يتواصل مسلسل إستحمار المشاهد على قناة الجزيرة الأميريّة العميلة والذي يقوم ببطولته العديد من المقّدّمين المُستَحمَرين وأبرزهم المخادع فيصل القاسم الذي أسقط قناع الحياء من على وجهه وأوغل في إستحمار المسلمين والمتاجرة بقضاياهم وخدمة أنظمة الذلّ والنّذالة.
وهذا كلّه يظهر من خلال إختياره لمواضيع حلقات برنامجه الأزمة والإختيار الدّقيق لضيفيه حرصا على الإتّجاه الذي يريد أن يأخذ إليه النّقاش وحرصا على نتيجة النّقاش والأثر الذي يريد طبعه في أذهان المتابعين لحلقات برنامجه.
الموضوع يتعلّق بأوضاع السّجون في المنطقة العربيّة وهو موضوع على أشدّ ما يكون من الأهمّيّة نظرا لما يتعرّض له المسلمون في هذه المنطقة من قمع فاحش وتسلّط وحكم جبري وخاصّة الدّعاة منهم والمجاهدون وسجناء الرّأي وخصوصا من ذوي الميول الإسلاميّة. وخبثُ فيصل القاسم يتجلّى في إختياره لضيفيه ومنه يُدرك في أيّ إتّجاه معاكس يختطف النّقاش وإلى أيّ وجهة.
الضّيف الأوّل: اللواء «مجدى البسيونى» مساعد وزير الداخلية المصري السابق وهو خبير في شؤون الإعتقال والإختطاف والتّعذيب والقتل، مجرم من الصّنف الأوّل، من الذين يحادّون الله ورسوله ويقتلون ويدعون لقتل من قال ربّيَ الله. ومهمّته الدّفاع عن سمعته في المقام الأوّل ذلك لأنّ الموضوع يتعلّق بعمله السابق مباشرة.
الضّيف الثاني: محمد عبد المجيد: تائه مظلوم، مشرّد مغمور في بلاد الغرب ـ النّرويج ـ من سوء حظّه أن كان له مدوّنة على الأنترنات أسماها “طائر الشّمال” فكان صيدا ثمينا للسّمسار فيصل القاسم في معرض بحثه عن مُنَاظِرٍ صوريّ لضيفه المرموق المْعلّم البسيوني خدمة لهدف الحلقة ألا وهو تلميع صورة السّجون في المنطقة العربيّة بعد كلّ فضائح الخدمات الإستشاريّة المجّانيّة التي قدّمها خبراء التّعذيب المصريّين والمغاربة والسّوريّين والأردنّيّين وغيرهم للإستخبارات الأمريكيّة والبنتاغون في طُرُق التّحقيق “المُجدية” مع المجاهدين والدّعاة من أجل إنتزاع الإعترافات منهم تحت التّعذيب الوحشي وبعد كلّ ما قام ويقوم به الشّرطة والإستخبارات من خطف وقتل أو خطف وتعذيب لأيّ مسلمٍ يجرؤ على قول كلمة حقّ أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو لمجرّد أن يتخلّق أو يتصرّف خُلُق أو تصرّف الرّجال … المناظر المثالي هو مهاجر قد هجر وطنه ولُغته وتعوّد على “الكورتوازي” في بلاد تحترم مواطنيها وأظنّه لم ير من قبلُ حلبة صراع الثّيران للتّورّيرو فيصل القاسم فكان مبهورا بمحاوره الذي لم يتوانى في رمقه بنظرات ترمي بشرر كالقصر فإخترقت فؤاده وأبكمته فكان مبهوتا مشلول اللّسان والعقل وكأنّه قد أصابته دعوة شرّ !
فكان ما خطّط له المخادع فيصل القاسم وصار النّقاش إلى دعوة ضدّ “أعداء الوطن” الذين يشوّهون صورة الوطن بإفتعال القضايا وتصنيف المسجونين إلى ثلاثة أصناف: أصحاب جنحات مخطئين و بريئين ولكنّهم يريدون تمضية فترات سجنهم متتبّعين لظلّ الحائط وهناك مجرمون محترفون وخطيرون يسعون جاهدين بدون إنقطاع إلى تشويه صورة “الوطن” وهم سجناء الرّأي والمجاهدون والدّعاة … بل قد حصل فيصل القاسم في سبق صحفي على إعتراف المْعلّم بسيوني أنّ السّجون فعلا مكتظّة وهي غير كافية وكان لبرنامج الإتّجاه المعاكس دنسُ نقل بشرى المْعلّم بسيوني للمسلمين في مصر بالمشاريع العديدة لإنشاء سجون جديدة في كبريات مدن مصر فهنيئا لشعب مصر وللمسلمين بهذا الكسب والذي يدلّ على وعي نظام طاغوت مصر على حاجة المواطن للتّمتّع بحقّه في سجنٍ وخاصّة مع إرتفاع الأسعار وإطلالة مواسم المجاعة.
ومنتهى خسّة ونذالة فيصل القاسم كانت حين إعلانه إنتهاء الحلقة وتَهلُّلِ أساريرِ وجه المْعلّم بسيوني المُظلم ثمّ تعذّره للمساجين برميه لضيفه الدّمية ـ والذي إختاره بعنايةـ بالتّقصير في الدّفاع عنهم ليمسح فيه يديه كالمنديل ويظهر للمشاهد وكأنّه قد تفاجأ فيه مثلهم.
ولكن يا لخيبة المسعى!
فالمسلمون فردا فردا قد إكتووا بنار حكم جبريّ وذاقوا ويذوقوا الأمرّين منه ولن يغيّر نظراتهم عنه ألفٌ من الجزيرة العميلة وصحفيّيها الذين مردوا على النّفاق. فمن لم يسمع بفضائح وفضائع التّحقيق لصالح السي آي إي؟ ومن لم ير على يوتيوب مواطنين قد أنتُزعت إنسانيّتهم وأغتصبوا وعذّبوا وقُتِّلوا؟ من لم ير من قبلُ فليَقُم بعمليّة بحث بسيطة على يوتيوب حول كلمة “تعذيب”.
وهذه مستجدّات مثال أحد حالات التّعذيب والقتل ولا نشكّ في إصطناع محاكمة المحقّقين المجرمين لإمتصاص غضب وحنق النّاس:
تنظر محكمة جنايات القاهرة يوم 11 مايو المقبل فى القضية المتهم فيها 3 ضباط وأمين شرطة بتعذيب محتجز داخل قسم شرطة شبرا حتي الموت عام 2002، هم العقيد فرج غريب محمود مفتش فرقة غرب القاهرة والمقدم خالد موسى وكيل مباحث فرقة غرب القاهرة, والرائد عبد العزيز محمد الصيرفى بمديرية امن اسيوط، وامين الشرطة انور سعد داوود من مباحث قسم شبرا.
وتعود وقائع القضية الى يوم 2 يوليو 2002 اثناء احتجاز المجنى عليه فى حجز قسم شبرا على ذمة ترحيله الى السجن، لتنفي عقوبة الحبس عام لاتهامه فى قضية سلاح بدون ترخيص، وفى يوم الحادث اثار حمدان هياجا بالحجز، وسب مأمور القسم، وبعدها تم تقييده وتعليقه والتعدى عليه بالضرب المبرح وصعقه بالكهرباء، مما ادى الى وفاته.
ويفسر مرور اكثر من 5 سنوات على وقوع الحادث، انتماء رجال الشرطة المتهمين الى اكثر من جهة عمل!
ومن المنتظر ان تستمتع المحكمة خلال الجلسة المقبلة الى اقوال كبير الأطباء الشرعيين والطبيبة المختصة بتشريح جثة المجنى عليه.
وعقدت اخر جلسات هذه القضية يةم 17 ابريل الجارى، وفوجئ الحضور بأن المتهمين جالسون خارج قفص الاتهام، واعترض الضباط المتهمون علي وجود الصحفيين وكاميرات التليفزيون داخل القاعة، إلا أن محمد عبدالوهاب، محامي الضحية، أكد أن المحكمة علنية وحق للجميع، وسمح رئيس المحكمة بحضور الصحفيين.التّعذيب في مصر 2008/04/19 – 16:08
اللّهمّ فرّج كُربتنا وأزح عنّا همّ هؤلاء الرّويبضات وأبدلناهم خليفة مسلما يحكم بكتابك ويهتدي بسنّة رسولك صلّى الله عليه وسلّم ويخافك فينا ونحبّه ويحبّنا.