عضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة وثورة بلاد الشام
خالد زروان
في تصريح على قناة الجزيرة، لعضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة حول ثورة بلاد الشام والمخاطر المحدقة بها، يطلق عِرِّيفُ مقدمي قناة الجزيرة كلاماً متخبطاً مشحوناً متفرقاً متأففاً … نعم فهو عند الجزيرة "المفكر" "العربي" "العظيم"، وهو للعلم من حرصه على هذا اللقب وخاصة "العربي" صار يقيم مآتم في قناة الجزيرة إن ذكر أحد تلامذته من مقدمي قناة الجزيرة على الهواء لقبه الأصلي "عضو الكنيست الإسرائيلي"… فهو في مهمة لا يتماشى معها هذا اللقب …!
التقطنا الفكرة إذاً ورتبنا الكلمات المبعثرة ليخرج لنا هذا التصريح الذي يعبر بلغة سليمة عن روح الفكرة التي يريد عضو الكنيست الإسرائيلي تبليغها عبر قناة الجزيرة، أمام مقدمة مشدوهة من إحدى تلميذاته:
{المجموعات الجهادية في سوريا (التي ينسبها إلى القاعدة)، نقية لا يحسب عليها الجرائم الجنائية (حسب شهادات الأهالي) وأفرادها بواسل في القتال …ولكنها مخيفة فعلاً (وليس فقط لأن الغرب يخوفنا منها) ويجب التصدي لها لأنها تريد إقامة الدين في بلاد الشام، وهي غير ديمقراطية وغير واعية وغير مثقفة وغير عارفة بأهداف الثورة…}
ما نستخلصه من تصريح بشارة الإجرامي فعلاً في حق الثورة من خلال نعت أهلها بالإرهاب، بل والتخويف منهم، بل والتحريض على التصدي لهم، هو التالي:
1- من يريدون إقامة دولة الإسلام (جرم عظيم عند بشارة) هم نظيفون انقياء لا يسرقون ولا يرتكبون الجرائم وبواسل في الحرب… ولكنهم مخيفون فعلاً، ونتسائل ونسأل بشارة: مما الخوف وهم تتوفر فيهم كل هذه الخصال؟ طبعاً سؤالنا استنكاري لأن بشارة قد أجاب عليه، فهو يراهم مخيفون لأنهم "يريدون إقامة الدين"، فقط، لأنهم يريدون إقامة دولة الإسلام! ومن يريد ذلك يصبح بالنسبة لعضو برلمان العدو المفرمت على الحضارة الغربية: مخيف! طبعاً مخيف يا بشارة! مخيف لأعداء الله وليهود الغاصبين وللاعقي أحذيتهم … فقيام دولة الإسلام نهايتهم!
2- في المقابل نفهم من مفهوم المخالفة لما صرح به بشارة وهو أن المنادين بالديمقراطية (وهم شبه منعدمين في ثورة الشام الإسلامية) أي كفر "إن الحكم إلا للشعب" التي تعقب على حكم الله الذي يقول "إن الحكم إلا لله" "والله يحكم لا معقب لحكمه") أي المحاربين ضد إقامة دولة الإسلام، فهم بالنسبة لبشارة متحضرون، واعون، مسالمون (كبشار مثلاً)، عارفون بأهداف الثورة،… ولكنهم سراق مجرمون يرتكبون الجرائم الجنائية وجبناء … وهذا صحيح تماماً والدليل قائم في بشار مثلاً وفي نزلاء الفنادق تجار الدماء الذين ينتسبون إلى الثورة إنتهازية ووصولية وتآمراً في ائتلاف مع الأعداء…! فهم مجرمون (بشار مثلاً)، وهم سراق وجبناء (بشار مثلاً ولكن بالخصوص نزلاء الفنادق الذين ينتظرون أن تضع الثورة أوزارها ليقفزوا عليها …)
صدقت يا عزمي في كل شيء، حتى في تخوفك الذي نفهم منه أنك تضع نفسك في خندق أعداء دولة الإسلام وبالتالي نتفهمه ولكنك كذبت في أمرين:
1- وصفك للثورة بأنها ديمقراطية، وهذا كذب صارخ بل بهتان لها، إذ إنها لم تخل ساحة ولا مظاهرة من المناداة بالإسلام والخلافة، ولم تظهر ولو مظاهرة واحدة تنادي بالديمقراطية أو بالعلمانية، بل إن المظاهرات تلعنهما وتنادي بالخلافة بإستمرار، وبدون توقف !
2- تخويفك من الإسلام ودولته، فالإسلام عدل ورحمة على كل البشرية بمختلف دياناتها وأفرادها … إلا من أبى، ومن يأبى غير الذين يناصبون الإسلام ودولته العداء؟!ومن أبى فله العصا، من بشار إلى انثاه بشارة مروراً بأعداء البشرية والحضارة!
وبعد أن كشفنا روح فكرتك فخنقت الفضاء نتانة سريرتك … نبشرك ونحملك بشارة لأولياء أمرك من بني يهود أن اولياءنا هم بالضبط الذين بارزتهم بالعداء ونأيت عنهم وصديت لطهارتهم ونقاوتهم { وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وحتماً لن يكونوا غيرهم، وكل هذا إستجابة للحق سبحانه وتعالي: { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ} وقوله { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً}.
للبيب يفهم./
خالد زروان