلك فإن تقييد صلاحيات الرئيس، هو في نفس هذا السياق. وهذا التقييد سوف لن يكون له أدنى إعتبار، إن تم بدون إتفاق مسبق في شكل صفقة بين مرسي ووكيل الأمريكان على مصر: المجلس العسكري. 
 
فهذا سيناريو يحاكي السيناريو الأمريكي في تركيا في تجربته النموذجية للإسلاميين المعتدلين منذ سنة 2005… وأترك لأهل مصر ولكل حر تأمل نظام الإسلاميين المعتدلين في تركيا بعد 10 سنوات وبعد أن آلت لهم كل مؤسسات الدولة في تركيا ولم يبق فيها مؤسسة واحدة خارجة عن سيطرتهم:
– أكبر حليف لكيان يهود الغاصب هي تركيا تحت نظام الإسلاميين المعتدلين !
– عضو فاعل في حلف الناتو الذي يقتل المسلمين شرقاً وغرباً 
– يحكمون بالكفر لحدود هذا اليوم، بل ويدعون له أينما حلوا، كما أريد لهم. وتذكرون جولة اردوغان في المنطقة العربية الثائرة ليعرض عليهم العلمانية كبديل، في حين أن الثائرين في غالبتهم الساحقة ينادون بالإسلام ويسعون له …
-…
 
هل مرسي رئيس أم رئيس تحت الوصاية؟
بهذه البنود التقييدية التقليمية، فإن مرسي هو رئيس تحت الوصاية الأمريكية. هو أشبه بالديكور. رئيس صوري، مجرد من الصلاحيات السيادية التي تتحكم في السياسات الإستراتيجية المصرية.
والمخزي أن يحصل ذلك في إطار إتفاق، يوافق عليه، بل يسعى إليه، من إنخدع الناس بصفته الإسلامية. 
 
لم يفعل الخوان ذلك؟ 
حتى يتعذرون بإنعدام الأغلبية -كما فعل الغنوشي- أو الصلاحية -كما سيفعل مرسي-، حتى لا يتخذوا إجراءات مصيرية يمكن أن تحرر الأمة من قيدها واستعبادها للغرب، بحت أصوات الناس منادية بها: الحكم بما أنزل الله في كل نواحي الحياة، فيحصل تطبيق نظام إقتصادي عادل يقطع دابر الرأسمالية الجشعة، ونظام إجتماعي مستنير فتحصل السعادة ويحصل توازن المجتمع ويحصن، ويتم إلغاء كامب ديفد، ويرفع الحصار على أهل فلسطين، ويتم تحرير القدس، وتكسر الحدود، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم عن طريق الجهاد،… ولكن، إن لم يتحقق هذا عن طريق رئيس غير مقيد الصلاحيات، فهل يتحقق كل هذا برئيس مقيد الصلاحيات؟! 
 
إن مصر اليوم قد باتت تحت إحتلال متجدد الدماء، فلم يسقط النظام وإنما تم تجديده وتشديده. وكل مصري وكل مسلم معني اليوم بتحرير أرض الكنانة وكوامنها ومقوماتها من سطوة الأمريكان الحاكمين الفعليين عن طريق العسكر. 
 
خالد زروان 
 
 
(1) الفايسبوك، الثورة، سوريا والخلافة
https://www.facebook.com/photo.php?v=314820668607019
(2) النهضة تؤكد تواطئها في تزوير إرادة الشعب 
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=404992566212412&set=a.178095738902097.40912.178095025568835
 
(3) الغنوشي خائن الأمانة
http://youtu.be/qlrBF5oHXV4
 
(4) العريان لا يريد الأغلبية … حتى يجد عذراً لعدم تطبيق الإسلام! 
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=370242286354107&set=a.178095738902097.40912.178095025568835
 
(5) مأزق الإسلاميين المعتدلين في التغيير من داخل الأنظمة بقلم خالد زروان
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=233796876665316&set=a.178095738902097.40912.178095025568835
 

29 – 31 مايو 2012 الدوحة: احزاب البغاء والغباء السياسيين في احضان ال-CIA

31 ماي 2012

29 – 31 مايو 2012 الدوحة: احزاب البغاء والغباء السياسيين في احضان ال-CIA 

خالد زروان 

اØزاب البغاء والغباء السياسيين في اØضان ال-CIA

 

يعقد منتدى أمريكا والعالم الإسلامي السنوي التاسع من 29 إلى 31 مايو 2012 بالدوحة وبرعاية أمير قطر. المنتدى ينظمه مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط -Saban- في مؤسسة بروكنغز البحثية الأمريكية وينعقد سنوياً برعاية أمير قطر.

مركز سابان دشنه في مايو 2002 ملك الأردن عبد الله الثاني. ويعنى بتقديم البحوث والمشورات والتحاليل للإدارة الأمريكية بخصوص سياسات الشرق الأوسط. ويعمل به خبراء كبار مرتبطين بالإدارة الأمريكية وبوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية CIA منهم دانيال بيمان خبير بشؤون الإرهاب في الشرق الأوسط من جامعة جورج واشنطن -أين مركز وليد بن طلال للحوار المسيحي الإسلامي الذي رعى "حلقة الأصالة والتقدم" منذ 1997 وأنشأ مركز دراسة الإسلام والديمقراطية CSID الأمريكي-، الذي يعمل مديراً للبحوث بالمركز، ومنهم كينيث آم Ø¨ÙˆÙ„اك، خبير بشؤون الأمن القومي، الشؤون العسكرية والخليج العربي، الذي عمل في مجلس الأمن القومي ووكالة الأستخبارات المركزية CIA، ومنهم بروس ريدل مختص في مكافحة الإرهاب الذي شغل منصب مستشار كبير لدى أربعة رؤساء أمريكيين حول الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي وإشتغل لمدة 29 عاماً في وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية CIA …

وأبرز الحاضرين من الجانب الأمريكي في المنتدى: 

  • ستيفن سيمون، مدير أول لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، البيت الأبيض
  • فرح بانديث، ممثل خاص لدى الجاليات الإسلامية، كتابة الدولة للولايات المتحدة الأمريكية
  • رشيد حسين، مبعوث الولايات المتحدة لدى منظمة المؤتمر الإسلامي
  • داليا مجاهد، مركز جالوب  Ù„لدراسات الإسلامية 
  • ايميل نخلة، الرئيس السابق لبرنامج الإسلام السياسي في السي آي أي CIA
     

أما من جانب العالم الإسلامي فأبرز الحاضرين كانوا:

  • سليمان عواد، مراقب عام سابق للإخوان المسلمين في ليبيا 
  • عصام الحداد، مسؤل هيئة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المصري -الإخوان المسلمون-
  • محمد قعير، مسؤول كبير في الإخوان المسلمون الليبية 
  • طارق رمضان، أستاذ في أكسفورد ومدير مركز التشريع الإسلامي والأخلاق -مركز انشئ بإرادة أمريكية وحضر تدشينه جون لويس اسبوزيتو يوم 15 جانفي 2012- بالدوحة 
  • جاسر العودة من مؤسسي -إلى جانب طارق رمضان- الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة القرضاوي، ونائب طارق رمضان في مركز التشريع الإسلامي والأخلاق
  • راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة 
  • عبد الله بن بية، جامعة الملك عبد العزيز السعودية، وعضو بالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث 
  • توكل كرمان، حزب الإصلاح اليمني 
  • ومن اخوان أمريكا: رضوان المصمودي من مركز دراسة الإسلام والديمقراطية 

ومن الأحزاب التونسية التي حضرت:

  • راشد الغنوشي والصحبي عتيق ممثلاً لمجلس الإلتفاف على الثورة المسمى المجلس التأسيسي، من "حزب حركة النهضة" 
  • فؤاد بن صالح من مؤسسي "حزب جبهة الإصلاح" السلفي ( وتفهموا لم انشيء هذا الحزب!)
  • لبنى الجريبي عضو مجلس الإلتفاف على الثورة المسمى المجلس التأسيسي عن "التكتل" 
  • نائلة شرشور حشيشة من مؤسسي حزب "آفاق تونس"

البرنامج وقائمة المدعووين للمحاضرة، للنقاش أو الورشات

صور من دهاليز المخابرات 

صفحة منتدى أمريكا والعالم الإسلامي على موقع بروكنغز 

 

 

 


الإخوان والليبراليين صاروا أغلبية في البرلمان لا تريد الشريعة – علي عبد العال

12 مارس 2012

 "من المتفق عليه دولة مدنية بهوية واضØØ© وديمقراطية"

قال إنهم خانوا الأمانة برفضهم النص على أحكام الشريعة بالدستور

الشيخ أحمد فريد: الإخوان والليبراليين صاروا أغلبية في البرلمان لا تريد الشريعة

علي عبدالعال

 

وجه الشيخ أحمد فريد ـ أحد أبرز شيوخ (الدعوة السلفية) بالإسكندرية ـ انتقادات حادة لأداء جماعة (الإخوان المسلمين) ونوابها داخل مجلس الشعب فيما يتعلق بالموقف من قضية الشريعة الإسلامية في مصر، والنص عليها صراحة في الدستور الجديد، والمطالبة بتطبيق أحكامها.

وخلال لقاء ببرنامج (عقيدتنا) على قناة (الخليجية) الإسلامية علق الشيخ فريد على تصريحات أدلى بها الدكتور عصام العريان ـ نائب رئيس حزب (الحرية والعدالة) ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ـ لبعض الصحف، قال فيها: أنه "من المتفق عليه دولة مدنية بهوية واضحة وديمقراطية"، في مصر.

لكن رد عليه عضو مجلس إدارة "الدعوة السلفية"، قائلا : "اتفقت مع من على هذا ؟ هل اتفقت مع السلفيين أم أن السلفيين ليسوا في حسابك؟، هل اتفقت مع العلمانيين والليبراليين؟ فإن كان الأمر كذلك أفصح". موضحا أن الدولة المدنية ليست لها هوية، وليست لها ثوابت، وليس لها دين، لأن الدولة المدنية هي التي تجمع بين ثلاثة أمور (الليبرالية والعلمانية والرأسمالية) وكل واحدة منهم أشبه بطامة.

كما أشار إلى أنه كان بالفعل في السابق (قبل الانتخابات البرلمانية) ما يشبه الاتفاق بين الإخوان وحزب (الوفد) على الدولة المدنية لكن حينما نادى حزب (النور) و(الدعوة السلفية) بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية تنازل الإخوان عن كلمة "مدنية" وقالوا نريد تطبيق الشريعة.

لكن تساءل الشيخ إن كان هذا الكلام فقط للانتخابات، وهل كانت هذه فقط "مناورة من الإخوان من أجل كسب أصوات الناس"، معلقا بأن اختيار الناس حزبي (الحرية والعدالة) و(النور) ليس من أجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية، وإنما من أجل إقامة شرع الله ـ عز وجل ـ لأن الناس أرادوا الإسلام.

وخلال نقده رجوع عصام العريان وتصريحه بأن الدولة مدنية، انتقد الدكتور أحمد فريد كذلك إصرار كتلة الإخوان وأغلبيتهم في مجلس الشعب على أن النص الذي سيتضمنه الدستور الجديد هو أن "مباديء الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع"، وليست أحكام الشريعة أو الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي، مشيرا إلى أن المباديء تعني المساواة والعدل والأشياء التي تتفق عليها كل الرسالات لكنها ليست الأحكام الإسلامية الصريحة.

وخاطب الشيخ فريد الإخوان المسلمين بالقول: "أنكم إذا أردتم ذلك فإنكم لم تنصروا الشريعة"، بل أنتم بذلك خنتم الأمانة، ولم تنصروا دين الله ـ عز وجل ـ بالإضافة إلى أنكم بذلك دلستم على الأمة والناس الذين اختاروكم من أجل الشريعة، في حين أنكم الآن تريدون أن تحولوا بينها وبين الشريعة.

وتابع: كنا نقول أن الإخوان والسلفيين سوف يكونون أغلبية في مجلس الشعب بحيث ينصرون الشريعة ويطبقونها، لكن ما حدث في الواقع ليس كذلك، الذي حدث أن الإخوان مع العلمانيين والليبراليين صاروا أغلبية في مجلس الشعب وهم الآن ضد الشريعة أو ضد نص عليها في الدستور.

كما هاجم الدكتور أحمد فريد القيادي الإخواني الدكتور سعد الكتاتني ـ رئيس مجلس الشعب ـ بسبب مواقفه من النواب السلفيين، قائلا: إخواننا في مجلس الشعب (يقصد النواب السلفيين) يشتكون مر الشكوى.. أحد الإخوة يقول: "أنا بتنطط على الكرسي عشان يأذن لي أتكلم فلا يسمح لي الدكتور الكتاتني"، وبعضهم يقول أننا مضطهدون في مجلس الشعب. وأوضح الشيخ : هم فعلا صاروا أقلية بالنسبة لكتلة الإخوان مع العلمانيين والليبراليين.

وأضاف: أنا أذكر الكتاتني بالله عزوجل، مشيرا إلى أنه سبق ونصح الكتاتني في أعقاب مشكلته مع النائب ممدوح إسماعيل بسبب واقعة الآذان داخل البرلمان، يقول: قلت له أنسى إن أنت تبع (الحرية والعدالة).. أنت صرت الآن رئيس مجلس الشعب، أنت تمثل الشعب كله، ولا يصح أن تعطي الكلمة لنائب الإخوان متى أرادها، وتمنعها عن النائب السلفي، وترد عليه أسوأ رد كما رددت على ممدوح إسماعيل وعلى أخونا محمد الكردي (صاحب قضية تدريس اللغات الأجنبية).

وتابع: أسمع كلامه حتى لو كان كلامه مخالف، هو من حقه أن يتكلم لأنه يمثل جزء من الشعب.. أخوانا الكردي رجل تربوي وكان يتكلم كلام مدون في نظريات تربوية موجودة، فكونك تقطع عليه، وتقول له أسكت، وتعامله بهذه الطريقة.. لا يجوز لك ذلك، ونحن لا نسمح لك بذلك.. أنت تتصدر هذا المكان الذي يمثل كل الشعب، وأكثر الشعب مسلم، والشعب أختارك من أجل الإسلام.

وفي شأن موقف الإخوان من تأييد مرشح إسلامي لرئاسة مصر، قال الشيخ أحمد فريد: ينبغي على الإخوان أن يراجعوا أنفسهم، حتى لا يتكرر في مصر ما حدث في تونس حينما أعطوا الرئاسة لشخص يساري، وأصبح الآن حائلا بين الشريعة أن تكون في الدستور. معبرا عن اعتقاده بأنه لم ير أي تغيير في مصر ولا في تونس بعد هذه الثورات التي ظننا أنه سوف يكون فيها إعلاء لشريعة الله.

وتابع الشيخ: الإخوان صموا آذننا بشعار: "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والإسلام ديننا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا". وقال: نحن لا نريد لهم إذا وصلوا إلى الحكم أن ينسوا هذا الكلام، كأن الوصول هو الغاية، الوصول إلى الحكم ليس غاية، قال الله تعالى: "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر"، متسائلا: أي إقامة صلاة وهو (الكتاتني) اعترض عليه (يقصد ممدوح إسماعيل) وهو يؤذن، لا يريده حتى أن يكمل الآذان.. أين الرسول قدوتنا من موقفهم من وزارة الداخلية التي منعت الضباط من إعفاء لحاهم والتزام السنة، مشيرا إلى موقف النائب محمد البلتاجي ووصفه اللحية بأنها "مسائل فرعية".

وفي نهاية حديثه حرص الداعية السلفي على أن يؤكد أنه لا يقصد من كلامه تجريح الإخوان، ولا يريد لأحد أن يتحامل عليهم، مراعيا لهم تاريخهم وجهودهم في الدعوة إلى الله.

 

علمانية الغنوشي يشظيها إلى جزئية وإجرائية امعاناً في خلع الأبواب وتسلق الأسوار الفكرية على الأمة – بقلم خالد زروان

3 مارس 2012

  تلبيس

علمانية الغنوشي يشظيها إلى جزئية وإجرائية امعاناً في خلع الأبواب وتسلق الأسوار الفكرية على الأمة
بقلم خالد زروان 
 
 
 
من مقر مركز دراسة الإسلام والديمقراطية الأمريكي في تونس وفي إشارة إلى إمتداد المشروع الأمريكي الذي ابتدأ منذ سنة 1997 وبمشاركة الغنوشي والقرضاوي واسبوزيتو ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي وثلة آخرين من نخبة -تقرأ "نكبة"- المنطقة والذي يهدف إلى إصلاح الحضارة الغربية وتمييع الإسلام فيها (3)، يعلق الغنوشي أنه لا تعارض بين الإسلام والعلمانية، في ظرف يتم التداول في مجلس الإلتفاف على الثورة حول موقع الإسلام فيه، وما دام العلمانية أصبح مفهوماً مفضوحاً ومنكسراً في أذهان الشباب الواعي على دينه والذي يتوق إلى تطبيق الإسلام، فإن الغنوشي يعمد إلى تشظية المصطلح إلى جزئية وإجرائية من أجل تمريره … من أجل أن يتيسر عليهم إبلاعكم الحربوشة.
 
وحتى يكون واضحاً للجميع، فإن:
 
1- العلمانية الجزئية هي الجانب الفكري: فيقول الغنوشي بأن كل ما يخص الحكم والقضاء الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدولة، قد كان إجتهاداً منه وكان من الدنيا وليس من الدين. وبالتالي يخلعون الباب فكرياً من أجل إدخال للعلمانية كاجتهاد إنساني وللديمقراطية كآلية.
 
2- العلمانية الإجرائية هي الجانب العملي: بمعنى العملية أو التي يتردد في الإعلام ذكرها من طرف المتعلمنين الجدد: آلية. يعني من أجل الوضوح، هي: الطريقة. من أجل الوضوح كذلك، يعني أن الدولة تلتزم الحياد من الدين وتكون معاملاتها مبنية على غير فكر يسمونه "ديني" -اسوة بالمظرين الغربيين للدولة المدنية العلمانية- ويقصدون به الإسلام. بمعنى أن لا تبني الدولة سياساتها على أساس الإسلام وإنما على أساس يعتبرونه  "حيادي" بين الأديان. بمعنى أكثر وضوح: الدولة لا تلتزم الحكام الشرعية ولا تلتزم نظم  الإسلام… وإنما هي إجتهادات يمكن أن نأخذاها حتى من انجلز وماركس ولينين ورور وهيغل كما يقول القرضاوي … (0)!
 
ولفهم مدخل الغنوشي للعلمانية الجزئية هذا رابط (1) فيه مقال له " الإسلام والعلمانية- الشيخ راشد الغنوشي -" صدر في موقع "اخوان ويكي" وفيه توضيح للمدخل -وشدوا رواحكم أن لا يغمى عليكم من ضحالة ما تكتشفون، وشخصياً لا يساورني شك  في دسه المتعمد للفكرة لأنني لا أصدق أن الغنوشي لم يكن يعلم ما يقول.
 
مدخل منظر "العلمانية الجزئية"، راشد الغنوشي، في التوطئة للعلمانية:
"ثانيا: العلمانية بصفتها بحثا حرا عن الحقيقة لا قيود فيه على العقل ولا على التجربة والاستقصاء غير ما يفرضه العقل على نفسه من قيود منهجية، ومن احترام لإنسانية الإنسان، العلمانية هذه بصفتها حرية مطلقة للعقل في البحث والنظر والتجربة لا يعترضها من مصادر الإسلام معترض.
القرآن كله دعوة للنظر في كل شيء في الكون والحياة والإنسان، باعتبار ذلك تجليا لعظمة الخلاق والسبيل إلى معرفته وعبادته "زيادة العلم بالصنعة يزيد علما بالصانع" كما ذكر الحكيم ابن رشد." (1)  إنتهى
 
راشد الغنوشي، يصور للناس في مقاله أن "العلمانية" -برفع العين-، مصدرها "العلم" -بكسر العين… ليستنتج منه بعد ذلك، فصل ألدين عن الدولة والحياة، أي المعنى الحقيقي للعلمانية برفع العين!
 
حقيقة، ذكرني هذا بتوصيات المراكز الغربية للحرب الفكرية على الإسلام التي أوصت بإلباس نظرية التطور الإلحادية في النشوء والإرتقاء لداروين مسوح العلم وبأنها ضرورية من أجل ولوج باب أي علم تجريبي … وبدافع حب المسلمين للعلم والعلماء يصلون مع الوقت إلى تبني نظرية داروين وضرب الإيمان بالله وضرب عقيدة المسلمين … وقد كتبنا فيها مقالاً موجوداً على الانترنات بعنوان "محاربة الإسلام من خلال نظرية التطور" (2).
 
نحن ندرك والكثير يدركون -وسؤالي هل الغنوشي يجهل؟-، أن "العلمانية" هي برفع "العين" لغة، تعني الدنوية أو الدهرية أي فصل الدنيوي عن الأخروي، وإصطلاحاً، هي فصل الدولة والحياة الغربية عن الكنيسة والدين المسيحي. فهل الغنوشي، يجهل هذا وبذلك يكون كأبي رغال في استباحة قومه وحمقه وخلعه الباب على المسلمين من أجل إقحام مفاهيم تحارب الإسلام في صميمه من حيث هو عقيدة ونظام حياة كامل متكامل وشامل لكل شؤون الحياة والدولة والمجتمع؟ أم أنه يعلم ذلك ولكنه يلبس على الناس دينهم، ويكون خائناً للدين وللأمة؟! وأرجح الثانية وهذا المقال يوضح المشروع الذي يعمل لإنجاحه الغنوشي بالوكالة عن الأمريكان -وأنصحكم بالتأني في قراءته وفي مراجعة مراجعه بالخصوص وبصفة أخص بالتعمق في البحث أكثر لإكتشاف مسار الإلتفاف على الثورة بهذه الثورة المضادة التي تستوزر الدين من أجل افراغه من محتواه والإلقاء ببلادنا الإسلامية وعبادها وثرواتها وثوراتها إلى العدو (3)!
 
أما العلمانية الإجرائية، فلا أدل على باطلها ومناقضتها للإسلام من كونها تنكر النظم الإسلامية جملة وتفصيلاً وتدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم مارس رئاسة الدولة باجتهادات دنيوية وليس بوحي من الله وبأن الحكم والقضاء والإقتصاد وغيرها مما له إتصال بالدولة ليست من الدين، وتجعل بذلك الدولة منفذة لنظم وشرائع الكفر بإعتبارها اجتهادات إنسانية و بدعوى "حيادية" الدولة!
 
"إن الحكم إلا لله" -آية- "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" -آية-.
 
خالد زروان 
 
مقالات ذات علاقة:
(0) "وسطية" القرضاوي التي أودتة المهالك! خالد زروان 
http://almostanear.maktoobblog.com/1133/%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D8%AF%D8%AA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%83-%D8%A8%D9%82/
 
(1) “العلمانية الجزئية” أو تلبيس راشد الغنوشي -خالد زروان-
http://almostanear.maktoobblog.com/815/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%88-%D8%AA%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B3-%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%86/ 
 
(2) محاربة الإسلام من خلال نظرية التطور -خالد زروان-
http://almostanear.maktoobblog.com/344/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1/
 
(3) الثورة المضادة: ثورة أمريكية شاملة وحرب ناعمة على الإسلام بأموال وأبناء المسلمين! -بقلم خالد زروان-
http://almostanear.maktoobblog.com/1025/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%AD%D8%B1/