إلى عقبان الشام وعقبان الثورة في كل مكان: احذروا الخفافيش مصاصة الدماء واحذروا الغربان!

5 فيفري 2012

 

ا�ذروا الخفافيش مصاصة الدماء والغربان

إلى عقبان الشام وعقبان الثورة في كل مكان: احذروا الخفافيش مصاصة الدماء واحذروا الغربان!

ولا تؤمروا عليكم إلا عُقاباً ولا ترفعوا إلا راية العُقاب، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم 

 

وهذا لم إختار رسول الله صلى الله عليه وسلم لرايته وللجنود الذين يحاربون تحتها لاعلائها إسم  العُقاب (بضم العين). وهم نوع من انواع الرجال، كالعقاب ليس كبقية الطيور. فما صفات الرجال العُقبان؟

 
العقاب من الجوارح النبيلة القوية، يخلط المعاصرون بينه وبين النسر، مع أنه أشرف من النسر وأنبل، فهو كائن قوي، تعكس ملامحه العزيمة والصلابة، لا يأكل إلا مما يصيد، وينقض على طرائده من عل، وله نظر ثاقب يضرب به المثل، فيقال: (أحدُّ من نظر العقاب)، وسمت العرب بها أبناءها، وجعلته دول كثيرة شعارها، وفي عملتها، وعلى ثياب جنودها.
 
وكان العُقاب شعار القائد المجاهد العظيم صلاح الدين الأيوبي، وهو مرسوم على أسوار قلعته بالقاهرة!
 
وهو مرتفع بنفسه، لا يحب السفوح، ولا المنخفضات، بل دائمًا في العلياء يحلق، وفي القمم يستقر، وهو أيضًا  شديد الحذر، حديد البصر، خفي السفاد (أي يتوارى عن الأعين في اللحظات الحميمة مع المدام بتاعته) وهذه صفات كلها حميدة، رغم أنها كلها متعبة مكلفة.
 
وإذا كان من الرجال رجال صراصير، يحبون البلاعات والمجاري (الأخلاقية والعقيدية والسلوكية) ويرتاحون للزبالة من كل شيء، ويستروحونها، ويرونها أجمل من ربوع مكة المكرمة ورحاب الروضة الشريفة، وجبال سويسرا، وغابات ألمانيا، وشواطئ الريفييرا! فإن من الرجال نبلاء عُقبانًا ينشغلون بالكمالات، والمكارم، ومعالي الأمور؛ مع ما يكلفهم ذلك من كبَد ومعاناة، وغرامات من المال والجهد والوقت والتعرض للأذى:
 
ومن تكن العلياء همةَ نفسه……فكل الذي يلقاه فيها محببُ
لا تحسبن المجدَ تمرًا أنت آكلُهُ……لا بد دون الشهد من إبرِ النحلِ
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ……فلا تقنع بما دون النـجومِ
إذا المرءُ لَم يدنس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ …. فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
 
فأحدهم يستعذب العذاب، ويستمرئ العناء، ويصبر على اللأواء، لأنه صاحب همة، وصاحب مروءة، ويرى أنه خلق عُقابًا، ليكون في الأعالي، ويتربع على القمم، تأملوا معي مثلاً هذا الرجل العجيب، الذي يضع نفسه في موضع النجم بقيمه ونبله، حين يقول:
 
وإن الذي بيني وبين بنـي أبي…….وبين بني عمي لمختلفٌ جــدا فإن أكلوا لحمي وَفَرْتُ لحومَهم…….وإن هدموا مجدي بنيتُ لهم مجدا وإن قدحوا لي نارَ حربٍ بزندهم…….قدحتُ لهم في كل مكرمةٍ زندا وإن ضيعوا غيبي حفِظت غيوبهم…….وإن هووا غيي هويت لهم رشدا ولا أحمل الحقدَ القديم عليهمُ…….وليس رئيسَ القوم من يحمل الحقدا لهم جُلُّ مالي إن تتـابع لي غنىً…….وإن قل مــالي لم أكلفهم رِفدا وإني لعبد الضيفِ ما دام نازلاً…….وما شيمةٌ لي غيرهـا تشبه العبدا
 
رجل عجيب، يهوى – بهمته – وجع الراس، ويسلك سلوك النبل والسيادة، وحراسة القيم، والحقوق، حتى لو ترك ذلك أهلُه وأقرب المقربين منه، وما يضيره إذا كان عُقابًا حين يرضي آخرون بحياة الصراصير؟!
 
وأخلاق الرجال العقبان تتجلى في أشياء، منها: 

** أنهم لا يسقطون على الناس الناقصين، بل لا يعاشرون إلا الكرام والمستقيمين، ولا يجالسون إلا النبلاء والصالحين؛ قال أبو حاتم رحمه الله: أجمع أهل التجارب للدهر، وأهل الفضل في الـدين، والراغبون في الجميل على أن أفضل ما اقتنى الرجل لنفسه في الدنيا، وأجل ما يدخر لها في العقبى، هو لزوم الكرم، ومعاشرة الكرام؛ لأن الكرم يحسن الذكر، ويشـرف القدر، وهو طباع ركـبها الله في بني آدم، فمن الناس من يكون أكرم من أبيه، وربما كان الأب أكرم من ابنه، وربما كان المملوك أكرم من مولاه، ورب مولى أكرم من مملوكه.

وحين أراد أبو حاتم نفسه أن يحدد ما يقصد بالرجل الكريم قال: الكريم من إذا أُعطي شكر، وإذا مُنع عذر، وإذا قُطع وصل، وإذا وصل تفضل، ومن إذا سأله أحد أعطاه، ومن لم يسأله ابتدأه، وإذا استضعف أحدًا رحمه، وإذا استضعفه أحد رأى الموت أكرم له منه، واللئيم بضد ما وصفنا من الخصال كلها؛ قلت: وهو الصرصور!

وقال كذلك: الكريم يلين إذا استُعطف، واللئيم يقسو إذا ألطف، والكريم يُجل الكرام، ولا يهين اللئام، ولا يؤذي العاقل، ولا يمازح الأحمق، ولا يعاشر الفاجر، تراه مؤثرًا إخوانه على نفسه، باذلاً لهم ما ملك، إذا اطلع على رغبة من أخ لم يدع مكافأتها، وإذا عرف منه مودة لم ينظر في قلق العداوة، وإذا أعطاه من نفسه الإخاء لم يقطعه بشيء من الأشياء.
 
** ومنها أن الرجل العُقاب، لا يأكل من فضلات غيره، ولا يسطو على عرق أحدٍ وعمله، فينسبه لنفسه، ولا يغير على عرضه فيستبيحه ويلِغ فيه، ولا يسطو على ماله فينتهبه، ولا يستبيح غيبته بما يسوؤه، فهو دائمًا في ارتفاع؛ يربأ بنفسه عن المخازي، ويعلم أن الله تعالى يحب معالي الأمور، ويكره سفسافها. يقول القاضي الجرجاني رحمه الله:
 
يقولون لي فيك انقباض وإنما … رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم … ومن أكرمته عزة النفس أكرما
ولم أَقْضِ حق العلم إن كان كلما … بَدَا طمَعٌ صيَّرته لي سُلَّما
وما زلت منحازًا بعرضي جانبًا … من الذل أَعْتَدُّ الصيانة مغنما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى … ولكن نفس الحر تحتمل الظما
أنزّهها عن بعض ما لا يشينها … مخافة أقوال العِدَا فيمَ أو لِما
فأُصبحُ عن عيب اللئيم مُسلَّما … وقد رحت في نفس الكريم معظَّما
وأقبض خطوي عن حظوظ كثيرة … إذا لم أنلها وافر العِرض مكرما
وأُكرم نفسي أن أضاحك عابسًا … وأن أتلقَّى بالمديح مذمَّـما
وكم طالبٍ رقّي بنعماه لم يصل … إليه وإن كان الرئيس المعظما
وكم نعمة كانت على الحُرّ نقمة … وكم مغنم يعتده الحر مغرما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي … لأخدم من لاقيت لكن لأُخدما
أأشقى به غرسًا وأجنيه ذلة … إذا فاتِّباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم … ولو عظموه في النفوس لعظَّما
ولكن أهانوه فهان ودنَّسوا … محياه بالأطماع حتى تجهما
وما كل برق لاح لي يستفزني … ولا كل من في الأرض أرضاه منعما
 

** كذلك هو لا يستعرض لحوم نسائه، ولا يعرضها على النسور – واللي ما يشتري يتفرج – بل هو (خفي السفاد) وهذا من عجيب الأمور، فأين منه الصراصير المتحضرة، التي** تحب أن تعرض وتستعرض، وتكشف وتنكشف، وتفضح وتنفضح؟!

** ومنها أن الرجل العُقاب أسير الجميل، إذا أحسنت إليه مرة حملها لك مدى عمره، لم ينس مكرمة غيره، في حين لا يذكر من عمـل نفسه شيئًا، إذا أحسنت إليه أسرته واستعبدته:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكتَهُ……وإن أنت أكرمتَ اللئيم تمردا
 

** ومنها أنه لا يرضى بالدنية، ولا يقبل الإهانة، بل هو عَيوف، صَدوف، خصوصًا إذا ديس على طرفه، أو غُمز كبرياؤه، أو أحس بتلميح لا يليق:

خلقت عيوفًا لا أرى لابنِ حُرةٍ……عليّ يدًا أُغضي لها حين يغضبُ
إذا أنا لم أعـط المكارم حقـها……فلا عَزني حال.. ولا عـزني أب
 

** وهو كائن صبور حليم، واسع الصدر، يصبر، ويتجاوز، ويحلم ويصفح، ويسبق بالعطاء، ويكظم عند الابتلاء، فإذا أسرته قهرته، وكنت على وشك من قتْلِه.

والعُقاب لا يتلون، ولا يتظاهر، ولا يتماوت، ولا يحب الضعف والضعفاء، وسعادته أن ينطلق على مخدات الهواء، يطفو الهويـنى، كأنما ينزلق على الماء، دون اكتراث، ولا تعمُّل؛ فالجو ملعبه، والنسيم مستراحُه، والغيوم منتجعه.
 
** وهو عصيٌّ أن يؤكل أو يشوَى أو يُطبخ، أو تعبث به النساء ذوات العضلات في السجون (الحرة) وعصيُّ كذلك أن ينحني، أو يهادن، أو يلين، لذا فالحل معه أن يُنـتف ريشه، أو يكسر عظمه ومنقاره، أو يخنق من عنقه، أو يطارَد فراخه في أعشاشها، أو تُنقض هذه الأعشاش، وتقوض، وأن يُرش هو ذاته بالسموم والنابالم، والمواد الكيماوية، واليورانيوم المنضب، والقنابل الألف رطل، والفسفور الأبيض،وأن يقطع إربًا، فقط ليقول: آه، أو لعله يتوسل ويرجو؛ تحت طائلة لغة قهر الرجال!
 
كتبه عبد السلام البسيوني -بتصرف بسيط
 
 

الآساد والفُسَّاد ! بقلم خالد زروان

25 ديسمبر 2011

 

الآساد والفساد

الآساد والفُسَّاد !

بقلم خالد زروان 

لسائل أن يسأل بأي دين يدين هؤلاء؟!!

تحالف أحبار أن سلول منذ ما يقارب ال-300 سنة مع الإنجليز ثم الأمريكان، على دولة الخلافة حتى هدموها ثم على مشروع عودة الإسلام إلى الحكم، ثم رأينا تحالف رؤوس الشيعة كالسيستاني ونظام ولاية الفقيه في إيران مع المارينز والإحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان ولدول الخليج والقتال في صفوفهم جنباً إلى جنب … واليوم نجد رأساً من الجهل يفتي لليبيين والآن للسوريين بجواز التدخل الدولي في سوريا!!!

 

ومن عرف السبب، بطل العجب … هذا السيخ من مؤسسي "حلقة الأصالة والتقدم" مع رؤوس المخابرات الأمريكية منذ 1993 لهدفين: إصلاح الحضارة الغربية وإدماج الإسلام فيها … ولذلك نراه تدعو لوسطية إختلق لها معنًى من رأسه، بأن جعل معناها، "منزلة ما بين المنزلتين" أي لتوافق تماماً نظرة النظام الرأسمالي لحلول المشاكل بأن بنيت على "الحل الوسط بين الكنيسة والإقطاع"!!! في حين من يراجع اللغة ويراجع كتب تفاسير القرآن في قوله تعالى "وجعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً" يجد أن معنى "وسطاً" هي "خيرة الأمر وصدره" كأن نقول "كان محمد وسطاً من قومه" أي خيرة قومه. وهي قطعاً ليست وسطية القرضاوي التي تعني مشروع الأمريكان … بأن يتنازل الإسلام والمسلمون على وسطيتيهم على الناس أي زعامتهم وريادتهم لهم "لتكونوا شهداء على الناس"…بالإسلام "ويكون الرسول عليكم شهيداً"…

 

فهذا المعمم وغيره من رؤوس الجهل هم: الثورة المضادة عينها! وأهلنا في سوريا يقودهم إسلامهم ببصيرة من الله ولن تنطلي عليهم حبائل القرضاوي أو غيره ممن إكتسى التدين ليخدم به مصالح الكافر المستخرب.

 

الثورة المضادة: ثورة أمريكية شاملة وحرب ناعمة على الإسلام بأموال وأبناء المسلمين!

الكشف عن ملامح الجانب الأمريكي السعودي من شبكة الإلتفاف على الثورة! 

بقلم خالد زروان

http://almostanear.maktoobblog.com/1025/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%AD%D8%B1/

 

اهلنا في سوريا يخرجون كاشفي وجوههم عراة الصدور ليقولوا لطاغية الشام:

"بالجراح أُثخنت أجسادنا … بالموع مُلئت مآقينا … ولكننا صامدون … فلا ترحل نحن قادمون"، والقرضاوي من جحره على بعد أمتار من القاعدة  الأمريكية التي تحوي القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى… يفتي للناتو  بفتح أسواق السلاح والحروب وإعمال القتل في اهلنا ونهب خيراتهم … والأهم من ذلك كله نهب مستقبلهم وكسر تصاعد ثورتهم واستدامة استعبادهم … القرضاوي يجيز التدخل الدولي في سوريا! … يستحل بلاد المسلمين وأموالهم وأعراضهم بإسم ألدين، فأي رأس جهل هذا؟! ولا عجب وقد أفتى سابقاً بجواز قتال المسلم في صفوف المارينز في أفغانستان والعراق!!!! عجائب تنتهي عندما نعلم طبيعة المشروع الذي ينضوي تحت لوائه.

 

"وسطية" القرضاوي التي أودتة المهاوي 

خالد زروان

 http://almostanear.maktoobblog.com/1133/%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D8%AF%D8%AA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%83-%D8%A8%D9%82/

 

كتب الأستاذ أحمد الخطواني وهو سياسي ملتزم بقضايا الأمة:

 

"فتوى القرضاوي بجواز التدخل الدولي في سورية تُمهد لتكريس النفوذ الاستعماري في بلاد المسلمين" بقلم احمد الخطواني

 

أفتى الشيخ يوسف القرضاوي بجواز التدخل الدولي في سورية بحجة وقف المجازر التي يقترفها النظام السوري ضد المدنيين فقال: "إذا لم يتمكن العرب من وقف المجازر بحق المدنيين فيكون من حق السوريين طلب التدخل الدولي".

وطمأن القرضاوي الدول الغربية على الأوضاع في البلاد العربية في حالة وصول الإسلاميين فيها إلى السلطة فقال: "ستكون الدول التي تشهد الصحوة ويحكم فيها الإسلاميون عاقلة وحكيمة في تعاملها مع الغرب وإسرائيل لكنها لن تقبل القمع".

إن آراء القرضاوي هذه لا شك أن فيها من الخطورة والكارثية على الأمة الإسلامية بما لا يُتوقع وما لا يخطر على بال، فهي أولاً تُبرر للغرب المستعمر استمرار التدخل في أخص وأهم شؤون المسلمين، وتمنحه ثانياً كل الذرائع (الشرعية) للاستمرار في العبث بمقدرات الشعوب الإسلامية، وتجعله ثالثاً شريكاً بل ووصياً على ثوراتها.

إنها آراء غريبة لا تُعبّر عن ثقافة أية أمة من الأمم العريقة فضلاً عن الأمة الإسلامية، فلا يوجد مفكر ملتزم بقضايا أمته يقبل -تحت أية ظروف- يمنح عدوه شرعية التدخل في الأمور السيادية لدولته، وهذه الآراء فوق كونها باطلة شرعاً كونها لا تستند إلى أي دليل شرعي فهي أيضاً تحافظ على نفوذ الغرب العسكري والسياسي والاقتصادي في ديار المسلمين، وتركز قواعده الاستراتيجية القائمة في المراكز الحيوية في كل البلدان العربية والإسلامية، وهو الأمر الذي يتنافى تماماً بل يتناقض مع استقلالية القرار في هذه البلدان ويحول دون سعي الشعوب الإسلامية الحثيث لتحقيق هدف الأمة الرئيسي في طرد كل النفوذ الأجنبي في البلاد الإسلامية." إنتهى 

http://siyasa1.blogspot.com/2011/12/blog-post_22.html?spref=fb

 

 

“وسطية” القرضاوي التي أودتة المهالك! بقلم خالد زروان

25 ديسمبر 2011

قاوم

"وسطية" القرضاوي التي أودتة المهالك! 


خالد زروان 

 

 

تماماً ك "العلمانية الجزئية" للغنوشي، للقرضاوي لبنته في تأسيس المشروع الأمريكي ودين الدجال الجديد، انها "الوسطية".

 

"الوسطية" يعرفها القرضاوي على أنها (المنزلة ما بين الطرفين) كأن تتخذ مواقف بين موقفين وهو مفهوم الحل الوسط الرأسمالي. في حين أن الشرع قد قال كلمته في "الوسطية" إن كان ما يعنيه القرضاوي مشتق من كلمة "وسطاً" من آية "وجعلناكم أمة وسطاً". "الوسطية" يعرفها الشرع أنها "الصدر وخير الأمور"، كأن نقول "كان محمد وسطاً في قومه" أي خيرهم وصدر لهم في نسبه. راجعوا تفسير "وجعلناكم أمة وسطاً")!

 

هذه الوسطية بمفهوم القرضاوي هي التي جعلته لا يرى حرجاً في الأخذ من لينين وماركس وإنجلز ورز وفولتير وكل فكر كفر … يقول عن خصائص الدين -ويسميه "الإسلام"- الذي يدعو إليه: "يأخذ من الديمقراطية أحسن ما انتهت إليه من الصيغ والضمانات، لحماية حقوق الشعوب في مواجهة الحاكمين، ويأخذ من الاشتراكية أمثل ما انتهت إليه من الصيغ والضمانات، لحماية حقوق الفئات المطحونة في مواجهة المالكين والقادرين، ويستفيد من كل الآراء والنظريات، وإن كانت فلسفتها الأساسية مرفوضة عنده، كفلسفة فرويد، وماركس، ودوركايم." صدرت على موقعه في سبتمبر 2011 وفي خضم تكالب الثورة المضادة وخصوصاً الجانب الأمريكي منها على ثورتنا… (0)

 

هذه الوسطية أهي التي جعلته يجيز للمسلم الإنضواء في صفوف المارينز والقتال في صفوفهم في أفغانستان والعراق … هذا الرابط الذي تم حذف محتواه من على موقع القرضاوي بعد أن انتهت صلوحية الفتوى ونزلت الفأس في الرأس وسحبها 

http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=1746&version=1&template_id=105&parent_id=16#فتوى%20للأمريكان%20المسلمين%20بجواز%20القتال%20في%20صفوف%20الجيش%20الأمريكي

 

ولاحظ العنوان في الرابط …. "فتوى للأمريكان المسلمين بجواز القتال في صفوف الجيش الأمريكي" مباشرة بعد غزو أفغانستان!!!.

 

وهذا إستفسار عنها في أرشيف الجزيرة يجيب عنه القرضاوي:

ماهر عبد الله: سؤال من الأخ عز الدين بلحاح -في نفس هذا المعرض- الأخ مهندس من تونس يقول: كيف تستذكرون القصف الأميركي على أفغانستان، وفي نفس الوقت تفتون للأميركيين المسلمين القتال في صفوف الجيش الأميركي؟

 

د. يوسف القرضاوي: هذه قضية لها ملابساتها الخاصة، أحد الإخوة الذين يعملون أئمة في الجيش الأميركي الأخ عبد الرشيد كان وجه سؤال إلى بعض الأخوة في القاهرة وأجاب عليه أخونا الأستاذ الدكتور محمد سليم العوا ومعه بعض الإخوة وأشاروا.. بعثوا إلي البتاع.. ووقعت عليها في الجملة، ثم أصدرت تعقيباً أوضح فيه الموقف، ذكرت إن الموقف الإسلامي الأصلي أنه يحرم قتال المسلم للمسلم، بأحاديث صحاح صريحة "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"، "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" وقلت هذا هو الأصل والمفروض إن المسلم إذا كان في جيش حديث، الجيوش الحديثة لا يستطيع الإنسان فيها أن يتحرك باختياره، هو بيتحرك بحركة الجيش، هو ترس في دولاب كبير أو ماكينة كبيرة فهو ليس له إرادة، وإذا كان فيه أي جيش، حتى الجيوش العربية والإسلامية الجندي فيها لا يملك أمر نفسه، فإذا كان يستطيع أن يتخلص إذا فرض عليه هذا بأن يأخذ إجازة أو يعني يستقيل أو يعمل أي شيء فليفعل هذا، وإذا كان يستطيع أن يعمل في الجبهة الخلفية في خدمة الجيش وليس، فيفعل، وإذا اضطر إلى القتال، فليبعد عن القتل المباشر، ما أمكن وإذا.. وإذا فعل هذا يفعله وهو كاره ومنكر له بقبله وذلك أضعف الإيمان، هذا ذكرته في تعقيب على هذه الفتوى ونشر في إسلام أون لاين ونشرته بعض الصحف، فهذا هو الموقف بعد هذا.. كل ما في الأمر إنه قلنا إذا كان يخاف على الجماعة الإسلامية إذا المسلمون تخلفوا جميعاً عن هذه الحرب إن الجماعة الإسلامية يكون هذا خطر على وجودها وتصنف في مربع المتهمين أو إنهم طابور خامس أو أنهم يعيشون في البلد وولائهم لغير أو.. أو كذا ويخاف على الوجود الديني الإسلامي والدعوى في هذه البلاد، فهنا موقف آخر، هنا نسميه فقه الموازنات، هل مصلحة الأفراد أو مصلحة المجموعة الإسلامية هذا هو الذي توقف عنده كثير من الإخوة." إنتهى (1)

 

هذه الوسطية التي تجعله يطالب مجاهدي الشيشان ضد الغزو الروسي بنبذ العنف (2)

 

هذه الوسطية هي التي جعلته لا يرى مانعاً في الإستعانة بالناتو في ليبيا … وهي نفسها التي تجعله اليوم يجيز التدخل الدولي في بلاد الشام الحبيبة …!!!

 

وسطية القرضاوي هذه يثني عليها سنة 1997 "جون فول" أحد أعضاء "حلقة الأصالة والتقدم"

 

"-COTP

 

*  أنها تساهم في "وسطية الثورة"!!!! أي منزلة ما بين المنزلتين!

 

ماذا قال؟!!!!

 

نعم، إنه يقول "وسطية الثورة"! أعيد "الثورة"! جون فول يتحدث عن الثورة سنة 1997!؟

 

فعن أي ثورة يتحدث جون فول سنة 1997?!

 

يفهم من هذا أن الصحوة الإسلامية منذ التسعينات وقبلها ينظر لها الأمريكيون على أنها ثورة إسلامية صاعدة سوف تعيد الإسلام كما هو، ويتم إستغلال المفهوم المغالط للوسطية -من ضمن مفاهيم أخرى- لدى القرضاوي من أجل تمييعها!

 

 

سنة 1997 وبعد إنشاء "حلقة الأصالة والتقدم" 

-COTP- (3)

نشر جون ايسبوزيتو كتاباً فيه مشاركات للكثير من الباحثين الأمريكيين في الإسلام، عنوانه "الإسلام السياسي: ثورة، أصولية أم إصلاح؟" -Political Islam: Revolution, Radicalism, or Reform?-

. وقد جاء في مشاركة جون فول -وهو أيضاً أحد مؤسسي "حلقة الأصالة والتقدم: "الهام حقيقة في الإسلامية المعاصرة هو الطريقة التي من خلالها مكنت الإتصالات المعاصرة مفكري الإسلاميين المعتدلين ومؤسسات بحثية من التواصل بصفة مكثفة ومطردة. من قواعد مؤسساتية متباعدة من مثل الولايات المتحدة، كوالالامبور ولندن "الروابط الإسلاموية الفعالة حقيقة اليوم، هؤلاء هم الذين بصدد تغيير الواجهة العالمية للإسلام السياسي" (P244)

وذكر من ضمن المؤسسات "المعهد العالمي للفكر الإسلامي 

-IIIT

في فرجينيا بأمريكا والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا والمؤسسة الإسلامية بلندن.

وذكر جون فول بمساهمات منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة العالم الإسلامي في التصاعد على المستوى العالمي لوسطية -كتبها جون فول كما هي بالأحرف اللاتينية- الثورة التي أصبحت الآن ممكنة من خلال التكنولوجيا التي تجتاح العالم الإسلامي" 

النص كما ورد سنة 1997: "In addition, Voll cites the contributions of organizations with such different priorities as the World Muslim League and the Organization of the Islamic Conference to the increasingly cosmopolitan wasatiyya of the revolution made possible by technology which is now sweeping the Muslim world."

 

النص كاملاً:

"Rejecting the working assumption of beltway geostrategists that the relevant linkages among Islamists are those between Iran and Sudan or such putatively "terrorist" groups as Hizbollah, Hamas and Islamic Jihad, John Voll argues that what is truly important in contemporary Islamism is the way in which modern communications have enabled moderate Muslim intellectuals and scholarly organizations to interact in a sustained and intensive fashion. From institutional bases in such distant locations as the United States, Kuala Lumpur, and London, the "really effective Islamist linkages today," he observes, "are those that are changing the whole worldview of political Islam" (p. 244). In this regard, Voll mentions the International Institute of Islamic Thought in Herndon, Virginia, the International Islamic University in Malaysia, and the Islamic Foundation in the United Kingdom (note might also have been taken of the School of Islamic and Social Sciences in Leesburg, Virginia). In addition, Voll cites the contributions of organizations with such different priorities as the World Muslim League and the Organization of the Islamic Conference to the increasingly cosmopolitan wasatiyya of the revolution made possible by technology which is now sweeping the Muslim world. (Here also, the annual Janadriyyah Festival and conference program in Saudi Arabia deserves mention). In particular, policy intellectuals in Washington should take to heart Voll’s observation that to understand terrorism in Algeria or Egypt one may far more usefully focus on political conditions in those countries than search for some "secret Iranian payroll" or "terrorist training camp in Sudan" (p. 244)."

 

John L. Esposito, Editor. Political Islam: Revolution, Radicalism, or Reform? Boulder: Lynne Riener Publishers, 1997. 281pp., including bibliography and index. Hardcover $55.00.

http://findarticles.com/p/articles/mi_m2501/is_4_21/ai_58564196/

 

 

كما قام كاتب وبحث آخر هو بايكر بتحديد الذين يمكن وصفهم ب"الوسطية". وكان القرضاوي احدهم:

 

According to Baker, Islamic wasatiyya in Egypt includes (1) the Labor Party and the newspaper al-shaab, the outlook of both of which has been shaped by Adel Hussain; (2) such professional associations as the Medical Association which, through the efforts of Essam Eryan, now provides a range of health and social services and constitutes a platform for national dialogue; and (3) the "New Islamic Trend" represented by such distinguished religious intellectuals as Yusuf al-Qaradawi, Kamal Aboul Megd, and Fabmy Huwaidy (pp. 125-127). [2] Baker observes that although these moderate Islamists have written an "entire library of books and articles," their contributions remain "virtually unknown" in the West (pp. 125, 115). Perhaps Baker’s own work, and that of The Circle of Tradition and Progress, will contribute to a rectification of that unfortunate situation.

 

John L. Esposito, Editor. Political Islam: Revolution, Radicalism, or Reform? Boulder: Lynne Riener Publishers, 1997. 281pp., including bibliography and index. Hardcover $55.00.

http://findarticles.com/p/articles/mi_m2501/is_4_21/ai_58564196/

 

 

مصادر:

(0) خصائص الإسلام الذي ندعوا إليه" د. يوسف القرضاوي

http://www.qaradawi.net/fatawaahkam/30/5189-2011-09-19-07-54-00.html

 

(1) http://www.aljazeera.net/channel/archive/archive?ArchiveId=90035

 

(2) http://islamtoday.net/albasheer/artshow-12-139643.htm 

 

(3) راجع المقال أسفل على صفحتنا:

الثورة المضادة: ثورة أمريكية شاملة وحرب ناعمة على الإسلام بأموال وأبناء المسلمين!

الكشف عن ملامح الجانب الأمريكي السعودي من شبكة الإلتفاف على الثورة! 

بقلم خالد زروان على هذا الرابط:

http://almostanear.maktoobblog.com/1025/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%AD%D8%B1/


حكم الإسلام … أم حكومات الإسلاميين ! بقلم الدكتور ماهر الجعبري

21 ديسمبر 2011

 

 

Øكم الإسلام أم Øكومات الإسلاميين

 

حكم الإسلام … أم حكومات الإسلاميين !

الدكتور ماهر الجعبري

 

تمخضت صناديق الانتخابات في كل من مصر وتونس عن تأييد كبير لمن يحمل شعار الإسلام، مما يشير بوضوح إلى أن المشاركين قد صوتوا للشعار الإسلامي، وأنهم يتطلعون إلى أن يُحكَموا على أساس الإسلام، وهو مؤشر يكشف عن مكنون الأمة النفيس، ويتوافق مع نتائج استطلاعات للرأي سبق أن قامت بها مؤسسات عالمية، مثل مؤسسة "جالوب" الأمريكية، التي كشف استطلاعها عام 2007 (http://www.almokhtsar.com/node/11069)  Ø£Ù† أكثر من 90% من "الشعب" المصري يؤيد تحكيم الشريعة الإسلامية، وأن حوالي ثلثي المصريين يطالبون بجعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع، وهنا تبرز لدى المحلّلين تساؤلات حول إمكانية نجاح "الإسلاميين" المنتخبين في "تجربة" الحكم.

من المقبول أن يتوقع البعض أن "الإسلاميين" -بأشخاصهم كحكام- يستطيعون أن يحاصروا مستوى الفساد المالي والإداري في المؤسسات الرسمية، وكذلك المحسوبيات، ويستطيعون أن يمنعوا سرقات الأموال العامة، وأن يمنعوا تزييف إرادات الناس في انتخابات زائفة، وأن ينهوا حالات الكبت والقمع الذي مارسته الأنظمة المستبدة، وأن يحسّنوا مناهج التعليم وأن يفتحوا المجال للبحث العلمي المنتج. وهذه الأمور بحد ذاتها إنجازات مستهدفة ضمن مشروع الأمة، وهي لا شك كذلك، ولكن السؤال الأهم هنا: هل تنهي هذه الإنجازات المادية الممكنة حالة الانحطاط التي عاشتها الأمة، وتحرر الشعوب من الارتهان للبرامج والمشروعات الغربية التي عانت منها الأمة طيلة العقود الماضية؟ وهل تؤدي إلى تغيير سياسي-اقتصادي-اجتماعي يعيد الإشراق لوجه الأمة الحضاري ؟

إن مشكلة الكيانات السياسية التي ثارت عليها الأمة تمثلت في أشخاص الحكام الذين انتهى بعضهم، ويترقب البعض الآخر دوره، وفي الأنظمة والدساتير التي كانوا يطبقونها، وفي المرجعيات التي استندت إليها، وفي طبيعة العلاقات الدولية التي صاغوها أو فُرضت عليهم، وفي السياسات الاقتصادية التي أُلزموها، وفي البرامج الاجتماعية –التغريبية- التي نفذوها.

ومن الواضح أن دلالة شعار الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام" لا تنحصر ضمن حدود إسقاط أشخاص الرؤساء وتنصيب حكام "إسلاميين"، بل هي تعني أيضا إسقاط كل ما ارتبط به الرؤساء المُسقَطون من سياسات وعلاقات، وبالتالي، فإن الناس التي أسقطت الأنظمة تتوقع من "الحكام الجدد" أنظمة بديلة تماما، تنقلب على "طريقة العيش" الفاسدة التي فرضتها الأنظمة التي سقطت، وتعيد صياغة طريقة العيش على أساس إسلامها الكامن في أعماقها، والذي أشعل فيها الثورة، مع اشتعال النار في جسد البوعزيزي.

ولذلك، فإن التغيير المنشود من قبل من يصوتون "للإسلاميّين"، ومن قِبل من اشتعلوا ثورة ضد الأنظمة السابقة، يتطلب تغيير الدساتير على أساس الإسلام –وحده!- وحل المشكلة الاقتصادية، وإنهاء حالة الهيمنة الغربية على مصالح ومقدرات الأمة، وتحرير البلاد التي رزحت تحت الاحتلال لعقود طويلة، ومسح الخطوط التي خربشتها تلك الهيمنة على خارطة المسلمين، وإعادة الاعتبار لقيم الأمة في الاجتماع وفي الإعلام وفي التعليم وفي الفن وفي السياحة … وفي كل مناحي الحياة، ومن هنا كان التعبير المتمثل في "تغيير طريقة العيش" هو الجامع لهذا التغيير المنشود على أساس الإسلام. ومن الطبيعي أن من يصوّت للإسلام يريد أيضا أن يحمل الإسلام رسالة خير عالمية (كما حمل الغرب الديمقراطية رسالة عالمية!)، وبالتالي يتطلع إلى صياغة أسس السياسة الخارجية لتصبح قائمة على هذا الحمل للخير كمصلحة مبدئية، كما صاغت الرأسمالية سياستها الخارجية على أساس مصالحها المبدئية في حمل الديمقراطية للعالم، وكما تحاول اليوم محاصرة هذه الثورات ضمن حدود رسالتها "الديمقراطية" هذه.

ولكن المتابعة لبعض تصريحات "الإسلاميين" المنتخبين تدلل على أنهم يحسبون أنهم قادرون على تحسين حياة الناس مرحليا -كما حصل في تركيا- من خلال استهداف منجزات التحسين المادي لجوانب الحياة "المدنية"، ويظنون أنهم قادرون في تلك الحالة على التناغم مع الناس ومع الغرب في آن واحد، في معادلة مستحيلة واقعيا ومبدئيا.

فهم سيصطدمون بمواجهات على عدة جبهات في مسيرتهم تلك، منها فلول الأنظمة البائدة، ومنها طبقة العلمانيين –في خانة المعارضة- الذين ظنوا طيلة العقود الماضية أنهم النخبة البديلة عن الأنظمة المستبدة، وهم الآن يتحركون حركات المذبوح في النزع الأخير بعد فشلهم الانتخابي، وهي حركات خطرة في العادة. هذا عدا عن خوض "الإسلاميين" حالة من الصراع الداخلي في أنفسهم، وفيما بينهم: بين مفاهيم الأعماق التي يحملونها وبين التنازلات المبدئية التي سيدفعونها، في حالة القبول بأن يكونوا "أشخاص حكام جدد" على أساس مفاهيم الحكم والاقتصاد والاجتماع الغربية، والتي تتمثل اليوم في شعار "الدولة المدنية".

إن الدول المدنية-العلمانية- التي أسّسها الغرب على أنقاض الحكم الكنسي الديني، قد آلت اليوم إلى مجموعة من الأزمات الاقتصادية حتى غدت سمة هذا العصر، وتلك الأزمات قد تمخضت عن –وترافقت مع- مشاكل سياسية تهد اليوم بقاء الاتحاد الأوروبي، وتنذر بتحركات جماهيرية قد تتصاعد في أمريكا، كما طفا على شاشات الإعلام في مشهد يشبه ميادين التحرير، مما يؤكد أن نموذج الدولة المدنية، لا ينجح في حل مشاكل الإنسان، هذا عدا عن إفلاسه الحضاري والثقافي والاجتماعي كما تشير الإحصاءات الغربية حول حالات الاغتصاب، وكما تدلل تشريعات الزواج المثلي، وحروب النفط، ومعتقلات غوانتانامو، ومنع مظاهر اللباس التي تذكّر بالإسلام في فرنسا.

وتلك الأزمات التي يعاني منها الغرب هي نتيجة طبيعية للنظام الرأسمالي المهيمن على السياسات الاقتصادية، حيث حصر النظرة للمشكلة الاقتصادية في زيادة الإنتاج، وأغفل موضوع التوزيع، مما أدى إلى تركّز الثروات في أيدي فئة قليلة من أثرياء العالم. ومن ثم تفتّقت الرأسمالية عن مصطلح "الناتج القومي الإجمالي"، وظلّت تراقب زيادته كمؤشر على النمو الاقتصادي، ولكنه بقي نموا "دولة بين الأغنياء" منهم، ولم يتوزع إلا في البيانات الإحصائية، عندما تم تقسيم ذلك الناتج "رياضيا" على عدد السكان، ولم يتم تقسيمه "فعليا" من خلال أنظمة وتشريعات، ومن خلال ممارسات واقعية توصله لأيدي الفقراء، فخرجوا في شوارع الغرب متذمّرين من الرأسمالية ومما تمخض عن دولتها المدنية.

والرأسمالية ابتدعت نظام العملات الورقية وما نتج عنها من تضخم، وابتدعت الشركات المساهمة وما نتج عنها من اقتصاد وهمي، يتحرك على شاشات الحاسوب بمبالغ وأرقام خيالية أكبر بكثير من القيم الحقيقية التي تتحرك على الأرض، وابتدعت برلمانات تصوّت على المسموح والممنوع ولو كان زنا أو زواجا مثليا، ولو كان اتفاقية تقرر احتلال الأرض، وابتدعت الكثير من الأنظمة التي أدت إلى شقاء البشرية كما هو مشاهد ملموس.

إن تمثّل شعار الدولة المدنية لدى بعض "الإسلاميين" المنتخبين، رغم ما آلت إليه عند من ابتدعها كحل للهيمنة الكنسية في أوروبا، يكشف عن حالة مرضية في التفكير لدى بعضهم، حيث باتوا كأنهم يدعون إلى إعادة إنتاج مسلسل التيه الذي عاشه الغرب على أساس الدولة المدنية، متناسين أن الأمة تمتلك الحل الأصيل –ولا نقول البديل- لمشاكل الإنسان.

وإضافة لذلك فإنهم في تلك الحالة يكونون قد تخلّوا عن حمل الإسلام كبديل حضاري يُعيد صياغة الأنظمة السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية وحالات السلم والحرب، بل حملوا رسالة الغرب الديمقراطية، ومن ثم فمن الممكن أن يتحولوا إلى "ساسة-دراويش" تتلاعب فيهم القوى الدولية، وتُسقطهم فيما سقطت فيه من أوحال، ومن ثم يسقطون في أعين الناس، ويفشلون في تجاوز الأزمات الاقتصادية، مما يخلق لهم أزمات سياسية وداخلية لا قبل لهم بها.

إن التخلص من أشخاص الحكام الفاسدين يمكن أن يؤدي إلى طبقة من الحكام "الشرفاء"، ولكنه لا يمكن إن يؤدي إلى حكم رشيد على أساس الإسلام يحقق تطلعات الناس. فهل يلتفت هؤلاء "الإسلاميون" الذين يتأهبون لصياغة الدساتير إلى مبدئهم الإسلامي ويستندون إليه وحده ؟ وهل يطبقون نظراته الإسلامية التي تقلب النظرة الاقتصادية وتصوغ المشكلة الاقتصادية على حقيقتها وهي أنها مشكلة توزيع الثروات بين الناس ؟ وهل يغيّرون وجه الدولة والمجتمع ؟

إن "الإسلاميين" المنتخبَين على مفترق طرق: إما أن يصرّوا على تجريب المجرّب، وإما أن يلتزموا مفاهيم الأعماق التي تتفجر في أنفسهم وتطفوا على السطح في بعض المناسبات الجماهيرية والإعلامية، كما حصل مع الجبالي –رئيس الوزراء التونسي المرتقب- عندما بشّر بخلافة سادسة، وكما حصل مع الشيخ حازم صلاح مرشح الرئاسة المصرية المحتمل، عندما صدع بشرعيّة عودة الخلافة في لقائه قبل أيام مع فضائية مصرية.

ولا شك أن الدعوة لعودة الخلافة لا تستند إلى مجرد استحضار تجربة تاريخية ناجحة ومن ثم إسقاطها على المستقبل، بل هي تستند إلى تطبيق وحي إلهي حدّد نظاما متكاملا لحياة البشر، ومن المعلوم بداهة أنه لا يمكن لمن يعتقد بوجود إله لهذا الكون إلّا وأن يتيقّن بأحقيّته في أن يشرّع للعباد، فهو الخبير بمن خلق وبما يصلح لهم. ومن هنا فلا يمكن لمفاهيم الأعماق لدي "الإسلاميّين" أن تتغير، ولو غطتها دبلوماسية الغزل مع الغرب، ومفاهيم "المرحلية" الخاطئة.

خلاصة القول أن "تجربة" الديمقراطية والدولة المدنية قد فشلت في عقر دارها، وتمخضت اليوم عن أزمات اقتصادية وأخلاقية وسياسية وعن فقدان رسالة خير للبشرية، مما هي من معالم "الدولة المدنية" التي يريد البعض إعادة إنتاجها في الأمة مع وصول "أشخاص" الإسلاميين إلى عروشها.

ولكن نجاح الإسلاميين في الانتخابات بدون برنامج إسلامي خالص لا يمكن أن يؤدي إلى نجاح "الحكم الإسلامي"، ومن هنا فإن "التجربة" القادمة محكوم عليها مقدما حسب جواب السؤال الرئيس: هل تريد هذه الجهات المنتَخبة حكم الإسلام فترضي الله ويرضى عنها عبادُه … أم حكومات للإسلاميين تطبق نفس الأنظمة التي تمخض عنها الغرب فتُغضب الله ويتمرد الناس عليها من جديد؟

21/12/2011

منقول عن موقع حزب التحرير فلسطين 


على الليبيين إستئناف حرب التحرير: القذافي ومافيا الإحتلال الدولي لليبيا، “فانبذ اليهم على سواء” بقلم خالد زروان

10 سبتمبر 2011

الإ�تلال الدولي لليبيا 

 

 على الليبيين إستئناف حرب التحرير: القذافي ومافيا الإحتلال الدولي لليبيا، "فانبذ اليهم على سواء" بقلم خالد زروان

 

تقدم دافيد كاميرون بمشروع قرار خاص بليبيا إلى مجلس الأمن من أجل

-إرسال مهمة دولية للأمم النصرانية المتحدة إلى ليبيا للإشراف على الأجندة السياسية التي رسمها "أصدقاء ليبيا" -أي محتلوها- في الواحد من سبتمبر 2011: تنظيم إنتخابات، صياغة الدستور، وتخفيف العقوبات.

 

– القرار يربط بين الأجندة السياسية ورفع الحظر على ليبيا، أي جعل رفع الحظر مقابل التقدم في تحقيق الأجندة السياسية الغربية. 

– كما يشترط القرار عدم رفع الحظر، ما دام القذافي حرًّا. الشيء الذي يجعل ليبيا تقع تحت إحتلال دولي عسكري وسياسي بقرارات تصدر من مجلس "الأمن" تحت تهديد العقوبات الدولية، ويجعلها تسير مجبرة منتزعة الإرادة مصادرة الخيار إلى حيث تريد الأجندة الغربية بإدارة ومراقبة النفوذ الغربي. كما أن الإبقاء على القذافي حراً وعدم اعتقاله يظهر جلياً أنه إحدى مصالح الغرب في ليبيا، كما أنه سيتم فقط رفع حظر السلاح على ليبيا، بما يوحي أن الغرب يهيء ليبيا إلى حرب أهلية طويلة. فحجة تمكين المجلس الإنتقالي الليبي من إستعادة الأمن من خلال رفع الحظر عن الأسلحة على ليبيا، حجة واهية، فالسلاح منتشر بكثرة في ليبيا وما رفع السلاح إلا لخلق سوق جديدة للسلاح في ليبيا تمكن تجار السلاح من التوجه إلى ليبيا بكل "شرعية" وتسليح أعداء المجلس الإنتقالي.

– كما أن الإبقاء على حالة اللاحسم في ليبيا هي سياسة الناتو منذ دخل في المشهد الليبي، فهو كان يتلكأ ويتحكم في التقدم العسكري خطوة بخطوة بالموازاة مع التقدم في إنتزاع الوعود وأخذ العهود على المجلس الإنتقالي الليبي، ولكن التباطؤ في الحسم الآن له معاني كبيرة، ومفاده هو إرادة الناتو تأبيد حالة اللاحسم العسكري وإدخال البلاد في حرب أهلية. فرق تسد.  قاعدة قديمة قدم الإنسانية. فإظهار نوايا الناتو مع الإبقاء على قوات القذافي والقذافي نفسه طليقاً من شأنه قلب الموقف السياسي ضد المجلس الإنتقالي وتشويه صورة الثوار وإدخال البلاد في دوامة العنف وسيناريوهات شيطانية غربية من تقسيم ووضع اليد على ثروات البلاد وعلى إرادة العباد، بمعنى إحتلال دولي جديد وإستعباد لأحفاد المختار. ويجب أن يقرأ تصريح برلسكوني اليوم أمام شبان حزبه أن الذي حدث في ليبيا لم يكن ثورة شعبية بل نتيجة تحرك مجموعة أشخاص في النظام وأن القذافي كان محبوباً من طرف شعبه، يجب أن يقرأ في إطار تغذية الإستقطاب وخدمة حالة اللاحسم صباً للزيت على النار ودفعاً لقلب الموقف السياسي داخل ليبيا.

 

فأين ثوار ليبيا من ذلك أم أنهم يتبعون سنن المضبوعين من أمثال أحمد جبريل وغوقة يودونهم إلى المهالك؟ انبذوا اليهم على سواء، شياطين القذافي ومافيا التدخل الدولي، وافرضوا إرادكم على ارضكم واعيدوا السيادة للإسلام كاملاً غير منقوص، فإنه لا تحرير بدونه.

 

 لقد صرح مؤخراً أحمد جبريل مقرعاً لمن نادوا بإستقالة حكومة المجلس الإنتقالي وإنكفاء الغرب عن ليبيا، وهم عموم الثوار ومن يمثلهم، بأن لوح لهم بأن المعركة لم تنته وبأنهم لا يفهمون قواعد المرحلة الإنتقالية وإشترط ضمناً أن تكون هناك قواعد إنتقال،… من يضعها؟ الأمر واضح، ينتظر استصدار قرار من مجلس الإرهاب الدولي يضع له دستوراً وينظم له إنتخابات ويحدد "قواعد اللعبة" كما يسميها اللاعب اللاهي أحمد جبريل. 

 

والمعلوم أن الأجندة الغربية تقول بإنتخاب مجلس تأسيسي بعد ثمانية أشهر من إعلان تحرير ليبيا، وإنتخاب رئيس جديد لليبيا بعد 20 شهراً من إعلان تحرير ليبيا الذي لم يأت بعد ويبدو أن هذا الإعلان لن يأتي قبل أشهر أو سنوات أو عشرات السنين … فهذا الإعلان يتحكم في توقيته الناتو والغرب عموماً. وقد سبق أن أبقى الغرب على شماعة بن لادن 10 سنين!

 

خلاصة القول، ياأهلنا في ليبيا، يا أحفاد المختار:

 هذه ليبيا المختار تقع تحت الإحتلال الدولي. فلا نامت أعين الجبناء. أنتم الأحرار الأخيار الذين ثرتم  من أجل فرض الإرادة والتحرير، فكيف ترضون بإحتلال وإستعباد من الأنجاس الكافرين؟

 

يا اهلنا في سورية وفي اليمن وفي كل مكان:

هذا درس عظيم، حتى تعوا معنى التدخل الدولي. التدخل الدولي= إحتلال. فأبصروا!

 

خالد زروان