29 – 31 مايو 2012 الدوحة: احزاب البغاء والغباء السياسيين في احضان ال-CIA

31 ماي 2012

29 – 31 مايو 2012 الدوحة: احزاب البغاء والغباء السياسيين في احضان ال-CIA 

خالد زروان 

اØزاب البغاء والغباء السياسيين في اØضان ال-CIA

 

يعقد منتدى أمريكا والعالم الإسلامي السنوي التاسع من 29 إلى 31 مايو 2012 بالدوحة وبرعاية أمير قطر. المنتدى ينظمه مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط -Saban- في مؤسسة بروكنغز البحثية الأمريكية وينعقد سنوياً برعاية أمير قطر.

مركز سابان دشنه في مايو 2002 ملك الأردن عبد الله الثاني. ويعنى بتقديم البحوث والمشورات والتحاليل للإدارة الأمريكية بخصوص سياسات الشرق الأوسط. ويعمل به خبراء كبار مرتبطين بالإدارة الأمريكية وبوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية CIA منهم دانيال بيمان خبير بشؤون الإرهاب في الشرق الأوسط من جامعة جورج واشنطن -أين مركز وليد بن طلال للحوار المسيحي الإسلامي الذي رعى "حلقة الأصالة والتقدم" منذ 1997 وأنشأ مركز دراسة الإسلام والديمقراطية CSID الأمريكي-، الذي يعمل مديراً للبحوث بالمركز، ومنهم كينيث آم Ø¨ÙˆÙ„اك، خبير بشؤون الأمن القومي، الشؤون العسكرية والخليج العربي، الذي عمل في مجلس الأمن القومي ووكالة الأستخبارات المركزية CIA، ومنهم بروس ريدل مختص في مكافحة الإرهاب الذي شغل منصب مستشار كبير لدى أربعة رؤساء أمريكيين حول الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي وإشتغل لمدة 29 عاماً في وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية CIA …

وأبرز الحاضرين من الجانب الأمريكي في المنتدى: 

  • ستيفن سيمون، مدير أول لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، البيت الأبيض
  • فرح بانديث، ممثل خاص لدى الجاليات الإسلامية، كتابة الدولة للولايات المتحدة الأمريكية
  • رشيد حسين، مبعوث الولايات المتحدة لدى منظمة المؤتمر الإسلامي
  • داليا مجاهد، مركز جالوب  Ù„لدراسات الإسلامية 
  • ايميل نخلة، الرئيس السابق لبرنامج الإسلام السياسي في السي آي أي CIA
     

أما من جانب العالم الإسلامي فأبرز الحاضرين كانوا:

  • سليمان عواد، مراقب عام سابق للإخوان المسلمين في ليبيا 
  • عصام الحداد، مسؤل هيئة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المصري -الإخوان المسلمون-
  • محمد قعير، مسؤول كبير في الإخوان المسلمون الليبية 
  • طارق رمضان، أستاذ في أكسفورد ومدير مركز التشريع الإسلامي والأخلاق -مركز انشئ بإرادة أمريكية وحضر تدشينه جون لويس اسبوزيتو يوم 15 جانفي 2012- بالدوحة 
  • جاسر العودة من مؤسسي -إلى جانب طارق رمضان- الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة القرضاوي، ونائب طارق رمضان في مركز التشريع الإسلامي والأخلاق
  • راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة 
  • عبد الله بن بية، جامعة الملك عبد العزيز السعودية، وعضو بالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث 
  • توكل كرمان، حزب الإصلاح اليمني 
  • ومن اخوان أمريكا: رضوان المصمودي من مركز دراسة الإسلام والديمقراطية 

ومن الأحزاب التونسية التي حضرت:

  • راشد الغنوشي والصحبي عتيق ممثلاً لمجلس الإلتفاف على الثورة المسمى المجلس التأسيسي، من "حزب حركة النهضة" 
  • فؤاد بن صالح من مؤسسي "حزب جبهة الإصلاح" السلفي ( وتفهموا لم انشيء هذا الحزب!)
  • لبنى الجريبي عضو مجلس الإلتفاف على الثورة المسمى المجلس التأسيسي عن "التكتل" 
  • نائلة شرشور حشيشة من مؤسسي حزب "آفاق تونس"

البرنامج وقائمة المدعووين للمحاضرة، للنقاش أو الورشات

صور من دهاليز المخابرات 

صفحة منتدى أمريكا والعالم الإسلامي على موقع بروكنغز 

 

 

 


احزاب البغاء والغباء السياسيين في مواجهة حزب التحرير! بقلم خالد زروان

15 فيفري 2012
الثورة متواصلة  
 
احزاب البغاء والغباء السياسيين  في مواجهة حزب التحرير!
بقلم خالد زروان 
 
من حين لآخر يخرج احدهم – نقصد احزاب البغاء والغباء السياسيين الحاكمين بأمر البيت الأبيض اليوم في تونس- ليقول أنه سوف يرخص لحزب التحرير أو أن الرخصة هي قيد الدرس أو أنه قد أعطى أوامره بإعطاء الرخصة لحزب التحرير … في مشهد دراماتيكي إستحماري قل نظيره…!
هذا الوضع المبحك -مبكي/مضحك على وزن متشائل-، الغرض الوحيد منه هو محاولة المس من مصداقية وبلاغة المقاربة الفكرية السياسية لحزب التحرير. كيف؟
 
لنرى الواقع كما هو:
– نظام لا شرعي من وجهة نظر الإسلام التي يقوم عليها حزب التحرير، فكيف يمكن لفاقد الشرعية الإسلامية، الشرعية الوحيدة لشعب تونس المسلم الثائر، أن يتحدث عن شرعية؟
– نظام لا شرعي في نظر الشعب -صاحب السلطان- بإعتبار أنه كان نتاجاً عن مسار سياسي قائم على إنتخابات التفافية على ثورة الشعب، قام عليها النفوذ الغربي وقد بنيت على نظام إنتخابي يزور إرادة الشعب فيها (1).
– من المهازل أن نرى من لا يجمع وراءه 1% من التونسيين يصبح رئيساً للبلاد بل ويحاول إحتكار الشرعية، بل ويتطاول على الشرعية الإسلامية التي يرتكز عليها حزب التحرير وعلى الشرعية الشعبية التي تحتضن حزب التحرير … محاولة لإدخال حزب التحرير تحت سقف شرعية واطية وهي شرعية السفارات الأجنبية والقوانين الوضعية المفروضة عن طريق النفوذ الأجنبي.
– من المهازل أن نرى احزاب البغاء والغباء السياسيين الذين حذرناكم منهم من قبل هروب بن علي (2) يحاولون، في إطار ثورتهم_الأمريكية_المضادة لثورة الشعب، إحتكار الثورة بل ويتكلمون بإسمها، في إختطاف مفضوح لإرادة الشعب واستغباء واستحمار للثائرين … بل وقد وصل بهم الحال أن ادعوا أنهم هم من أشعل الثورة وارجو أن لا ينسى الثائرون إقتراحات حركة الإلتفاف على الثورة الحالية يوم 13 جانفي 2011 على بن علي تكوين حكومة وحدة وطنية بقيادة الجبالي، الحالي!!!! فلو لم يكمل الشعب خروجه يوم 14 جانفي قد نكون اليوم بنفس الحكومة وبن علي في مكانه … بمعنى أن الحال اليوم هو الحال أمس… هرب بن علي أم لم يهرب!
– فاقد الشيء لا يعطيه. كيف بمن إفتقد لشرعية الإسلام وللشرعية الشعبية أن يتظاهر بإمكانية منح شرعية عمل لحزب التحرير؟!!! فهموني!
– محاولة التعقيب على أحكام الله التي يستند إليها حزب التحرير في قيامه بعمله هو تطاول على الشرعية الإسلامية فالله تعالى يقول "والله يحكم لا معقب لحكمه"! فالقيام بالفرض الشرعي الذي يقوم به حزب التحرير، هو واجب وفد فرضه رب العالمين ولا يتوقف القيام به على ترخيص. فمحاولة التعقيب على أحكام الله حتى بالتظاهر بالقبول الذي يفيد أنه هناك إمكانية الرفض، انما هي محاولات تطاول على دين الله ندينها كما ندين اصحابها!
 
فهذه البلاغات المتتالية حول "رخصة لحزب التحرير"، انما يرجون منها:
0- البحث عن تقعيد شرعية لهم، وهذا يظهر في كل ظهور إعلامي لممثلي احزاب البغاء والغباء السياسيين محاولين تجيير الثورة والحديث بإسمها!
1- البحث عن إعتلاء الشرعية الإسلامية التي يستند إليها لوحدها حزب التحرير وذلك بإمكانية التعقيب عليها. وهذا ما اسميناه "محاولة المس من مصداقية وبلاغة المقاربة الفكرية السياسية لحزب التحرير". فإذا قبل حزب التحرير بمقاربة أنه هناك من يمنح ويمنع الرخص، فهذا بحد ذاته يعتبر إختراقاً فكرياً ومساً من مصداقية وبلاغة المقاربة الفكرية السياسية لحزب التحرير والتي ترفض وتكفر بأي شرعية غير الشرعية الإسلامية.
خالد زروان 
 ________
(1) نظام المحاصصة الإنتخابي وتزوير إرادة الشعب بقلم خالد زروان
http://almostanear.maktoobblog.com/951/%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%B2%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%A5%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D8%A9/
 
(2) ترشيداً لثورة تونس وتيمناً بها -10 يناير 2011 الساعة: 10:33 أي 4 أيام قبل هروب بن علي-
إنتهازية عناصر تدعي المعارضة وركوبها على الأحداث
http://almostanear.maktoobblog.com/651/%D8%AA%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%8B-%D8%A8%D9%87%D8%A7/
 
 

حكومة ملتحية ونظام متعفن! بقلم خالد زروان

12 فيفري 2012
 

 

�كومة ملت�ية  ونظام متعفن!
 
حكومة ملتحية  ونظام متعفن!
 
 
ثمة شكون مشى لوجدي غنيم، وثمة شكون تفرج عليه…. شيء يشيخ؟! صحيح؟!
ضحك وتهكم على العلمانيين وعلى الكفار وإعتزاز بالإسلام،… والحاصل دقائق فوق السحاب وفي عالم الأحلام!
تخرج من قبة المنزه وإلا تطفي الفيديو … تخرج البرا الواقع يعطيك زوز كفوف وركلة على مؤخرتك !!!! علاش يا واقع؟!
 
ها نشفوا علاش:
– حكومة ذل تستجدي على عتبات المؤسسات الإستخرابية الدولية، لإعادة الشعب إلى بيت الطاعة الغربية وراهن البلاد والعباد بل بيعهما !!!
– حكومة إستعباد، يطبقوا في أنظمة الكفر على مسلمين عباد لله!!! بذريعة ايش؟! مراعاة مشاعر آلهتهم في واشنطن ووول ستريت، حتى لا تغضب عليهم الآلهة فتقطع عنهم الأرزاق وتوقف الآجال؟!!! هل هذا من عقيدة المسلمين؟!
– نظام لا صلة له بالفكر والمشاعر التي يحملها كل مسلم!!! الإقتصاد رأسمالي يكفر بشريعة الرحمان، الإجتماع، كل واحد حر يزنى يشرب يمارس اللواط، بل الشواذ لهم حق العضوية في حركة تدعي أنها إسلامية،… في كفر صراح بشريعة الرحمان، السياسة خلي وأسكت، قالك أحكام الحكم والقضاء التي كان يقوم بها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي آيات في القرآن، أنها ليست ملزمة … وقالك يكفيهم قيم عليا وماهمش ملزمين بشكل معين في الدولة وكأن الله لم ينزل "ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء" أو "وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً"!!!
– إعلام منبت على افكارنا ومشاعرنا وكأنه قد جعل لأناس لا دين لهم ولا ملة، ممسوخين!
– جيش رابض في الثكنات وأهلنا يذبحون ذبحاً بالسكاكين، يقطعون حتى رؤوس الأطفال اليتامى ويقطعون أوصال الثائرين ويقطعون الكهرباء والعناية عن الأطفال الهدج فيموتون كاليرقات ويكدسونهم كالزبالة، في إهانة للإنسانية جمعاء، يدخلون على العائلات الآمنة ويذبحون النساء والأطفال … وناس مازالت غافلة عن دور الجيوش وتبحث عن المقاومة بسكين وبمقلاع … وكأن الجيوش جعلت لشأن آخر! وأي شأن؟ قد بان في الجزائر وفي سوريا وفي ليبيا وفي البحرين وفي السلولية وفي مصر وفي باكستان وفي اليمن،…. جيوش لحماية النفوذ الغربي!
-…
 
 نحب نعرف المتشدقين بكلام أن الإيمان علم وعمل، أين عملكم من علمكم؟!
– نحب نعرف الناس المقتنعة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يتوقف الفرض عندما يتعلق الأمر أو النهي بنظام استخذاء للقوى الغربية يخدعكم بلحية وجبة؟!!!
– نحب نعرف، كيفاش تثوروا على نظام علماني، يخدعكم نفس النظام ويعود أكثر دوزة تحت اللحية والجبة والكبوس، ولازلتم مبهورين به؟!!
– نحب نعرف، حسيتوا الكفين والكو دي بيي، وإلا طمستوا ذلك الإحساس في قلب متاع كل مؤمن يحس أنه ثمة خلل أو إثم!
الثورة ما تحقق اهدافها إلا إذا حققت مبدأنا على الأرض، عقيدة ونظاماً، ديناً ودولة؛ الثورة ما تحقق اهدافها إلا إذا حققت هويتنا على الأرض وبسطات سلطاننا على ارضنا وأصبحت السيادة لإسلامنا -لا دين أمريكا الجديد وآلهتهم- وأصبح أماننا بأمان المسلمين! وما هذه غير الخلافة الراشدة؟!
 
فلمن دعا إلى العلم والعمل، ولمن دعا إلى أمر بمعروف ونهي عن منكر، ولمن أراد أن يسود إسلامه ويفرض ارادته على مصيره وعلى أرضه، ولمن كان له قلب، كيف يغمض لكم جفن والحال على حاله أيام بن علي، بل أدهى وأمر، اليوم الملتحي يمرر عليكم ما لم يحلم بتمريره ادهى الملحدين في دين الله!
 
خالد زروان
 

 

إلى صقور الشام- تحولات المشهد السياسي ! 2012/02/06 بقلم خالد زروان

6 فيفري 2012

إلى صقور الشام

 

 2012/02/06: إلى صقور الشام- تحولات المشهد السياسي !

 
بدون مقدمات:  بعد مسرحية مجلس الإرهاب، ماذا لو فوضت أمريكا كيان يهود بقصف مواقع النظام السوري؟
 
– اليوم قد تم سحب السفير الأمريكي وسحب الإعتراف بنظام العبث  
 
– هذا العمل هو من صميم مشروع الشرق الأوسط لأمريكا الا وهو ادماج كيان يهود في المحيط السياسي للمنطقة، وهذا يقتضي مطلقاً نظاماً يقبل بكيان يهود ويتعامل معه، إن لم يكن له صديقاً!
 
– التافهين من الناس يرونه نصرة لهم ويعتبرونه جميلاً، ومن غير التافهين يحكمون اليوم؟ ومن غير التافهين تبحث عنهم أمريكا لمشروعها؟-
 
– يتم تقوية التيارات العلمانية والقومية على التيارات الإسلامية، وهذا من فضل المستخذين للكافر الأجنبي من الإسلاميين المعتدلين أمريكياً، صناعة أمريكا ومراكز بحثها. فيتم تعديل الكفة في مصر أو ترجيحها لفائدة من ترى فيهم أمريكا أكثر أمناً إستراتيجياً على مصالحها. فالجميع يدرك أن سيناريو الإسلاميين المعتدلين والإخوان في كل مكان انما هو سيناريو إضطراري أمريكي نظراً لشعبيتهم، فماذا لو تم ضرب تلك الشعبية، بهذا السيناريو أعلى؟!
 
– الثوار الحقييقين الذين لا ينخرطون في المشاريع الأجنبية ويريدون العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، يصبحون في أعين التافهين عملاء خونة، وقد يفتتن البسطاء من الثوار الحقيقيين، وليس هناك أعظم من الفتنة في الدين!
 
– تتدخل الدبلوماسية الأمريكية -أي الإستخبارات- وتعين من تريد في سوريا، أي من يثقون في مواقفهم الإستراتيجية تجاه أمريكا وكيان يهود ويتم تجديد دماء حراس كيان يهود !
 
لذلك، ننبه الأخوة الثوار الأحرار وأهلنا في سوريا بعامة، بأن يتهيأوا لمثل هذه اللعبة القذرة التي تلعبها الدول الكبرى من أجل تركيعهم وثنيهم عن مشروعهم الحضاري الذي قد رسم افقة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ 1432 سنة : "ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة"! وأن لا يثقوا إلا في الصقور والعقبان مثلهم، من النبهين السياسيين الذين يستمسكون بالله وبكتابه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الذين لا يرتهنون للأجنبي!
 
2012/02/06
خالد زروان 

حكم الإسلام … أم حكومات الإسلاميين ! بقلم الدكتور ماهر الجعبري

21 ديسمبر 2011

 

 

Øكم الإسلام أم Øكومات الإسلاميين

 

حكم الإسلام … أم حكومات الإسلاميين !

الدكتور ماهر الجعبري

 

تمخضت صناديق الانتخابات في كل من مصر وتونس عن تأييد كبير لمن يحمل شعار الإسلام، مما يشير بوضوح إلى أن المشاركين قد صوتوا للشعار الإسلامي، وأنهم يتطلعون إلى أن يُحكَموا على أساس الإسلام، وهو مؤشر يكشف عن مكنون الأمة النفيس، ويتوافق مع نتائج استطلاعات للرأي سبق أن قامت بها مؤسسات عالمية، مثل مؤسسة "جالوب" الأمريكية، التي كشف استطلاعها عام 2007 (http://www.almokhtsar.com/node/11069)  Ø£Ù† أكثر من 90% من "الشعب" المصري يؤيد تحكيم الشريعة الإسلامية، وأن حوالي ثلثي المصريين يطالبون بجعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع، وهنا تبرز لدى المحلّلين تساؤلات حول إمكانية نجاح "الإسلاميين" المنتخبين في "تجربة" الحكم.

من المقبول أن يتوقع البعض أن "الإسلاميين" -بأشخاصهم كحكام- يستطيعون أن يحاصروا مستوى الفساد المالي والإداري في المؤسسات الرسمية، وكذلك المحسوبيات، ويستطيعون أن يمنعوا سرقات الأموال العامة، وأن يمنعوا تزييف إرادات الناس في انتخابات زائفة، وأن ينهوا حالات الكبت والقمع الذي مارسته الأنظمة المستبدة، وأن يحسّنوا مناهج التعليم وأن يفتحوا المجال للبحث العلمي المنتج. وهذه الأمور بحد ذاتها إنجازات مستهدفة ضمن مشروع الأمة، وهي لا شك كذلك، ولكن السؤال الأهم هنا: هل تنهي هذه الإنجازات المادية الممكنة حالة الانحطاط التي عاشتها الأمة، وتحرر الشعوب من الارتهان للبرامج والمشروعات الغربية التي عانت منها الأمة طيلة العقود الماضية؟ وهل تؤدي إلى تغيير سياسي-اقتصادي-اجتماعي يعيد الإشراق لوجه الأمة الحضاري ؟

إن مشكلة الكيانات السياسية التي ثارت عليها الأمة تمثلت في أشخاص الحكام الذين انتهى بعضهم، ويترقب البعض الآخر دوره، وفي الأنظمة والدساتير التي كانوا يطبقونها، وفي المرجعيات التي استندت إليها، وفي طبيعة العلاقات الدولية التي صاغوها أو فُرضت عليهم، وفي السياسات الاقتصادية التي أُلزموها، وفي البرامج الاجتماعية –التغريبية- التي نفذوها.

ومن الواضح أن دلالة شعار الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام" لا تنحصر ضمن حدود إسقاط أشخاص الرؤساء وتنصيب حكام "إسلاميين"، بل هي تعني أيضا إسقاط كل ما ارتبط به الرؤساء المُسقَطون من سياسات وعلاقات، وبالتالي، فإن الناس التي أسقطت الأنظمة تتوقع من "الحكام الجدد" أنظمة بديلة تماما، تنقلب على "طريقة العيش" الفاسدة التي فرضتها الأنظمة التي سقطت، وتعيد صياغة طريقة العيش على أساس إسلامها الكامن في أعماقها، والذي أشعل فيها الثورة، مع اشتعال النار في جسد البوعزيزي.

ولذلك، فإن التغيير المنشود من قبل من يصوتون "للإسلاميّين"، ومن قِبل من اشتعلوا ثورة ضد الأنظمة السابقة، يتطلب تغيير الدساتير على أساس الإسلام –وحده!- وحل المشكلة الاقتصادية، وإنهاء حالة الهيمنة الغربية على مصالح ومقدرات الأمة، وتحرير البلاد التي رزحت تحت الاحتلال لعقود طويلة، ومسح الخطوط التي خربشتها تلك الهيمنة على خارطة المسلمين، وإعادة الاعتبار لقيم الأمة في الاجتماع وفي الإعلام وفي التعليم وفي الفن وفي السياحة … وفي كل مناحي الحياة، ومن هنا كان التعبير المتمثل في "تغيير طريقة العيش" هو الجامع لهذا التغيير المنشود على أساس الإسلام. ومن الطبيعي أن من يصوّت للإسلام يريد أيضا أن يحمل الإسلام رسالة خير عالمية (كما حمل الغرب الديمقراطية رسالة عالمية!)، وبالتالي يتطلع إلى صياغة أسس السياسة الخارجية لتصبح قائمة على هذا الحمل للخير كمصلحة مبدئية، كما صاغت الرأسمالية سياستها الخارجية على أساس مصالحها المبدئية في حمل الديمقراطية للعالم، وكما تحاول اليوم محاصرة هذه الثورات ضمن حدود رسالتها "الديمقراطية" هذه.

ولكن المتابعة لبعض تصريحات "الإسلاميين" المنتخبين تدلل على أنهم يحسبون أنهم قادرون على تحسين حياة الناس مرحليا -كما حصل في تركيا- من خلال استهداف منجزات التحسين المادي لجوانب الحياة "المدنية"، ويظنون أنهم قادرون في تلك الحالة على التناغم مع الناس ومع الغرب في آن واحد، في معادلة مستحيلة واقعيا ومبدئيا.

فهم سيصطدمون بمواجهات على عدة جبهات في مسيرتهم تلك، منها فلول الأنظمة البائدة، ومنها طبقة العلمانيين –في خانة المعارضة- الذين ظنوا طيلة العقود الماضية أنهم النخبة البديلة عن الأنظمة المستبدة، وهم الآن يتحركون حركات المذبوح في النزع الأخير بعد فشلهم الانتخابي، وهي حركات خطرة في العادة. هذا عدا عن خوض "الإسلاميين" حالة من الصراع الداخلي في أنفسهم، وفيما بينهم: بين مفاهيم الأعماق التي يحملونها وبين التنازلات المبدئية التي سيدفعونها، في حالة القبول بأن يكونوا "أشخاص حكام جدد" على أساس مفاهيم الحكم والاقتصاد والاجتماع الغربية، والتي تتمثل اليوم في شعار "الدولة المدنية".

إن الدول المدنية-العلمانية- التي أسّسها الغرب على أنقاض الحكم الكنسي الديني، قد آلت اليوم إلى مجموعة من الأزمات الاقتصادية حتى غدت سمة هذا العصر، وتلك الأزمات قد تمخضت عن –وترافقت مع- مشاكل سياسية تهد اليوم بقاء الاتحاد الأوروبي، وتنذر بتحركات جماهيرية قد تتصاعد في أمريكا، كما طفا على شاشات الإعلام في مشهد يشبه ميادين التحرير، مما يؤكد أن نموذج الدولة المدنية، لا ينجح في حل مشاكل الإنسان، هذا عدا عن إفلاسه الحضاري والثقافي والاجتماعي كما تشير الإحصاءات الغربية حول حالات الاغتصاب، وكما تدلل تشريعات الزواج المثلي، وحروب النفط، ومعتقلات غوانتانامو، ومنع مظاهر اللباس التي تذكّر بالإسلام في فرنسا.

وتلك الأزمات التي يعاني منها الغرب هي نتيجة طبيعية للنظام الرأسمالي المهيمن على السياسات الاقتصادية، حيث حصر النظرة للمشكلة الاقتصادية في زيادة الإنتاج، وأغفل موضوع التوزيع، مما أدى إلى تركّز الثروات في أيدي فئة قليلة من أثرياء العالم. ومن ثم تفتّقت الرأسمالية عن مصطلح "الناتج القومي الإجمالي"، وظلّت تراقب زيادته كمؤشر على النمو الاقتصادي، ولكنه بقي نموا "دولة بين الأغنياء" منهم، ولم يتوزع إلا في البيانات الإحصائية، عندما تم تقسيم ذلك الناتج "رياضيا" على عدد السكان، ولم يتم تقسيمه "فعليا" من خلال أنظمة وتشريعات، ومن خلال ممارسات واقعية توصله لأيدي الفقراء، فخرجوا في شوارع الغرب متذمّرين من الرأسمالية ومما تمخض عن دولتها المدنية.

والرأسمالية ابتدعت نظام العملات الورقية وما نتج عنها من تضخم، وابتدعت الشركات المساهمة وما نتج عنها من اقتصاد وهمي، يتحرك على شاشات الحاسوب بمبالغ وأرقام خيالية أكبر بكثير من القيم الحقيقية التي تتحرك على الأرض، وابتدعت برلمانات تصوّت على المسموح والممنوع ولو كان زنا أو زواجا مثليا، ولو كان اتفاقية تقرر احتلال الأرض، وابتدعت الكثير من الأنظمة التي أدت إلى شقاء البشرية كما هو مشاهد ملموس.

إن تمثّل شعار الدولة المدنية لدى بعض "الإسلاميين" المنتخبين، رغم ما آلت إليه عند من ابتدعها كحل للهيمنة الكنسية في أوروبا، يكشف عن حالة مرضية في التفكير لدى بعضهم، حيث باتوا كأنهم يدعون إلى إعادة إنتاج مسلسل التيه الذي عاشه الغرب على أساس الدولة المدنية، متناسين أن الأمة تمتلك الحل الأصيل –ولا نقول البديل- لمشاكل الإنسان.

وإضافة لذلك فإنهم في تلك الحالة يكونون قد تخلّوا عن حمل الإسلام كبديل حضاري يُعيد صياغة الأنظمة السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية وحالات السلم والحرب، بل حملوا رسالة الغرب الديمقراطية، ومن ثم فمن الممكن أن يتحولوا إلى "ساسة-دراويش" تتلاعب فيهم القوى الدولية، وتُسقطهم فيما سقطت فيه من أوحال، ومن ثم يسقطون في أعين الناس، ويفشلون في تجاوز الأزمات الاقتصادية، مما يخلق لهم أزمات سياسية وداخلية لا قبل لهم بها.

إن التخلص من أشخاص الحكام الفاسدين يمكن أن يؤدي إلى طبقة من الحكام "الشرفاء"، ولكنه لا يمكن إن يؤدي إلى حكم رشيد على أساس الإسلام يحقق تطلعات الناس. فهل يلتفت هؤلاء "الإسلاميون" الذين يتأهبون لصياغة الدساتير إلى مبدئهم الإسلامي ويستندون إليه وحده ؟ وهل يطبقون نظراته الإسلامية التي تقلب النظرة الاقتصادية وتصوغ المشكلة الاقتصادية على حقيقتها وهي أنها مشكلة توزيع الثروات بين الناس ؟ وهل يغيّرون وجه الدولة والمجتمع ؟

إن "الإسلاميين" المنتخبَين على مفترق طرق: إما أن يصرّوا على تجريب المجرّب، وإما أن يلتزموا مفاهيم الأعماق التي تتفجر في أنفسهم وتطفوا على السطح في بعض المناسبات الجماهيرية والإعلامية، كما حصل مع الجبالي –رئيس الوزراء التونسي المرتقب- عندما بشّر بخلافة سادسة، وكما حصل مع الشيخ حازم صلاح مرشح الرئاسة المصرية المحتمل، عندما صدع بشرعيّة عودة الخلافة في لقائه قبل أيام مع فضائية مصرية.

ولا شك أن الدعوة لعودة الخلافة لا تستند إلى مجرد استحضار تجربة تاريخية ناجحة ومن ثم إسقاطها على المستقبل، بل هي تستند إلى تطبيق وحي إلهي حدّد نظاما متكاملا لحياة البشر، ومن المعلوم بداهة أنه لا يمكن لمن يعتقد بوجود إله لهذا الكون إلّا وأن يتيقّن بأحقيّته في أن يشرّع للعباد، فهو الخبير بمن خلق وبما يصلح لهم. ومن هنا فلا يمكن لمفاهيم الأعماق لدي "الإسلاميّين" أن تتغير، ولو غطتها دبلوماسية الغزل مع الغرب، ومفاهيم "المرحلية" الخاطئة.

خلاصة القول أن "تجربة" الديمقراطية والدولة المدنية قد فشلت في عقر دارها، وتمخضت اليوم عن أزمات اقتصادية وأخلاقية وسياسية وعن فقدان رسالة خير للبشرية، مما هي من معالم "الدولة المدنية" التي يريد البعض إعادة إنتاجها في الأمة مع وصول "أشخاص" الإسلاميين إلى عروشها.

ولكن نجاح الإسلاميين في الانتخابات بدون برنامج إسلامي خالص لا يمكن أن يؤدي إلى نجاح "الحكم الإسلامي"، ومن هنا فإن "التجربة" القادمة محكوم عليها مقدما حسب جواب السؤال الرئيس: هل تريد هذه الجهات المنتَخبة حكم الإسلام فترضي الله ويرضى عنها عبادُه … أم حكومات للإسلاميين تطبق نفس الأنظمة التي تمخض عنها الغرب فتُغضب الله ويتمرد الناس عليها من جديد؟

21/12/2011

منقول عن موقع حزب التحرير فلسطين