عضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة وثورة بلاد الشام خالد زروان

4 جانفي 2013

 

 

 عضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة وثورة بلاد الشام 

خالد زروان 


 

في تصريح على قناة الجزيرة، لعضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة حول ثورة بلاد الشام والمخاطر المحدقة بها، يطلق عِرِّيفُ مقدمي قناة الجزيرة كلاماً متخبطاً مشحوناً متفرقاً متأففاً … نعم فهو عند الجزيرة "المفكر" "العربي" "العظيم"، وهو للعلم من حرصه على هذا اللقب وخاصة "العربي" صار يقيم مآتم في قناة الجزيرة إن ذكر أحد تلامذته من مقدمي قناة الجزيرة على الهواء لقبه الأصلي "عضو الكنيست الإسرائيلي"… فهو في مهمة لا يتماشى معها هذا اللقب …!


التقطنا الفكرة إذاً ورتبنا الكلمات المبعثرة ليخرج لنا هذا التصريح الذي يعبر بلغة سليمة عن روح الفكرة التي يريد عضو الكنيست الإسرائيلي تبليغها عبر قناة الجزيرة، أمام مقدمة مشدوهة من إحدى تلميذاته:


{المجموعات الجهادية في سوريا (التي ينسبها إلى القاعدة)، نقية لا يحسب عليها الجرائم الجنائية (حسب شهادات الأهالي) وأفرادها بواسل في القتال …ولكنها مخيفة فعلاً (وليس فقط لأن الغرب يخوفنا منها) ويجب التصدي لها لأنها تريد إقامة الدين في بلاد الشام، وهي غير ديمقراطية وغير واعية وغير مثقفة وغير عارفة بأهداف الثورة…} 


ما نستخلصه من تصريح بشارة الإجرامي فعلاً في حق الثورة من خلال نعت أهلها بالإرهاب، بل والتخويف منهم، بل والتحريض على التصدي لهم،  هو التالي: 


1- من يريدون إقامة دولة الإسلام (جرم عظيم عند بشارة) هم نظيفون انقياء لا يسرقون ولا يرتكبون الجرائم وبواسل في الحرب… ولكنهم مخيفون فعلاً، ونتسائل ونسأل بشارة: مما الخوف وهم تتوفر فيهم كل هذه الخصال؟ طبعاً سؤالنا استنكاري لأن بشارة قد أجاب عليه، فهو يراهم مخيفون لأنهم "يريدون إقامة الدين"، فقط، لأنهم يريدون إقامة دولة الإسلام! ومن يريد ذلك يصبح بالنسبة لعضو برلمان العدو المفرمت على الحضارة الغربية: مخيف! طبعاً مخيف يا بشارة! مخيف لأعداء الله وليهود الغاصبين وللاعقي أحذيتهم … فقيام دولة الإسلام نهايتهم!

2- في المقابل نفهم من مفهوم المخالفة لما صرح به بشارة وهو أن المنادين بالديمقراطية (وهم شبه منعدمين في ثورة الشام الإسلامية) أي كفر "إن الحكم إلا للشعب" التي تعقب على حكم الله الذي يقول "إن الحكم إلا لله" "والله يحكم لا معقب لحكمه") أي المحاربين ضد إقامة دولة الإسلام، فهم بالنسبة لبشارة متحضرون، واعون، مسالمون (كبشار مثلاً)، عارفون بأهداف الثورة،… ولكنهم سراق مجرمون يرتكبون الجرائم الجنائية وجبناء … وهذا صحيح تماماً والدليل قائم في بشار مثلاً وفي نزلاء الفنادق تجار الدماء الذين ينتسبون إلى الثورة إنتهازية ووصولية وتآمراً في ائتلاف مع الأعداء…! فهم مجرمون (بشار مثلاً)، وهم سراق وجبناء (بشار مثلاً ولكن بالخصوص نزلاء الفنادق الذين ينتظرون أن تضع الثورة أوزارها ليقفزوا عليها …) 


صدقت يا عزمي في كل شيء، حتى في تخوفك الذي نفهم منه أنك تضع نفسك في خندق أعداء دولة الإسلام وبالتالي نتفهمه ولكنك كذبت في أمرين:

1- وصفك للثورة بأنها ديمقراطية، وهذا كذب صارخ بل بهتان لها، إذ إنها لم تخل ساحة ولا مظاهرة من المناداة بالإسلام والخلافة، ولم تظهر ولو مظاهرة واحدة تنادي بالديمقراطية أو بالعلمانية، بل إن المظاهرات تلعنهما وتنادي بالخلافة بإستمرار، وبدون توقف !

2- تخويفك من الإسلام ودولته، فالإسلام عدل ورحمة على كل البشرية بمختلف دياناتها وأفرادها … إلا من أبى، ومن يأبى غير الذين يناصبون الإسلام ودولته العداء؟!ومن أبى فله العصا، من بشار إلى انثاه بشارة مروراً بأعداء البشرية والحضارة!


وبعد أن كشفنا روح فكرتك فخنقت الفضاء نتانة سريرتك … نبشرك ونحملك بشارة لأولياء أمرك من بني يهود أن اولياءنا هم بالضبط الذين بارزتهم بالعداء ونأيت عنهم وصديت لطهارتهم ونقاوتهم { وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وحتماً لن يكونوا غيرهم، وكل هذا إستجابة للحق سبحانه وتعالي: { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ} وقوله { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً}.


للبيب يفهم./


خالد زروان 

 


تفجير الوضع في الأردن مدبر بين النظام والخوان المجرمون – خالد زروان

14 نوفمبر 2012

  

 

 

 

تقصد تحذير جماعة العمل الإسلامي من طرف رئيس الحكومة عبد الله النسور من القيام بأعمال تجييش في الوقت الذي يعلن فيه عن الترفيع الخيالي في الأسعار انما هو في الحقيقة إشارة تضليلية لعدو وهمي للحكومة تفضي إلى نتيجة إعتقاد عوام الناس في ذلك يفضي إلى قيادة هذه الجماعة لتحرك شعبي أكيد بالنسبة لرئيس الحكومة عند إعلانه قرار ترفيع الأسعار. وهو فعلاً ما سارعت إليه هذه الجماعة بتبنيها للتحركات وتنظيمها لتحرك يوم الإربعاء … وهذا من قبيل خلق المشكل مع تهيئة عوامل وإطار التحكم فيه… وذلك من خلال جماعة  الإخوان الأردنية. ونرى أن العمل بين الحكومة وجماعة العمل الإسلامي كان مدروساً بعناية وله بعد محلي أردني وإقليمي كبير كما في المقال التالي: 

 

تفجير الوضع في الأردن

الأردن: إنفجار أم تفجير مبرمج؟

خالد زروان 

 

في توقيت خطر يقوم الخونة بالتسول على أبواب الغرب تمويلات بإسم الثورة السورية … في وقت إعترف الغرب بائتلاف علماني يقوده خائن ملتح من الخوان المجرمين، كونه على عينه في كل دقائقه ويسعى في تسليحه من أجل قتل الثوار المخلصين المنادين بالإسلام وبالخلافة الإسلامية، وإعادة فرض العلمانية بالحديد والنار … في هذا التوقيت المفصلي، تقوم الحكومة الأردنية بالترفيع في الأسعار بنسبة الخمس!!!! إرتفاع خيالي، لا يمكن أن يكون قد غفلت عن عواقبه حكومة الخيانة الأردنية … وهو ما يجعلنا نستشعر برمجة لتفجير متحكم فيه لغايات منها:

1- تغطية على المؤامرة الخطيرة التي تحاك على الثورة السورية من خلال تمويل وتسليح الديمقراطيين العلمانيين من أجل تقتيل الشعب السوري الثائر وإرغامه على القبول بالحل الأمريكي، 

2- تغطية على التدخل العسكري من الحدود الأردنية لتقتيل اهلنا الثائرين في سورية والمعلومات تشير إلى وجود قوات فرنسية وأمريكية وبريطانية في الأردن منذ شهور تقوم بالاستعلام … ولكن اليوم يبدو أن التدخل العسكري الغربي المقنع بلثام الخوان المجرمين قد أصبح وشيكاً !

3- تفريجاً عن إحتقان كبير لدى أهل الشام في الأردن، أي أنها حركة 20 فبراير المغربية، على الطريقة الأردنية!

4- وقاية من تسونامي سقوط وشيك لبشار يأتي على نظام الشريف حسين الخائن في الأردن … خصوصاً وأن من الشعارات "الشعب يريد إصلاح النظام!" و "الشعب يريد إسقاط الحكومة"؟!

يكفي لتحقيق كل النقاط أعلى أن يتفق الخوان المجرمون في الأردن مع النظام والحكومة … لرفع أسعار المحروقات إرتفاعاً خيالياً … ويكون رداً يقوده ويتحكم فيه الخوان المجرمون في سبيل تمرير المشروع الأمريكي بقيادة الخائن معاذ الخطيب في سورية !

الشعارات تراوحت ما بين "حرية من عند الله * غصباً عنك عبد الله" و-"الشعب يريد إسقاط النظام" و "يسقط يسقط حكم الأزعر" من جهة و-"الشعب يريد إسقاط الحكومة" و-"الشعب يريد إصلاح النظام" وهي شعارات اخوانية معروفة … وقد عبروا من قبل ومجدداً عن ولائهم لنظام الخائن الشريف حسين!

المعلوم أن نظام الشريف حسين الخائن في الأردن مع نظام المملكة المغربية منضويين تحت حلف امارات الخليج الذي تدعم بإيعاز من الدول الغربية وخصوصاً الأمريكان والإنجليز … وتم ادخال النظامين الملكيين في درع الجزيرة اثر إنطلاق الثورة في تونس. والمعلوم كذلك أنه ومواكبة للثورة المصرية وفي 20 فبراير انطلقت حركة متحكم فيها في المغرب قادها كذلك الخوان المجرمون طالبت بالإصلاح، فوصل زعيم الخوان إلى الوزارة الأولى ليدعم ركائز حكم "أمير المؤمنين" الماسوني محمد السادس.

الجواب عن مدى إخلاص هذا التحرك هو في الساحات. معرفة تحديداً من يقود هذا التحرك… ولأي غاية… ولكن للوهلة الأولى كل الدلائل تشير إلى قيادة الخوان المجرمين لهذا التحرك!

رسالة للمخلصين وللشباب الأردني بصفة عامة:

للخوان المجرمين أجندة أمريكية في كامل المنطقة. فالحذر، كل الحذر من تحكم قياداتهم في تحرككم الذي هدفه إن تحكموا فيه هو تدجينكم وإستحماركم لتجديد الدماء في عروق نظام الشريف حسين الخائن وفي نفس الوقت تصفية الغرب للثورة السورية المخلصة لله. 

المطلوب من المخلصين في أردن الشام المبارك كسر فرامل تحكم الإخوان في التحرك والتوجه به إلى الله والإلتحام بالثورة السورية المخلصة لله …

المطلوب من الأهل في سوريا ألا يتشتت انتباههم فالمقصلة يمسك بحبلها الخائن معاذ الخطيب وائتلافه الأمريكي وهو يتأهب لقطع أعناق المخلصين وتجديد النظام العلماني في سوريا!

وسحقاً لكل أنظمة الطواغيت العلمانية الخيانية … وكل بديل غير الخلافة الإسلامية هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.

 

خالد زروان


أيها الثوار: ثورتنا ليست للبيع – خالد زروان

29 أكتوبر 2012

ثورتنا ليست للبيع 

 

أيها الثوار: ثورتنا ليست للبيع 
2012/10/25
خالد زروان 

تقارير إعلامية وميدانية تشير إلى توزيع رواتب على الثوار عن طريق ممثلي المجالس العسكرية التي تم انشاؤها مؤخراً …!!!

أول سؤال يجب أن يتم سؤاله لموزع المال: من أين لكم هذا؟
والمتأمل في تكوين المجالس العسكرية الأخيرة -دون إتهام لأشخاص، لأن واجهة الإتصال بهم قد تكون خادعة لهم- أنه يتم على أعين أنظمة المنطقة وتخصيصاً أنظمة الخليج … ونعلم من وراءهم (المخابرات الأجنبية. فهم لا يرفعون إصبعاً دون إذنهم). والإجابة تلقائية، أن هذا المال إما أنه من أنظمة الخليج أو من المال الأمريكي المرصود لغرض حرف الثورة عن اسلاميتها والتوجه بها إلى الديمقراطية والأمركة!

ثاني سؤال: مقابل ماذا؟
والإجابة ظاهرياً معلومة وهي أن هذا المال المحصور توزيعه في المجالس العسكرية فحسب مقابل فقط تسجيل إسم الثائر… ولكن ما خفي من اهدافه هو المستهدف، ومنها:
– كسب ولاء الثوار لهذه المجالس العسكرية: وهذا الهدف، إن تم، فهو من أخطر الأهداف فهو تقعيد لسلطة المال … وهو دليل أن المجالس العسكرية أصلاً قد تم شراؤها … أي أنه بالمال يمكن اشتراء الثورة ومبادئها التي قامت من أجلها ألا وهي هدم النظام العلماني المدني الذي يذبحنا الآن وتطبيق الإسلام كاملاً وذلك من خلال اشتراء الثوار وإغرائهم بحفنة من الدولارات يقبضونها كل شهر!

– تكوين قاعدة بيانات لتسهيل العمل المخابراتي لأنظمة المنطقة ومن ورائها من الأجهزة المخابراتية العالمية.

– استحداث دورات دمغجة فكرية سياسية بالنظام الديمقراطي والعمل المدني العلماني للمسجلين منهم.

– دعم المسجلين الموثوق من ولائهم ومن إفتتاتنهم بفكرة الديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية أو المدنية ذات مرجعية إسلامية … بالسلاح وكل أشكال الدعم.

– عزل من يسميهم الغرب المتطرفون وهم بكل بساطة السوريون الذين نادوا لأكثر من 12 شهراً في الساحات ولا زالوا ينادون بعودة الخلافة الإسلامية، وإضعافهم من أجل افشال تحقيق هدف الإحتكام بالإسلام الذي نادت به الثورة السورية.

إلى غير ذلك من الأهداف … فهذا المال السياسي القذر، هو أخطر إختراق للثورة السورية إلى حد اليوم !

ومن أخطر نتائج هذا المال السياسي أن ينتسب للثوار النطيحة والمتردية والمقوذة وما أكل السبع الذين يقاتلون فقط من أجل الدولار … يعني مرتزقة أو شبيحة … وإذا سال لعاب الثوار، فعلى الثورة السلام !!!
جاء في البخاري عن أبي موسى الأشعري:
{قال أعرابيٌّ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : الرجلُ يُقاتلُ للمغنمِ ، والرجلُ يقاتلُ ليُذْكَرَ ، ويُقاتِلُ ليُرَى مكانُهُ ، من في سبيلِ اللهِ ؟ فقال : من قاتلَ ، لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا ، فهوَ في سبيلِ اللهِ .}

ففيم قتالكم أيها الثوار؟
الثورة المبدئية لا تشترى … الثوريون المبدئيون لا يمكن اغراؤهم بمال، ولقد أظهرتم من الفطنة ما أظهرتم إلى حد الآن … فلا تؤتوا من بين جنباتكم…! الحذر الحذر!

أهل الشام قلتم "هي لله" و-"إن تنصروا الله ينصركم"… و"الشعب يريد خلافة إسلامية"… وهذا الهدف لزمته قيادة سياسية تحمل برنامجاً وبديلاً لتحقيقه… وليس قيادة عسكرية مغامرة في السياسة! 

الحل؟

– لا نمد يداً أبداً لمال سياسي قذر. الثورة قامت لتحقيق أهداف سياسية بالأساس … ومن يريد تحقيق أهداف سياسية لزمه التضحية من أجل تحقيقها. وهدم نظام الكفر العلماني المدني الذي يقتلنا وبناء دولة الإسلام العالمية مكانه … ما أرخص التضحيات في سبيله، فالشهادة نصر والنصر نصر {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ}
– العسكريون غير مؤهلين للقيادة السياسية، والذي يحصل من عدم النباهة لتبعات تتبعهم خطوات شياطين الخليج أكبر دليل. والحل يكمن في أن تكون للثوار قيادة سياسية من رحم الثورة مخلصة لله تعبر عن اهدافها وتحفظها … والمقصود ليس شخصاً بعينه وإنما حزب قد تكتل على أساس الإسلام … وهو موجود بينكم ويكافح النظام منذ عشرات السنين إنه حزب التحرير الذي لا مصالح شخصية له وإنما هدف الحزب العالمي هو إعادة الخلافة الإسلامية ولا يرتبط بأي نظام من هذه الأنظمة المتعفنة ولا بأي مصلحة معها وصراعه معها ومع النظام الرأسمالي هو صراع وجود! فكونوا أنصاراً للحق الذي يدعو له، تفلحوا في الدارين… وتأمنوا تآمر المتآمرين وخداع المستغفلين!

خالد زروان

 


أيها الثوار: ثورتنا ليست للبيع – خالد زروان

29 أكتوبر 2012

ثورتنا ليست للبيع 

 

أيها الثوار: ثورتنا ليست للبيع 
2012/10/25
خالد زروان 

تقارير إعلامية وميدانية تشير إلى توزيع رواتب على الثوار عن طريق ممثلي المجالس العسكرية التي تم انشاؤها مؤخراً …!!!

أول سؤال يجب أن يتم سؤاله لموزع المال: من أين لكم هذا؟
والمتأمل في تكوين المجالس العسكرية الأخيرة -دون إتهام لأشخاص، لأن واجهة الإتصال بهم قد تكون خادعة لهم- أنه يتم على أعين أنظمة المنطقة وتخصيصاً أنظمة الخليج … ونعلم من وراءهم (المخابرات الأجنبية. فهم لا يرفعون إصبعاً دون إذنهم). والإجابة تلقائية، أن هذا المال إما أنه من أنظمة الخليج أو من المال الأمريكي المرصود لغرض حرف الثورة عن اسلاميتها والتوجه بها إلى الديمقراطية والأمركة!

ثاني سؤال: مقابل ماذا؟
والإجابة ظاهرياً معلومة وهي أن هذا المال المحصور توزيعه في المجالس العسكرية فحسب مقابل فقط تسجيل إسم الثائر… ولكن ما خفي من اهدافه هو المستهدف، ومنها:
– كسب ولاء الثوار لهذه المجالس العسكرية: وهذا الهدف، إن تم، فهو من أخطر الأهداف فهو تقعيد لسلطة المال … وهو دليل أن المجالس العسكرية أصلاً قد تم شراؤها … أي أنه بالمال يمكن اشتراء الثورة ومبادئها التي قامت من أجلها ألا وهي هدم النظام العلماني المدني الذي يذبحنا الآن وتطبيق الإسلام كاملاً وذلك من خلال اشتراء الثوار وإغرائهم بحفنة من الدولارات يقبضونها كل شهر!

– تكوين قاعدة بيانات لتسهيل العمل المخابراتي لأنظمة المنطقة ومن ورائها من الأجهزة المخابراتية العالمية.

– استحداث دورات دمغجة فكرية سياسية بالنظام الديمقراطي والعمل المدني العلماني للمسجلين منهم.

– دعم المسجلين الموثوق من ولائهم ومن إفتتاتنهم بفكرة الديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية أو المدنية ذات مرجعية إسلامية … بالسلاح وكل أشكال الدعم.

– عزل من يسميهم الغرب المتطرفون وهم بكل بساطة السوريون الذين نادوا لأكثر من 12 شهراً في الساحات ولا زالوا ينادون بعودة الخلافة الإسلامية، وإضعافهم من أجل افشال تحقيق هدف الإحتكام بالإسلام الذي نادت به الثورة السورية.

إلى غير ذلك من الأهداف … فهذا المال السياسي القذر، هو أخطر إختراق للثورة السورية إلى حد اليوم !

ومن أخطر نتائج هذا المال السياسي أن ينتسب للثوار النطيحة والمتردية والمقوذة وما أكل السبع الذين يقاتلون فقط من أجل الدولار … يعني مرتزقة أو شبيحة … وإذا سال لعاب الثوار، فعلى الثورة السلام !!!
جاء في البخاري عن أبي موسى الأشعري:
{قال أعرابيٌّ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : الرجلُ يُقاتلُ للمغنمِ ، والرجلُ يقاتلُ ليُذْكَرَ ، ويُقاتِلُ ليُرَى مكانُهُ ، من في سبيلِ اللهِ ؟ فقال : من قاتلَ ، لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا ، فهوَ في سبيلِ اللهِ .}

ففيم قتالكم أيها الثوار؟
الثورة المبدئية لا تشترى … الثوريون المبدئيون لا يمكن اغراؤهم بمال، ولقد أظهرتم من الفطنة ما أظهرتم إلى حد الآن … فلا تؤتوا من بين جنباتكم…! الحذر الحذر!

أهل الشام قلتم "هي لله" و-"إن تنصروا الله ينصركم"… و"الشعب يريد خلافة إسلامية"… وهذا الهدف لزمته قيادة سياسية تحمل برنامجاً وبديلاً لتحقيقه… وليس قيادة عسكرية مغامرة في السياسة! 

الحل؟

– لا نمد يداً أبداً لمال سياسي قذر. الثورة قامت لتحقيق أهداف سياسية بالأساس … ومن يريد تحقيق أهداف سياسية لزمه التضحية من أجل تحقيقها. وهدم نظام الكفر العلماني المدني الذي يقتلنا وبناء دولة الإسلام العالمية مكانه … ما أرخص التضحيات في سبيله، فالشهادة نصر والنصر نصر {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ}
– العسكريون غير مؤهلين للقيادة السياسية، والذي يحصل من عدم النباهة لتبعات تتبعهم خطوات شياطين الخليج أكبر دليل. والحل يكمن في أن تكون للثوار قيادة سياسية من رحم الثورة مخلصة لله تعبر عن اهدافها وتحفظها … والمقصود ليس شخصاً بعينه وإنما حزب قد تكتل على أساس الإسلام … وهو موجود بينكم ويكافح النظام منذ عشرات السنين إنه حزب التحرير الذي لا مصالح شخصية له وإنما هدف الحزب العالمي هو إعادة الخلافة الإسلامية ولا يرتبط بأي نظام من هذه الأنظمة المتعفنة ولا بأي مصلحة معها وصراعه معها ومع النظام الرأسمالي هو صراع وجود! فكونوا أنصاراً للحق الذي يدعو له، تفلحوا في الدارين… وتأمنوا تآمر المتآمرين وخداع المستغفلين!

خالد زروان


الخلافة والمدنية صراع قديم بوجوه جديدة: راشد الغنوشي وخلافة علي عبد الرازق! بقلم خالد زروان

3 نوفمبر 2011

 

 

الخلافة والمدنية صراع قديم بوجوه جديدة!
راشد الغنوشي وخلافة علي عبد الرازق!
بقلم خالد زروان 
 
الأئمة
 
 
تتساءلون ربما عن مناسبة هذه الصورة وعن علاقتها بالعنوان والموضوع؟ 
 
قد يتصور الكثير من الشباب مشعلو الثورة أن الحديث عن العلمانية والدولة المدنية والحريات الرأسمالية والديمقراطية هو أمر مستجد مستحدث حتى انني وجدت في أكثر من منتدى وموقع كتابات ومواضيع تقدم كتب راشد الغنوشي التي تتحدث عن العلمانية الجزئية والحريات العامة على أنها فكر جديد ورؤية جديدة والحال أنه إن كان لنا بعض الإطلاع على التاريخ القريب نجد أن هذا الطرح لراشد الغنوشي لا يمثل سوى حلقة جديدة من نفس الصراع حول نفس الموضوع والذي يتواصل على مدى قرنين من الزمان والذي يفرضه الغرب وجنوده من أبناء الجلدة المضبوعين به، علينا حول النظام الذي يمكن أن يحتكم إليه المسلمون! وكأن المسلمين يكتشفهم الأروبيون منذ قرنين بلا نظام ولا دولة ولا حضارة -كما ادعوا ويدعوا أنهم اكتشفوا الهنود الحمر-. وقد مارس التغريبيون أشد أنواع التضليل وأشده شراسة ولعل أبرزه هو الذي يلتصق بمفاهيم الدين أو بمظهره ويتمسح به ليدعو لضديد ما يدعو له الإسلام ولنقيضه وعلى رأس اجنداتهم دائماً: فصل نظام الإسلام ودولة الخلافة عن الحياة تقليداً لفصل الكنيسة في الغرب عن تنظيم شؤون الناس. 
 
وقد عرف هذا الصراع أوجه من الناحية الفكرية بنشر علي عبد الرازق وهو شيخ متخرج من الأزهر وقاض في المحاكم الشرعية -حتى تروا مدى عمق الغشاوة وقيل الإستغشاء ونرجح الثانية لمثال واحد نورده في مقالنا- سنة 1925 عشية هدم دولة الخلافة، كتاباً ينكر فيه الأصل الشرعي لنظام الخلافة الإسلامية وقاسه على نظام الكنيسة واللاهوت في الغرب وإعتبر أن الدولة المدنية هي تطور تاريخي على النسق الأوروبي. وقد أحدث كتابه ربما أكبر ضجة حول كتاب في التاريخ القريب، لعظم ما أنكر كاتبه. ودار صراع فكري كبير كان فيه الإمام الأكبر محمد الخضر حسين مكان القطب من الرحى. لذا ارتأينا أن نذكر الشباب بهذه المرحلة وبما قيل فيها، لأن الذي يقال الآن وفي المرحلة القادمة من ثورتنا لا يعدو أن يكون إعادة إنتاج لهجوم فكري على الإسلام عن طريق ابنائه، تجددت وجوه القائمين عليه ولكن أفكاره متهرمة تهرم النظام الذي انتجها. وقد خيض من قبل هذا الصراع وحسم لصالح الإسلام ودولته ونظامه، دولة ونظام الخلافة. ويجد حزب التحرير الذي أسسه الشيخ والعالم تقي الدين النبهاني سنة 1952 نفسه يقود الصراع في هذيه المرحلة الثورية دفاعاً عن الإسلام ودولته ونظامه كما قاد علماء الإسلام وفي مقدمتهم محمد الخضر حسين الصراع من قبل.
 
الصورة تجمع الإمام الأكبر محمد الخضر حسين والعالم المجدد تقي الدين النبهاني. عالمين أزهريين الإمام شيخ الإسلام وتلميذه مجدد الإسلام. احدهما شيخ الأزهر وشيخ الإسلام الذي كان مكان القطب من الرحى في دفاعه عن نظام الخلافة الإسلامية عشية هدمها والثاني داعية الخلافة الإسلامية مؤسس حزب التحرير. جمعهتما حلقات العلم في الأزهر فقد دل جد الشيخ والعالم الجليل تقي الدين النبهاني حفيده على العالم محمد الخضر حسين التونسي المنبت وهو في القاهرة ليأخذ عنه حلقات علم في جامع الأزهر. ويثبت التاريخ أن الذي جمع مشوار حياتيهما هي نفس القضية: الخلافة الإسلامية دولة ونظاماً!
 
الأول رحمه الله كان أول من دافع عن نظام الخلافة الإسلامية بنقضه فكرة فكرة ضلالات كتاب علي عبد الرازق "الإسلام وأصول الحكم" الذي أراده حرباً على نظام الخلافة الإسلامية عشية  هدمها من طرف الإنجليز سنة 1925 م وكان كتاب شيخ الإسلام محمد الخضر حسين "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم" الذي أنار السبيل ورفع الغشاوة عن العقول. وقد قدمه الأستاذ محمد عمارة في كتابه الذي قدم فيه كتاب شيخ الإسلام "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم"، أحسن تقديم -يمكنكم تنزيله من هنا-. 
 
والثاني رحمه الله بلور عقيدة ونظام الإسلام في ثقافة ليس لها نظير وأنشأ حزباً سياسياً سنة 1952 يعمل على استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة ونظام الخلافة الراشدة ألا وهو حزب التحرير الذي يقض مضاجع الغرب ويطرق باب المجد والسؤدد لهذه الأمة على أساس الإسلام.
 
أقدمهما رحمهما الله وقد إستدارالزمان هذه الأيام وأصبح كهيئته يوم سقطت الخلافة الإسلامية والأجواء مشحونة بحرب فكرية ثقافية على الإسلام ونظامه نظام الخلافة ودولة الإسلام، ليس من طرف عدو بعيد، فذلك قد تعودناه، ولكن من طرف أبناء جلدة وكانوا أبناء نفس القضية، ولكنهم إستدبروها ظاهراً ولم نكلف بغير الحكم بالظاهر وصاروا اخلاف علي عبد الرازق عشية سقوط الخلافة!
 
لقد كان علي عبد الرازق سباقاً في كتابة كتاب قدمه، كما يقول بنفسه، على استحياء، قدمه مدسوساً بالشبهات حول نظام الخلافة الإسلامية عشية سقوطها سنة 1925 ليقول أن الإسلام دين بلا دولة وأن نظام الخلافة لا أصل له في الإسلام وأن ندع ما لقيصر لقيصر وما لله لله مفتوناً في ذلك بأقوال المستشرقين مستشهداً بها على ايات الله ودينه! حتى أنه يقول في أحد استشهاداته في تفسير أية من القرآن الكريم: 

"وإذا أردت مزيدا في هذا البحث فارجع إلى "كتاب الخلافة" للعلامة السير تومس أرنلد. ففي الباب الثاني والثالث منه بيان ممتع مقنع." ويسترسل "وقد يكون مما يؤنسك في هذا المقام كلمة ذكرها صاحب المواقف بعد أن إستدل على وجوب نصب الإمام بإجماع المسلمين، قال (فإن قيل لا بد للإجماع من مستند، ولو كان، لنقل نقلاً متواتراً لتوفر الدواعي إليه، قلنا إستغنى عن نقله بالإجماع فلا توفر للدواعي، أو نقول كان مستنده من قبيل ما لا يمكن معرفتها إلا بالمشاهدة والعيان لمن كان في زمنه عليه السلام)" ويسترسل "فهو كما ترى يقول أن الإجماع لا يعرف له مستند. وما كان صاحب المواقف ليلجأ إلى هذه المقولة لو وجد في كتاب الله تعالى ما يصلح له مستنداً"!!! إنتهى النقل من كتاب عبد الرازق "الإسلام وأصول الحكم".

 نعم هذا ما يقول على عبد الرازق في كتابه الفتنة "الإسلام وأصول الحكم". يأخذ دينه وبكل غفلة عن مستشرق يكفر بالإسلام جملة وتفصيلاً ويعتبره صاحب المواقف ويعتبره دليلاً على الحق
 

ألا يذكركم هذا بمن اقتعدوا اليوم مقعد عبد الرازق في العشرينات؟ هذا يذكرني بمن يأخذ دينه عن الأمريكان اليوم ويرضى تحريفهم ويجاريهم في تطويعه لبرضي به أهواء أمريكا والغرب (الخيبة والخسران لمن وثق فحص الإسلام من خلال منظار الأمريكان) ونجد منهم "شيوخاً" وسياسيين معروفين، ووجوه يطلق عليها عناوين كالخبير والباحث والمستشار… يضحكون بها على عقول المسلمين، لا يكتفون بالمناداة بما نادى به علي عبد الرازق سنة 1925 من علمانية ومدنية الدولة وفصل ألدين عن الحياة وإنكار نظام الخلافة الإسلامية، بل ويكرسون  ذلك عملياً سيراً في مخططات رسمت لهم ليكونوا فيها هم جنود تنفيذها، وعلى رأس هؤلاء اليوم راشد الغنوشي الذي يخلف عبد الرازق في حلقة جديدة من الحرب على الإسلام ونظام الخلافة!
 
وحتى نحسن إدارة الصراع الحالي وإدارة مضادات فاعلة ضد تلبيس خليفة عبد الرازق الجديد، كان لزاماً علينا أن نكون على دراية بتاريخ هذا الصراع الفكري السياسي القديم الجديد وعلى إطلاع على أبرز ما كتب فيه. عبد الرازق كان  قد لخص في كتابه " الإسلام وأصول الحكم" كل ما يمكن لأحدهم أن يقوله تلبيساً على المسلمين في دينهم بالإعتماد على شبهات من دينهم، فيما يخص نظام الخلافة. وما كتب بعده لم يكن إلا تقليداً أو تعويماً. وقد أحدث كتابه ضجة عظيمة في ذلك الوقت. فلم ينكر من علماء الأمة الخلافة والإمامة أحد من قبل. لذلك يحسن بكل مسلم أن يطلع عليه ويطلع على حججه لأن حلقة الصراع قد استحكمت اليوم حول هذا الموضوع بالذات والفترة الحالية والقادمة هي فترة صراع بين دعاة الفتنة ممن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا قنطرة يعبر عليها إلى أمتهم العدو، وبين حاملي لواء الخلافة دولة ونظاماً.
 
وكان كتابه قد وجد من علماء الأمة وجهابذتها الراسخين في العلم ردوداً مفحمة حتى أن عبد الرازق حسب القريبين منه كان يخطط لكتابة كتاب آخر يتراجع فيه عما ذكره في كتابه الأول عن كون الإسلام دين لا دولة وأن نظام الخلافة لا أصل له في الدين. ولكنه لم يسعفه الأجل. وكان شيخ الإسلام محمد الخضر حسين أول وأحسن الرادين عليه في كتاب "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم" الذي قدم له أحدهم "إن الإمام محمد الخضر حسـين عالم جليل، يغـرف العلم من بحـر لا ساحل له، ويعتبر كتاب ’نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم‘ أهم المراجع للرد على كتاب علي عبد الرازق، وإذا فرح الضالّون المضلّون بكتاب ’الشيخ القاضي الشرعي‘، فقد فرح المؤمنون الصادقون بكتاب الإمام الصالح. وشتان بين الضلال والهدى، وبين الشر والخير!"

 ونوجه نداءً لطيفاً لأتباع حركة النهضة، إن لله ثم لتسارع التاريخ فضل علينا جميعاً بأن يكشف لنا حلقة متكاملة منه تحت أبصارنا وليس لنا إلا أن نعقل ونتعظ بغيرنا: ها قد كتب علي عبد الرازق كتاباً وأنكر الخلافة ووجد من علماء الإسلام من يلقمه الحجة والبرهان فخنس ثم قبض والناس كلها من بين لاعن له على فساد الفكر وخيانة ألدين الذي أستؤمن عليه ووقاحة الشبهات التي رماها حول نظام الإسلام ودولته وبين ملتمس لعذر له معتبرينها كبوة ويستشهدون في ذلك بأنه قد هم في آخر أيامه أن ينقض ما كتب ولكن عاجله الأجل ليحاسب على ما كتب الحسيب الرقيب. اليوم تشهدون نفس الصراع يتبوأ فيه راشد الغنوشي مكان علي عبد الرازق ويحارب هو والمقربين من حوله نظام الخلافة في كل موقف ومقال، منكر لها بكل قبح وعنجهية وكتب في ذلك كتباً يستنسخ فيها ما سنه علي عبد الرازق من قبله، فعلام تراهنون؟ وماهي غايتكم من كونكم مسلمين غير الجنة ورضوان الله؟ نظام الخلافة نظامكم ودولته دولتكم وكل محارب لها خاسر فاشل يذكره التاريخ كما يذكر الأصم الذي سن فيه إبن حزم الأندلسي أنه "عن الدين أصم" وعلي عبد الرازق الذي يذكر عندما تذكر المؤامرات على دولة الخلافة ونظام الإسلام. فلا عاش من جرح في نظام الإسلام أو قدح في دولته وعرض الانموذج المدني العلماني الناتج عن صراع الغرب مع الكنيسة  بديلاً عنهما.
 

إن الذي نشهده اليوم هو هجوم متجدد على نظام الإسلام ودولته من طرف معممين وملتحين وأشباه مثقفين يحملون الألقاب والعناوين ويملأون الفضائيات والساحات قد ارتضوا لأنفسهم جهلاً أو تآمراً -كما كان حال المعمم وشيخ الأزهر والقاضي من قبل علي عبد الرازق- الدعوة إلى ما دعى له الغرب دائماً: فصل الإسلام عن الحياة. وهي جولة فاصلة في الصراع بين الإسلام ونظامه ودولته وبين أفكار الكفر سوف تتوج ببزوغ شمس الخلافة منقذة المسلمين والعالم. فاختاروا أين تتخندقون ولا يليق بكم كمسلمين غير خندق الأسلام ونظامه ودولته نظام ودولة الخلافة. خندق حجج والحق الذي ينطق به شيخ الإسلام محمد الخضر حسين والعلامة الطاهر بن عاشور علماء الإسلام، لا خندق ضلالات وشبهات على عبد الرازق وعملاء الكافر الأجنبي المستخرب!

اخوتنا من أتباع وأنصار حركة النهضة، أيها المسلمون، وإن في التاريخ لعبرة، فاعتبروا!

{وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِي ۤءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ -175- وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} -176- الأعراف

محبكم وأخوكم خالد زروان 

 

 

روابط:

الكتاب الفتنة "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق

كتابتقديم "الإسلام وأصول الحكم" لمحمد عمارة

كتاب "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم" للإمام محمد الخضر حسين

كتابتقديم "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم" لمحمد عمارة

كتاب "الحرية في الإسلام" للإمام محمد الخضر حسين

كتاب "الدولة الإسلامية" للشيخ تقي الدين النبهاني 

كتاب "كيف هدمت دولة الخلافة" للشيخ وثاني أمير لحزب التحرير عبد القديم زلوم 

كتاب "نظام الحكم في الإسلام" للشيخ تقي الدين النبهاني 

كتاب "نقض القانون المدني" كلمة المحامي أحمد الداعور في مجلس النواب الأردني 

كتاب "أجهزة دولة الخلافة في الحكم والإدارة" من منشورات حزب التحرير 

كتاب "الشخصية الإسلامية" الجزء الثاني للشيخ تقي الدين النبهاني

كتب ثقافة حزب التحرير